Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

تكريم المعلمات والموظفات تكريم المعلمات والموظفات
مندل عبد الله القباع

نسمع بين فترة وأخرى عن تكريم بعض الموظفين في الوزارات التي كانوا يعملون بها وبعض المدرسين في المدارس التي كانوا يعملون بها، وذلك ليتذكّرهم صغار الموظفين والمعلمين وليعرفوا فضلهم، وهم على رأس العمل، وأيضاً كنوع من الترضية لهم، وذلك بمنحهم دروعاً تذكارية بعد إحالتهم على التقاعد لقاء تفانيهم في العمل وخدماتهم التي قد تمتد لما يقارب الثلاثين عاماً وجهودهم في تطوير أساليب العمل، وهذا الحق الذي أصبح بمثابة تقليد تقوم به الوزارات والمدارس ليشعر المتقاعدون بمكانتهم وبأن ما قدَّموه لعملهم هو محل اهتمام ومحل تقدير من المسؤولين في الدولة. لقد قدَّموا زهرة أعمارهم في هذه الأعمال وتفكيرهم وجهودهم في سبيل تطوير العمل الذي يقومون به والخروج به على أفضل ما يكون، وهذه الدروع التذكارية رغم ضآلة قيمتها تجعل المتقاعد يحس بمدى أهميته وبمدى اهتمام الآخرين به، وبما قام به من عمل طوال مدة خدمته.
وهذا التقليد ليس وقفاً على المملكة، فكل دول العالم تكرِّم من يصل إلى سن التقاعد بصورة أو بأخرى تجعل المتقاعد يحس بأن الآخرين يعلمون بمدى ما قدَّمه وبأهميته وأنه محل اهتمام من قِبل العاملين الذين تركهم بعد قضاء فترة عمل وزمالة معهم.
ولكن أين الموظفات والمعلمات من هذا التكريم.. إنهن لا يحصلن على أي تكريم فلم نسمع عن تكريم مدرسة أو موظفة من قِبل المسؤولين، أو من قِبل زملائهن، وذلك بمنحهن بعض الميداليات أو الدروع تقديراً لعملهن طوال أعمارهن سوى بعض الاجتهادات الشخصية من قِبل بعض مديرات المدارس بالجهود الشخصية.
إن هؤلاء الموظفات والمعلمات لا يقل ما بذلنه في عملهن عن ما بذله إخوانهن من الرجال في عملهم، بل قد يزيد فهن رغم أن لديهن من الأعمال المنزلية وتربية الأطفال الكثير إلا أنهن يقدمن للعمل كل جهدهن ويطوّرن العمل الذي يقمن به وبعد هذه السنوات لا تجد المتقاعدة أي تقدير سواء من زميلاتها اللاتي ما زلن على رأس العمل ولا من هيئة أو إدارة المدرسة أو الإدارة التي كانت تعمل بها.
إن الإنسان إذا ما انتهى عمله في مكان ما يجب أن يذكره الآخرون، وأن لا ينسوه بمجرد ذهابه بعيداً عنهم وكأنه طُرد من عمله، فالمتقاعد وأيضاً المتقاعدة يحس بعدة نواحٍ نفسية، وقد تكون هذه الهدايا البسيطة ترضية لهم كلما نظروا إليها تسرهم وتذكرهم بزملائهم وبالفترة التي قضوها على رأس العمل يبذلون الجهد والفكر لمصلحة العمل.
إن ديننا الحنيف يحث على التواصل بين أفراد المجتمع ومنهم كبار السن من المتقاعدين الذين أدوا ما عليهم من عمل واجب عليهم، لكن هذه الوقفة تُعتبر بمثابة اعتراف بمدى ما قدموه من جهود.
فليت المسؤولين عن قطاع تعليم البنات يفكرون في عمل تكريم للمتقاعدات اللاتي بذلن جهودهن ولم يبخلن بتلك الجهود على الطالبات والعمل جنباً إلى جنب مع زميلاتهن وبمجرد أن بلغن الستين تركن العمل فلا أقل من التكريم الذي قد يكون له بإذن الله التأثير الإيجابي في نفوسهن والأمر لا يحتاج إلى ميزانية كبيرة ولا إلى جهد كبير فهي مجرد مئات من الريالات وساعة من وقت الإدارة مع استمرار الدراسة أو في فترة الراحة في المدرسة حتى يشعر كل عامل وعاملة بمكانته الوظيفية وأنه قضى فترة من عمره في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه وكل عام وأنتم بخير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved