بلا تردد
طفلة الـ17 شهراً..!!
هدى بنت فهد المعجل

أصدرت المحكمة الجزئية حكماً بإدانة خادمة سريلانكية والحكم بتعزيرها بسجنها ستة أشهر وجلدها 120 جلدة مفرقة على دفعتين على أن يكون بينهما أسبوع.. وأخذ التعهد الشديد عليها بعدم العودة لذلك مرة أخرى وإبعادها عن البلاد بعد انتهاء محكوميتها!!!
* والسؤال!! بِمَ أُدينت تلك الخادمة؟؟!!
* وهل جريمتها بمستوى الحكم الصادر ضدها؟؟!!
* المجني عليها طفلة عمرها (17) شهراً بحسب ما ورد في صحيفة - الاقتصادية - عدد السبت 25 فبراير 2006م.. حيث أشارت والدة الطفلة إلى أنها وجدت ابنتها وقد وضعتها الخادمة داخل حمام إحدى الغرف المغلقة بعد أن تم تثبيتها على كرسي المرحاض بوضع عكسي (وجهها للجدار) والجزء الأسفل من جسدها يغطس داخل مرحاض التنظيف المملوء بماء حار من السخان حيث كان الماء حينها مفتوحاً وكانت الطفلة فاقدةً للوعي وما أن سحبت الطفلة حتى تساقط الجلد المحروق وقطع اللحم من جسدها.. وقد تعرضت الطفلة إلى حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة ووصلت آثار الحروق إلى أعضاء جسدها الداخلية وتوقفت كليتاها مدة 15 يوماً.. ولأن أصابع قدميها تفحمت فقد رأى المستشفى ضرورة بترها.. وأشار الطبيب المعالج إلى أن الطفلة سوف تعاني من تشوه دائم ناتج عن امتداد منطقة الحريق، مبدياً قلقه بشأن قدرتها على المشي لأن كل أصابع قدميها تم بترها.
وفي الصورة المدرجة ضمن الخبر في الصحيفة بدت قدم الطفلة كقطعة لحم بيضاء متجعدة كما تجعد جسدها من منطقة الصدر حتى القدمين!!
فهل الحكم الصادر بحق الخادمة كافٍ ويتناسب والجرم المرتكب!!؟؟ أو ليس العين بالعين، والسن بالسن، والأذن بالأذن، والجروح قصاص؟؟!!
ستة أشهر سجن و120 جلدة عقاب غير رادع ولا مُجْدٍّ في حق مجرمة شوهت جسد طفلة الـ17 شهراً وذوبت لحمها في ماء حار بقلب بارد، ونية مبيتة..!!
رفع والد الطفلة دعوى إلى المحكمة يطالب فيها ببتر قدمي الخادمة لتسببها في قطع أصابع قدمي ابنته وله الحق في تقديم الدعوى.. وعلى المحكمة أن تنظر في القضية بحد السيف وقدرته على البتر ربما تبتر قلوب الشر وتنتزعها من المنطقة!!
* مرتكبو حادثة نفق النهضة صدرت بحقهم أحكام بتارة ضربت في صميم مَنْ تسول له نفسه نية الإقدام على فعل ما فعله هؤلاء الشباب خشيةَ أن يناله ما نالهم من عقاب..!!
* المتهم الأول حكم عليه بـ12 سنة سجن و600 جلدة.
* الثاني 10 سنوات سجن و600 جلدة.
* الثالث 4 أشهر لمرضه.
* الرابع 7 سنوات سجن و400 جلدة.
* أما المتهم من الخامس حتى الحادي عشر 6 سنوات سجن و400 جلدة.
فلماذا الرأفة بالخادمة وقد انتهكت حقوق الإنسان وحقوق طفلة لا تملك من أمر نفسها شيئاً.. لذا أرى أن يُنظر في دعوى الأب ويُعاد النظر في الحكم الصادر.. وأن يولي الإعلام المرئي هذه القضية الاهتمام المكثف مدعماً بدليل الإدانة بإيذاء الطفلة وما آل إليه جسدها من آثار الحرق على أن يكون البرنامج بعدة لغات، والتركيز على لغة العمالة المنزلية لتصل إليهم الرسالة المرجوة.. كما أرى ضرورة التعاون مع الصحف الصادرة عن دول تلك العمالة لنشر جرائم مَنْ لم تعرف الرحمة إلى أفئدتهم طريقاً والأحكام الشرعية الصادرة في حقهم حتى إذا أتوا.. أتوا وهم ملمون بأحكام المملكة وقوانينها الشرعية وكونها دولة ترفض التساهل في جرائم العرض، والنفس، والمال.
توعية العمالة المنزلية لا بد أن تبدأ من هناك.. من دولهم وقبل مجيئهم.
وقضية هذه الطفلة وغيرها لن نستفيد شيئاً إن وقف عليها إعلامنا المقروء فقط.. لأن الهدف ليس النشر أو السبق الصحفي والوقوف على الحدث ونقله بالحرف والصورة.. بل المساهمة في الحد منه ومن تفشيه، وتمادي العمالة المنزلية في تعذيب الأطفال وانتهاك الحرمات.
صور جسد الطفلة وقدمها بعد أنْ بُترت أصابعها مريبة جداً، مؤلمة وموجعة..!!
كيف ستمشي؟؟! أي حذاء سترتديه؟؟!! كم عميلة تحتاجها لزرع أصابع قدم جديدة؟؟! مَنْ سيتكفل بترميم الآثار النفسية التي ستظهر على سطح حياتها؟؟!! وهل سيتمكن الطب مِنْ تعويضها جسداً مماثلاً لجسدٍ وهبها اللهُ إياه!!؟؟