* الجنادرية - جواهر عبد الرحمن الدحيم - روضة الجيزاني:
تختتم عصر اليوم الأربعاء فعاليات مهرجان التراث والثقافة في دورته الحادية والعشرين وسط حشود كبيرة من النساء والأطفال وكبيرات السن اللاتي حضرن لتذكر تاريخهم المجيد وتوارثهم الخالد حيث شهد المهرجان نجاحات متعددة على الصعيدين الثقافي والتراثي حيث شهدت الفعاليات الثقافية ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية لقيت حضوراً متميزاً، وعلى الصعيد التراثي شهدت القرية الشعبية إقبالاً وإعجاباً فائق الوصف على الحرف والمهن والأجنحة المختلفة لكافة مناطق المملكة التي تمثلها تراثياً، وقد برزت عدة أجنحة وتوسع نشاطها التي من ضمنها الخيمة الثقافية التي نظمها مكتب الإشراف التربوي النسوي بإدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة حيث توافدت أعداد هائلة من الزائرات وعلى رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبد العزيز وصاحبة السمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين حيث كان في استقبالهن مديرة مكتب الإشراف التربوي سمو الأميرة نورة بنت عبد العزيز بن جلوي آل سعود ومساعدة مديرة المكتب الأستاذة سميرة بنت عثمان الحميد والأستاذة حسناء العلي ومنسوبات المكتب من موظفات وإعلاميات ومن ضمن الفعاليات المتميزة في خيمة المكتب التي تعتبر شاهداً على الحب والولاء لهذا البلد خريطة البصمة حيث تقوم كل زائرة بوضع بصمتها على الخريطة حيث كان هناك خريطة يبصم عليها الصغار وخريطة كبيرة يبصم عليها الكبار، وهي بصمة حب على أرض الوطن بالإضافة إلى المسابقات والهدايا التي وزعت على جميع الحضور، كما شارك مكتب الإشراف بفقرة خاصة بحفل الافتتاح عبارة عن مشهد تمثيلي بعنوان (دام عزك يا وطن) يحكي شعور المواطنات السعوديات حيال البيعة مع ذكريات خالدة لبيعة الملك عبد العزيز، رحمه الله، تأليف مشرفة اللغة الإنجليزية الأستاذة سلطانة عبد الرحمن السعدون وأداء عدد من منسوبات مكتب الإشراف وطالبات ثانوية الآباء يصاحبه عرض بالبوربوينت لمشرفة مادة العلوم الأستاذة أمل الخلف، كما قدمت مشاركات من كل من الأستاذة حصة عبد الله الطاسان ونعيمة الضاوي المشرفة التربوية.
كما شارك جناح وزارة الصحة بمشاركة فعالة منشورات قيمة تحمل بين طياتها الوقاية من العديد من الأمراض واكتشافها قبل أن يستفحل خطرها والتوعية الصحية بأضرار التدخين وإهمال تطعيمات الأطفال والوقاية من مرض سرطان الثدي ومرض أنفلونزا الطيور، فلم يقتصر المهرجان على التراث فقط بل اهتم بجوانب الحياة الأخرى العلمية والعملية والصحية والثقافية، كما شارك جناح وزارة الداخلية ووزارة الخارجية هذا العام في الجنادرية 21 بشكل موسع وفعال بصورة مختلفة عن ما سبق حيث إن هذه المشاركات تأتي في إطار رغبة الوزارات في تعريف المواطن السعودي والمقيم بالدور الكبير الذي تقوم به لرعاية المواطنين والمقيمين كما يعيش الزائر للقرية الشعبية بالجنادرية رحلة الحج وذكرياته وتراثه القديم حيث يسير الزائر لجناح وزارة الحج في رحلة طويلة مع التوسعة ومع حارات مكة قديماً حيث تسرد المطوفة هدى أحمد مختار حيث تقول إنها تشرح في وزارة الحج بالجناح المخصص كيف كان المسجد الحرام قبل التوسعة وكيف أصبح بعد التوسعة التي شهدها وأنها عملت مطوفة منذ أربعين عاما وهي تفتخر بذلك وتعتبره شرفا لها بخدمة ضيوف الرحمن وهو الاعتناء به منذ وصوله إلى جدة ثم تهيئة السكن والمأكل وتوفير الرعاية له وتعليمه مناسك الحج والعمرة حيث يأخذ المطوفون دورات متخصصة لتوعية الحج من الوقاية من الشمس وتعريفهم بمناسك الحج، ورحلة الحاج قديماً وحديثاً من أهم ما يعرفه الزوار لجناح وزارة الحج، ويشرف على الجناح أيضاً المطوفة آمنة الشريف حيث تتولى مع زميلاتها هدى مختار المطوفة من مكة المكرمة تعريف الزوار برحلة الحج، كما تولت الأخت هدى شرح التراث الذي يخص منزل المطوف وللبس القديم للجدة ولبس الخروج القنعة وأدوات العروس والأتاريك القديمة التي تضيء المنزل بالإضافة إلى سوق الحارة الفواكه والخضار والبليلة والبرزة وعرض لصور وزراء الحج السابقين وللباس الخاص بالمطوفين مروراً بالمجسمات وهو الفن المشهورة به مكة المكرمة، وقد أعجب الزوار بهذا الجناح المهم في رحلة الحجاج والمعتمرين ولقي إعجابا من الجاليات الزائرة.
الألعاب الشعبية وإقبال
الصغار عليها
كما شهدت خيمة الألعاب الشعبية والأهازيج إقبالاً وخاصة من الأطفال حيث شاهدوا صورة حية لهذا الميراث الشعبي الذي كان الأطفال قديما يقضوا وقت فراغهم باللعب ومنها ما هو خاص بالبنات مثل سلقدح ومنها ما هو خاص بالأولاد مثل الدنانة.
السوق الشعبي
كما شهد السوق الشعبي خلال فترة المهرجان إقبالاً منقطع النظير، وزاد اقتناء الزوار من معروضاته، وتحدثنا المشرفة على السوق الأستاذة صفية ظافر بن ظافر مديرة مركز الإشراف التربوي بأن السوق يضم كثيرا من الحرفيين والخرازين وصناع والأحذية والعطور القديمة السعودية حيث يشهد السوق الشعبي اكتظاظاً بالزائرات ويزداد الطلب على الحرف اليدوية.
متحف مصغر للحياة الماضية
نالت القرية العشرينية في مهرجان الجنادرية إعجاب الزائرات فهي متحف مصغر عن القرية حيث إن البعض من الزائرات لا يستطعن التجول لبعض المسافات في أجنحة المناطق والبعض يجزم أن زيارته للقرية العشرينية هي زيارة واطلاع لبقية الأجنحة الخارجية، حيث تشير المشرفة على القرية الأستاذة فاتن السديس بالقول: تضم القرية العشرينية على أقسام حياة البادية في حائل وحياة الفلاحين في نجد وحياة القرى في مكة والمدينة وحياة التجار في المنطقة الشرقية فهي تشمل جميع مناطق المملكة العربية السعودية من حيث الحرف والأدوات والملابس التراثية والعادات والتقاليد وتعريف الزائرات بالحياة القديمة والماضية في هذه القرية.
مقترحات
لقد أعطى مهرجان التراث والثقافة الوطني صورة صادقة للتعاون المستمر بين جميع القطاعات المشاركة وبالتنظيم الكبير من رئاسة الحرس الوطني الذي نلمس في كل جهة من جهات القرية، فهي منظومة تراثية رائعة حوت من كل ثقافة وحرفة وموروث في ظل هذا المهرجان السنوي التراثي الذي يحكي للأجيال كفاح صناع التاريخ والحضارة السعودية جيلا بعد جيل ولاكتمال هذا الصرح التراثي الرائع يحتاج إلى بعض اللمسات التي تخدم الزوار التي منها بعض المقترحات توفير للوحات الإرشادية الإلكترونية (اعرف مكانك) أغلب الزائرات للمهرجان التراثي السيدات الكبيرات اللاتي لا يستطعن المشي لمسافات طويلة فوجود عربات لكبار السن مطلب ضروري، العمل الموحد والترابطي بين الأجنحة مطلب ملح للسير نحو الأفضل والتخطيط السليم.
التعب والإرهاق في السير يحتم وجود مقاعد وجلسات للراحة، والماء ويشمل توفير برادات المياه، وكل مهرجان وأنتم بخير.
|