Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

فقدت زوجها وابنها ووالدتها وأختها فقدت زوجها وابنها ووالدتها وأختها
دلال الحربي تروي لـ « الجزيرة » صراعها المرير مع أمواج البحر وعبارة الموت

  * القصيم - فوزية ناصر النعيم:
فقدت زوجي وابني الوحيد 9 أشهر - كما فقدت والدتي وأختي الصغيرة (منى) ذات الأحد عشر ربيعاً..
بهذه الكلمات ابتدأت دلال الحربي - إحدى الناجيات من عبارة الموت - حديثها للجزيرة بعد قيامنا برفقة رئيسة وعضوات جمعية الملك عبد العزيز بالقصيم بتقديم واجب العزاء إلى (دلال) بعد أن غيب الموت أقرب الناس إليها.
وتواصل دلال حديثها قائلة: بدأ الحريق في (الكابينة) التي كان يمكث فيها زوجي ومجموعة من الرجال السعوديين عند العاشرة مساءً، بعدها حضر زوجي وطلب منا الصعود على سطح العبارة، ثم انتقل الحريق إلى (الكبائن) الأخرى ليعم الرعب والفوضى خاصة بعدما شاهد الجميع عشوائية طاقم السفينة مع التعامل مع الحدث.
وتستطرد (دلال) بعد بكاء مرير: ركض زوجي -رحمه الله- إلينا حاملاً طوق النجاة لكل واحد منا، وأصبح يساعدنا على لبسه وسط الزحام وعند الواحدة والنصف صباحاً، وبعد ازدياد الحريق مالت العبارة وخلال 5 دقائق اختفت تحت سطح الماء، وحاول زوجي مساعدتنا على الصعود إلى أعلى العبارة لنتمكن من النزول إلى البحر بعيداً عن العبارة، ولكن ظلت يدي تطوق عنق أمي برغم أني لم أتمكن من حملها بسبب وزنها.
فطلبت من زوجي أن يصعد هو وابني واختاي (منى وايمان) وأثناء صعودهم ارتفع بخار الماء إلى مقابض الحديد من أعلى العبارة مما أدى إلى احتراق أيدي الركاب الذين كانوا يحاولون الصعود إلى أعلى، فنظرت إليهم وهم يهوون من الأعلى فتمكنت من الامساك بأختي (ايمان) أما زوجي وابني وأختي منى فابتلعهم البحر وكانوا في تعداد الموتى.. وعندما أمسكت بايمان وعدت أبحث عن أمي وجدت البحر قد ابتلعها هي الأخرى، فظللت ممسكة بايمان حتى أتت موجة كبيرة قذفت بنا بعيداً عن المكان واصبح العثور على أمي شيئا مستحيلا وفي تلك اللحظة حدثت مني التفاتة نحو اليمين فوجدت (الرماثة) القارب البلاستيكي وفيه اثنان من طاقم السفينة ومجموعة من الناجين حاولت اللحاق بهم ولكن رفضوا لأن الوزن أكبر من طاقة القارب وكثرتهم ودموع أختي وهي تتوسل لهم طالبة النجدة وبالفعل ركبنا معهم رغم أن القارب كان مخروقاً وكنا نتعاقب على سد الفتحة واخراج الماء وبقينا حتى اليوم الثاني مساء نصارع الأمواج ونتوسل إلى الله أن ينجينا من الموت وفجأة حلقت فوق رؤوسنا طائرة مروحية استنجدنا بها فقذفت الينا بقارب آخر.. وفي الساعة التاسعة اتجهت الينا سفينة استعنا بضوء خافت لتعرف مكاننا وركبنا فيها لتقلنا إلى سفاجة حيث أدخلنا المستشفى وبقينا بها ساعات ثم نقلنا إلى فندق الغردقة وركبنا أول طائرة إلى المملكة، وفي محافظة جدة وجدت جثة زوجي وأختي منى ولا تزال والدتي وصغيري مفقودين وعدت إلى القصيم بقلب مفطور وحزن يهد الجبال وبقيت أصارع الحزن والأسى مع والدي المسن وإخوتي الصغار في بيت يملكه البنك العقاري باسم والدتي رحمها الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved