|
انت في"الرأي" |
|
إن مقولة وزير الحرب الإسرائيلي في السبعينات الميلادية (موشي ديان) عندما أفضى ببعض أسرار الحرب عام 1967م وسئل لماذا تعمل ذلك فقال إن الشعوب العربية لا تقرأ، وهذه المقولة وإن كانت استفزازية وانتقاصاً من العرب إلا أننا نجد فيها بعض ملامح صحة ذلك؛ فعندما نتمعن في موروثنا الفكري وبالتحديد خلال السبعين السنة الماضية نجد أنه تفاعل مع همومنا وطموحاتنا التربوية والاجتماعية والتحديث والبطالة وتنوّع التخصصات وتدريس اللغة الإنجليزية، وعندما نقارن تلك الصيحات مع واقعنا الحالي نجد أننا مكانك سر وتنكر للماضي وإذا كان هناك وفاء له فيأتي من خلال عملية الاجترار التي تكرر أشياء له السبق فيها وتوهم الناس أنها أتت بجديد، ومجلة الرسالة التي كان يصدرها الزيات في الثلاثينات الميلادية حفلت بالكثير من المقالات التي تلامس حياتنا وواقعنا التربوي والثقافي والاجتماعي وتطلعاتنا إلى المستقبل منذ زمن طويل، وكان لديه السبق في ذلك وحقيقة أنها تفاعلت مع منظومة المعرفة مجتمعة ولقد أحسنت الأديبة الفاضلة الدكتورة سعاد الصباح عندما قامت بإعادة طباعتها من جديد لإيمانها بأنها كنز من كنوز المعرفة وأنها ما زالت في مادتها العلمية متوهجة في كل شيء بلاغة وفصاحة ومقالة وموضوعية واستشراف للمستقبل في كل شيء، وأن معظم مقالتها هي وصمة عار في جبين الأمة العربية ولا سيما صنّاع القرار الذين لم يتفاعلوا مع طرحها بجدية، وأن مقولة الشعب العربي لا يقرأ فيها نوع من الصحة وأننا في سبات عميق لم نصح منه إلا في وقت متأخر علماً بأن الحكمة ووعاءها وجوهرها نملكه من بداية الحضارة الإسلامية التي صودرت منا وأصبحنا نبحث عنها عند الذين استولوا عليها وبشكل بطيء لأن القراءة لم تكن أساسية في حياتنا حتى القراءة الرخيصة التي توافينا بها الصحف والمجلات والنشرات متابعتنا لها محدودة جداً إلا ما شاء الله ونحن اليوم في مطلع القرن الواحد والعشرين ماذا أعددنا لأمتنا لنصبح أمة قارئة، ومن يتحمل ويقوم بذلك هل هم رجال التربية أم رجال الإعلام والثقافة أم هم مجتمعون؟ أعتقد أن الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تخرصات وتخمينات لأن الإنسان يتعامل مع منظومة الحياة كاملة؛ فالجميع يتحمل ذلك والوسائل التقنية والعلمية الحديثة خير معين لنا في ترسيخها ونشرها بين الجميع. والله من وراء القصد.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |