ما أصعب الشعور بالغبطة حين تدرك أنك لن تحصل على مثل ما لدى غيرك وإن بذلت لذلك كل نفيس.
والأصعب.. أن تكون سيد تلك النعمة التي لديهم وتتذوق شهدها صباح مساء وفجأة تُحرم منها لتتحوّل إلى أمنية مستحيلة الحدوث طالما لك في العمر بقية.
بالضبط هذا هو شعوري بعد أن انقضت أيامك في هذه الحياة.. فقد أصبحت أغير من كل منظر أمومة، فحين أرى قبلات أخواتك تتوالى على رأس غاليتك سعياً لرضاها أتمنى لو أمضيت كل عمري الأسبق منكبّة على هامتك تقبيلاً.. وإن أنظر لإحداهن تنهر ابنتها نتيجة خطأ فعلته أتوق لتهذيبك الذي لن استحسنه من سواك.
أمي.. حاولت التكيّف مراراً ولكن! لا جدوى، ففي كل يوم أشعر بالحاجة إليك أكثر مما قبله وتزداد مساحة الفقد أضعافاً.. ففراقك هو ما لم أحسب حسابه كما أصبحت متأكدة من أن الحياة الطيبة أضحت من ضروب المستحيل لأنها مرتبطة بك.. وكم يؤلمني أن أصحو كل صباح دون أن أزعجك بنومي الثقيل وبلا كوب الحليب الذي تصرّين عليّ باحتسائه حين تقولين: صنعته على الطريقة التي تحبينها.. أخرج من المنزل محرومة من دعواتك لي بالتوفيق والحفظ.. وأعود دون أن أروي على مسامعك تفاصيل يومي.. بعدك أمي لا حياة أستلذها ولا هناء أرجوه.. وغاية ما أطلبه بعد عظيم الشوق إليك أن يعجّل الله لي بلقياك وهو عني راض.
|