Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

نصيحة: (لا تنتقد) نصيحة: (لا تنتقد)
عدنان أحمد كيفي

في هذه الحياة لا يوجد من لم يتعرض للنقد، القوي والضعيف والغني والفقير والطويل والقصير والأمير والوزير والأديب والطبيب والكاتب والمثقف والعالم والجاهل، فالجميع تراهم تحت تلك القواسم سواسية، فالجميع معرضون للنقد وبشتى الأساليب.
ما يجب أن يلتفت إليه الجميع أنه لا يوجد شخص أو مؤسسة وجمعية فوق النقد أيا كان، ومن لا يرتاح من النقد لا يصلح أن يكون موضعاً لاهتمام الناس وتوجههم إليه، ومن يثور ويهيج على الناقدين فاقد لصلاحية العمل الاجتماعي.
ولأجل أن يكون النقد والتسديد مقبولاً والنصيحة مرحباً بها، بل تقابل بالشكر والابتسامة والامتنان، يجب أن يكون النقد مقدمة للإصلاح، بشرط ألا يؤدي إلى السخط والعدوان والظلم والابتعاد عن النقد الذابح، وهو كما نعرف الإطراء في غير محله والمبالغة في مدح شخص ليس فيه شيء من هذا المديح، أو النقد الهدام المحبط.
إن النقد البناء مطلوب ومفيد في نهوض الأفراد والمجتمعات والأمم، ولكنه ليس مطلوباً لذاته، بل من أجل مهمة يؤديها، هي الارتقاء بقدرة العقل على الفعل في مختلف الأوضاع، ولا يتحقق ذلك ما لم يكن نقداً متوازناً، ومحدداً لا يتوقف عند حد كشف السلبيات والعيوب و(التخصص) فيها، فيكون الحال عندئذ كحال الطبيب، الذي يكشف على المريض، ولا يصف له العلاج، فيبقى مرضه يلازمه ويستفحل مع الزمن، أو كحال الطبيب، الذي لا يرى في مريضه سوى المرض والوهن، ويرى علاجه مستحيلا، والقبر أقرب إليه من أي شيء آخر.
ومهما تكن إيجابيات النقد فهذه نصيحة أرجو أيها القارئ (ة)، وأيها الكاتب (ة)، أن تسمعها مني ثم ألقها أو (ألقيها) في البحر: (لا تنتقد.. لا تنتقد) (لكي لا تنتكب)، حيث جربت على مدى أربعين عاماً من الكتابة الصحافية أن أعدائي وخصومي في تزايد، وصندوق بريدي اصبح خاوياً وحتى الايميلات والفاكسات والاتصالات بالجوال والهاتف الثابت التي صارت تصلني في الآونة الأخيرة قليلة وأحياناً نادرة على الرغم من تكرار نشرها في كل المقالات تقريبا، وتعقيبات القراءة والمسؤولين شحيحة، واكتشفت بأني لاذع ولم أرحم أحداً، وحمدت الله وشكرته على تحمل حرمي وأولادي واخواني وأقاربي (حراشة) لساني ولسعات صراحتي.
بعد أن فات الأوان اكتمل النضج وطلع ضرس العقل، أي خرج ولن يعود أدركت هذا وبت أبحث عن طريقة تزيد من أرصدتي أو على الاقل الاحتفاظ بمن يقرأ لي من مشاركات متواضعة راجياً الأجر والمثوبة من الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved