قبل عامين شارك وفد من المملكة العربية السعودية ممثل لوزارة التعليم العالي وبالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية في معرض الكتاب عام 2004م في فرانكفورت بألمانيا، وكانت تلك المشاركة بمثابة رحلة تفاعلية علمية وثقافية وتنظيمية، وكان لذلك الوفد السعودي الذي ضم عدداً من المسؤولين والأكاديميين والكُتَّاب وأعضاء المجتمع المدني السعودي رجالاً ونساء، كان لذلك الوفد إسهام واضح وفاعل في تلك المشاركة التي نقلت صورة حقيقية لواقع المملكة الثقافي، في ظل غياب أو ندرة المعلومات الثقافية والتعريفية بالثقافة السعودية.
آنذاك تمنيت لو تنعكس تلك الأجواء الثقافية المميزة على الساحة السعودية، فنرى معرضاً سعودياً على غرار ذلك المعرض، كي نثبت أننا نستفيد من تجارب الآخرين ومن تفاعلنا وتواصلنا معهم.
وقد جاء معرض الرياض الدولي للكتاب خلال الفترة من 23- 1 إلى 2-2-1427هـ بمركز المعارض بمدينة الرياض ليؤكد أن ما رجع به ذلك الوفد ظل طوال عامين على طاولة الاستذكار والاهتمام، وتبعته مرحلة من الاستعداد للانتقال بالتجربة الثقافية الألمانية من المشاهدة والمشاركة إلى العمل والتنفيذ.
هذا المعرض في إخراجه بهذا التفعيل الجيد ما كان ليكون لولا وجود وزير يؤمن بإعطاء الفرص ودعمها لإثبات المقدرة السعودية على الأداء المتقن، ولم يكن ليرى النور بهذا الثوب الثقافي الخاص لولا وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية، المشرف العام على المعرض، وذلك في حد ذاته كاف لأن نوجه التحية والتقدير للوزير الدكتور خالد العنقري والوكيل الدكتور عبد الله المعجل، وإلى كل من كانت له يد في الإنجاح أو فكرة في الإعداد أو جهد في الإخراج.
يجب علينا أن نكون حاضرين في الإيجابيات مثلما نتطوع دائماً في نقد السلبيات، ومن الحق أن نعترف بهذه الخطوة المباركة التي أتاحت المجال لدور النشر والطباعة والتوزيع المحلية والدولية لتعرض إمكاناتها، وما تخلل المعرض من ندوات ومحاضرات ومشاركات علمية وفنية.. الجميل في هذا المعرض كان إتاحة الفرصة للعائلات السعودية لحضور فعاليات وأنشطة هذا العرس الثقافي السعودي الذي كان للدكتور المعجل فضل هذه التجربة الناجحة - بإذن الله -.
مع كل ذلك فلنا عتب هو عتب الحريص على إتمام العمل، واستدراك الفوت فيه، فبينما وجهت دعوة لدور الطباعة والنشر، لم تتم دعوة الكُتَّاب لعرض نتاجاتهم (المكدسة) لديهم تنتظر التوزيع، وليس من فرصة أهم من معرض دولي لعرض تلك النتاجات، خاصة إن كانت تستحق شرف العرض فيه.
ولعلني أزعم أن هذا المعرض قد مر افتتاحه مروراً سريعاً لم يلق عليه الضوء الإعلامي بشكل كاف يستحقه، ولعلنا في استفادتنا من تجربة فرانكفورت أغفلنا النشاط الإعلامي الواسع الذي صاحب ذلك المعرض لمدة عام كامل، كان الزائر أو المواطن يستطيع الاطلاع على أهم ملامح ومكونات ذلك المعرض من خلال المنشورات والجداول المرافقة له، المنتشرة في كل مكان حتى على واجهات المدينة بأكملها.
شكراً على النجاح في الافتتاح وشكراً على الجهود المبذولة بتميز، مع أننا نحن معشر الكتاب من النساء السعوديات لم نحظ بدعوة وإرشاد لحضور حفل الافتتاح أو المشاركة في الابتهاج الذي هو من حق كل مواطن سعودي.. وتاليتها؟!
|