أنا في عُنيْزَةَ والقَصيمِ
أنا في خِيامِ بني تميمِ
في دارِ عَبْلةَ.. في الطُّلولِ
الهامداتِ.. وفي الرُّسومِ
في الرَّملِ.. حيثُ انْداحَ مِنْ
أقصى التُّخومِ.. إلى التُّخومِ
أنا شَهْقةُ الصحراءِ، حُمْرُ
همومِها أبداً همومي
أنا بيتُ شِعرٍ لِلطُّفولةِ
في العَرارِ وفي الشَّميمِ
أحيا بصَهلةِ مُهرِيَ
العربيِّ في حَرِّ السَّمُومِ
قُلْ (للجزيرةِ):
كُلُّ حرفٍ فيكِ نَبْضٌ في صَميمي..
مازلتُ أُغنيةَ البواديِ
في الخصيبِ وفي العقيمِ
في صَدْرِها العُرْيانِ أقرأُ
سِفْرَ مَنْبتيَ العظيمِ ..
ولها انتَميتُ.. لصدرِ أُمي..
في النعيمِ وفي الجَحيمِ
أنا طفلُ هذي الأرضِ
أقْدَمُ في جُذوريِ من قَديمِ
غنّيتُ أطفالي وغَنّوْني
على شُرَفِ الغُيُومِ
وتحدّثتْ عن حُلْوِ
ضَحْكتِنا عناقيدُ الكُرومِ
وزرعتُهم أُغْرُودةً
جَذْلَى.. على شَفَةِ النجومِ
حُلُماً.. إذا لَمَسَ الهشيمَ
اخْضَوضَرتْ دُنيا الهَشيمِ
قل (للجزيرةِ) في دمي
حُلُمي يُقيمُ..
في رَميمي..
وغداً.. أنا ابْنُ غَدٍ.. يَدبُّ، أجَلْ
يَدبُّ ربيعُ أطفالي
على هذا الأَديمِ