|
انت في"الرأي" |
|
ما الفرق بينهما؟ كلتاهما خصلتنان سيئتان ومن وجهة نظري أنهما مرتبطتان مع بعضهما البعض بمعنى أن الشخص الذي توجد عنده إحداهما لابد وأن تكون الأخرى معها، ويتصف بها أيضاً أي أنهما تؤديان لهدف واحد، فالحسد مثلاً هو أن تحسد إنسانا على ماله أو حياته التي يعيشها، وتكون أنت أقل منه - لنقل (فقير) لتقريب الصورة أكثر وتتمنى أيضاً أنك لست مثله فقط وإلا لم يكن ذلك ولا يسمى حسداً وإنما (غبطة) بل هو أنت وأنت هو، وما إلى هنالك من التصرفات التي تصدر عن صاحب تلك الخصلة، وتنم إليها وبعض من الأماني التي تكون في الغالب بالنفس وليتها فقط هي قد تصبح أهون إذ بها وحدها على الأقل لا يؤذي الحاسد محسوده، وربما تزول مع الأيام، ويبقى الأمل أكبر لما للندم ومحاسبة النفس من دور في تلاشيها. (والغيرة) كذلك، وقد يكون هناك اختلاف بينهما، ولكنه بسيط فالغيرة تتوفر أحياناً معها القدرة والإمكانات التي بها يستطيع صاحبها تحقيق رغباته إلا أن الدافع الحقيقي لها هو الشخص الذي تكون الغيرة منه، وليس لأنه يريد هو ذلك أو حباً بالشيء نفسه الذي فعله أو امتلكه غيره ويحس بالنقص أيضاً إن لم يفعله لأن فلانا سيصبح في تصوره أحسن منه أو أن الأمر متعمد، ولكي يرى الناس بأن لا فرق هناك بينه وذاك أي تقليد وأعمى أيضاً.. وفي النهاية كل الأمور تصب في قالب واحد، فالغيرة تولد الحسد والعكس، ومن لديه تلك الصفات، ما الذي يمنع أن تكون عنده غيرها أيضاً ما يشابهها، فالمجال أمامها مفتوح ومن السهولة أن تتمكن منه فهي كالداء والمصيبة أعظم إن كانت بين الأقرباء لأنها تصبح تنافساً بينهم أكثر بسبب اختلاطهم البعض كل مطلع على الآخر، وفي أمور دقيقة وتافهة، ماذا أكل وماذا شرب وما الذي اشتراه ولبسه.. إلخ، وتحدث أكثر عن طريق الأبناء وبسببهم وتزداد حينما تصل الآباء إن لم تجد المعالج وتكبر وتكون بدايتها والمفترض أنها نهايتها عند من هم قدوة لأولئك الأبناء الذين لا يعرفون الحسد ولا الغيرة ولكنهم يريدون مثل ما يشاهدونه مع من حولهم وفي مثل سنهم، وقد تتطور الأمور إلى الأسوأ، وتبدأ معها الكراهية والبغضاء حيث المشاكل الكثيرة والأسباب صغيرة، وقد تبنى على أوهام وظنون غير واقعية خاصة إذا ما وجد التشجيع والتطبيل. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |