في الأيام القليلة الماضية واليومين القادمين حتى الجمعة يكون مهرجان الثقافة قد منح بوابات مشرعة لكثير من هموم الثقافة، وتكون وزارتا التعليم العالي والثقافة والإعلام قد قدمتا جهوداً لا ينكرها من كان على تناصّ مع تفاصيل نص معرض الكتاب الدولي، فالدكتوران عبد الله المعجل وعبد العزيز السبيل قاما مع كل فرد بذل جهداً في هذه التظاهرة الثقافية بضخ مزيد من الهواء النقيّ لرئات المثقفين، بل لرئة مدينة الرياض الكبيرة...
فالمعرض صاحبته مواقف ولقاءات ومناورات فكرية قلما كانت متاحة، بل نادراً ما أتيحت، وفي معزل عن الرأي العام قدمها على أكف من الوضوح والصراحة وحرية التعبير، بل حرية الحركة مع تفاوت المشارب والتوجهات.
في الوقت الذي كما قال الأخ الكريم العزيز الدكتور عبد الله المعجل إنه قرب من فئات المثقفين والمبدعين، ووضعهم في محكات عديدة، منها التعارف، وأجملها التآلف، وأكثرها أهمية المقاربة مع المخالفة...
وهذا لعمري ما تحتاج إليه المرحلة بل يحتاج إليه المثقفون أنفسهم، أضف إلى ذلك ما قدمه هذا المعرض من سياحة لم تقف بين عروض الكتب وأقنية النشر، بل تخطت إلى مرافق المدينة الفارهة الجميلة عروس البلاد الرياض؛ إذ لم تكن محور دهشات المواطنين من المدن الأخرى والمحافظات والقرى، بل الأجمل أنها صفحات مضيئة بالحضارة كانت محبرة بالنور لكل السائحين فيها بعد تجولهم في معرض الكتاب...
بل كبار المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والمسؤولين كانوا موجودين على منافذ المشاركة في الرأي وإدارة الندوات، بل الإشراف الحميم مع هذه التظاهرة الثقافية الرائدة... مع أن معارض الكتب قبلُ كانت تحمل جانباً مشرقاً للمثقفين في الداخل والوافدين، لكنها لم تحقق حتى الآن ما فعله هذا المعرض.
ربما من اللائق جداً تقدير جهود وزارة التعليم العالي، والأجمل أن يتابع وكيل وزارتها النشط الحريص الدكتور عبد الله المعجل الدعوات والتأكيد عليها للتفاعل والتقارب والاكتساب من كل الأطراف بالرسائل السريعة أو التعقيب الهاتفي الحريص، وهو رجل منوطة به مسؤوليات أخرى جعل من مسؤولية معرض الكتاب تتقدم لوقتها...
كذلك من جانب آخر فعل الدكتور عبد العزيز السبيل بالتفاتته نحو المثقفين والمبدعين في فرص اللقاءات وتبادل الآراء...
صحيح أنه لم يتضمن البرنامج لقاءات تعارف تخص المثقفات والمبدعات من الفئات المختلفة إلا أنني وجدت في الندوات وورش العمل صورة رائعة مثلتها المشرفات من النساء في مقدمتهن الدكتورة النشطة هند تركي السديري والقاصة البديعة ليلى الأحيدب وزميلاتهما؛ مما أضاف للمعرض أبعاداً ثقافية تتناسب وآليات الواقع نحو نشر الثقافة وتوطيد دعائم الهواء النقي.
مزجاة كل التحايا للجميع من البوابة للشارع....
ومن مشرفي حركة المرور إلى الرجال الدؤوبين حركة بين
الممرات لتوجيه الرواد.. حقيقة فإنه موسم بهجة وجمال... بل أهداف بنائية على صعيد هام في حركة النشر الثقافي.
|