الأستاذ الدكتور حسن بن فهد الهويمل قامة شامخة في الحياة الأدبية، بل في الثقافة العربية والإسلامية، وهو الرجل الذي لا يقعقع له بالشنان، عرفته قبل أن ألقاه وقرأت له وأعجبت به وبما يطرح أي إعجاب، ثم اتصلت أسباب المعرفة به من موقعه في دائرة الثقافة، فازددت إعجاباً به وتقديراً له، ولم أقرأ له كتاباً أو مقالاً أو أستمع إلى محاضرة أو مناظرة إلا شعرت أن الرجل ابن بجدتها، وهو ناقد جري وملتزم أبي، اتخذ لنفسه خطاً عربياً، نافح عن ثقافة العربية ومبادئ الإسلام واستمر على ذلك دون أن تأخذه بنيات الطريق عن أساس المبدأ الذي ينافح عنه ويدافع دونه. ودون مجاملة - يستحقها الزميل الكريم - فإني لا أعرف أديباً في مجاله في بلادنا يشاكله في رؤيته الخاصة وفي أقواله، ولا سيما في هذا الوقت الذي غلبت فيه العجمة وترسخت العامية على ألسنة الخاصة قبل العامة.
أما من الجانب الشخصي والعلاقة الذاتية فمنذ عرفته وأنا أشعر بقرب ما يطرح من نفسي واحترامي له وتقديري لجهوده، ولهذا السبب كان هو أول مَن أهديتُ كتاب (الوأد) له خاصة. وكنت أعرف أنه لن يمر دون رأي منه وقول فيه؛ لاتفاق الاهتمام بالتراث وصلته القوية فيه وعلمه بمداخله ومخارجه. ومَن من الناس لا يسعده أن يقرأ له عالم قدير مثل الدكتور حسن، ثم إنني أعول على موقفه المحافظ من التراث، وكنت واثقاً أن هذا الكتاب وما حمل من آراء وما توصل إليه من نتائج سيستفزه، فيكون رأيه فيه صريحاً وواضحاً كصراحته ووضوحه. ولم يخب ظني به فقد أسعدني بمقالين طويلين عن الكتاب حملا رأيه ورؤيته فيما قرأ وفيما اعتقد، ولم تأخذه فيهما أسباب المجاملة، ولكنه عمد إلى ما يعتقده وبادر به وأظهره في لغة جلية مبينة جعلها فوق مستوى الزمالة والعلاقة؛ لأنه يعرف أن صاحبه لا يسره شيء في مجال الفكر والأدب مثلما يسرُّ بتلاقح الأفكار ومحاورة جهابذة الرجال.
وقد حملت رؤيته في المقالين أشياء كثيرة أقرُّ له في شيء منها، وأقبل منه شيئاً، وأخالفه في أشياء.
أقرُّ له بأنني خالفت كل الماضين فيما وصلتُ إليه، فلم يسبقني فيما أعلم أحد من المفسرين والمذكِّرين والأدباء والموسوعيين إلى ما وصلت إليه من تأويل للموؤدة، وهو إقرار بدأت به الكتاب وكررته في ثنايا البحث وأظهرت حجتي في ذلك، والسبب أن المتقدمين من العلماء لم يقفوا موقفي، ولم يستشكلوا استشكالي، وإنما أخذوا القضية على أنها مسلمة دون نقاش أو حوار أو حتى النظر في صدق الخبر أو كذبه، وإنما تتابعوا على نقل الخبر قبل تمحيصه وتدقيق النظر فيه. وصاحبك درس الأدب الأموي ودرَّسه ثلاثين عاماً، وكان مع الناس في اعتقادهم، وأما ما قدح شرارة هذا الاستشكال فهو بحثه عن سبب اختيار الدفن للمولود البنت وهي حية، فحاول معرفة السبب لماذا لم يقتلوهن بوسيلة غير الدفن كالقتل بالوسائل المعتادة، ولماذا اختاروا الدفن لهن وهن أحياء. وهنا تبيَّن لي ما لم يلتفت إليه الأولون، فوجدت أن عرض وجهة نظري مهم للحقيقة العلمية، ولو قال بذلك أحد ممن سبقني لما احتجت إلى عناء البحث والتأويل وفرحة الاكتشاف وضروب الاجتهاد بعد أن أعطيت الدليل المنطقي وأبنت الحجة الدامغة من المأثور والمعقول والمنقول.
أما ما أقبلُ منه فهو ما دفعته اللغة إليه، واضطره الجدل عليه، من وصفٍ يتعلق بشخصي، وقدرات عقلي، وكل ما له صلة بنفسي. فأنا أقرُّ لأخي به ولا أدفع ذلك، ومادح نفسه يقرؤك السلام.
أما ما أريد مناقشته ومحاورته فيه فهو ضالة الجميع التي يبحث عنها كل الناس أدركوها أو فاتهم شيء منها أو كلها، إنها الحقيقة، أو قل: إنها الحجة التي دارت حولها فصول الكتاب ومناقشاته، ما قبل منها وما رفض، والمنهج العلمي الذي أرجو ألا يكون موضع اختلاف.
صدمة المفاجأة
منذ البدء أقدر هول الصدمة المعرفية التي يحدثها إعلان النفي لأمر ترسَّخ في أذهان الناس وكررته الروايات على مرِّ العصور والأزمان حتى استقر في أذهان الخاصة وليس العامة، وأصبح تصديقه من المسلمات التي لم تناقش لكثرة تردُّدها في تراثنا الإسلامي. وأنا أقدر هذه الصدمة التي لم يكن هو وحده الذي استفزته، بل باغتته على حين غرة، فقد فاجأت في ذكرها رجل دين خبير في مجال الفقه وله رؤية شرعية ومن أهل الاختصاص، وظننتُ أن جوابه سيكون كالمعهود عند المشتغلين في العلوم النظرية: ما دليلك؟ وكيف ذلك؟ وأثبت ما تقول؟ أو ما يشبه ذلك من الأسئلة، إلا أن الصدمة لدى الرجل كانت أكبر مما أتوقع، فكان جوابه: (حرام عليك) بلغة عامية سريعة، والصدمة والدهشة لا تخفى في قوله وحركاته وتعبيرات وجهه عند مفاجأة القول، وهو أمر أقدره عاطفة وأقدره شعوراً؛ فما تردِّده الأخبار والسير على الأسماع قمينٌ أن يوصل الإنسان إلى هذه الصدمة عندما يُخالف ذلك. ولهذا فإن أخي الدكتور حسن - أحسن الله إليه - كان تحت تأثير الصدمة أو الدهشة والاستغراب عندما استهل مقاله الأول بأنه: (عازم على نسف رؤيتي من قواعدها... لقيامها على جرف هار)، فهو قول عبَّرت عنه الغريزة المحافظة والتكرار الذي ملأ الوجدان في مأثورات العرب وأخبارهم، وأنا شخصياً مثله عشت هول الصدمة عندما بحثت أول الأمر كما أشرت إلى ذلك في الكتاب، وكنت أقع تحت هذا التأثير والتراكم والتكرار لمسلمات هذه القضية حتى وصلت إلى أرض صلدة. كما أن الألفة والثقة في مرويات الأولين كانت مما يحول دون الإنسان وتصديق ما يشذ عن المألوف، ونحن جميعاً نعرف كثيراً من المواقف التي مررنا بها في حياتنا المعاصرة وكانت الألفة هي سلاحنا الذي نحاول به صدَّ كل جديد يخالفها من قول أو عمل أو مخترع ينتفع به، ولديَّ سلسلة طويلة من المحرمات التي يعرفها الدكتور حق المعرفة، وعدد من الفتاوى التي صدرت بها، ثم زالت من تلك المحرمات الغرابة واتصلت بالألفة، فأصبحنا نتسابق عليها، ونتذكر فتاوانا فيها ومواقفنا منها، ونقول: يا مقلب القلوب والأبصار. لن أذكِّر أخي بموقفنا من البرقية والمذياع، ولن أذكِّره بتحريم التعليم المنتظم الحديث على الذكور، ثم الموقف الثائر الذي حدث ضد تعليم المرأة، والتلفزيون، وآخرها الاستقبال الفضائي عند قدومه إلينا. وكل تلك وغيرها وقفنا منها وحرمنا ما فيها، وعرفنا بعد تقليب الأمور على وجوهها أن طول الألفة للماضي، والموقف من المحدث، هو سلاحنا الذي قاومنا به حتى أعجزتنا المقاومة، ثم أصبحنا نستحي من ذكر ذلك السلاح، ونستمتع بما أحلَّ الله لنا من المباحات ونحمده عليها، ونبالغ في الاستفادة منها حتى وصلنا إلى مراحل التخمة بعد التجويع والتحريم الذي حاولت الألفة والعادة تحريمه علينا وصدِّنا عنه وإبعادنا منه بلا سبب ولا دليل. أصدق القول القارئ الكريم والزميل العزيز أن كلمة النسف والقواعد التي أتت على لسانه في الفقرة الأولى من مقاله الأول أوقعتني في حيص بيص؛ فالأخبار هذه الأيام كلها مشحونة بالنسف والقاعدة وغيرها من مفردات الحاضر المعاصر، تمطرنا بها الفضائيات ونرى آثارها وشدة تدميرها في الأنفس والممتلكات، فاشتدَّ خوفي ووجلي وعللت نفسي بالمجاز والاستعارة، ولكني عدتُ وقلتُ: مَن يقول هذا الكلام أعرفه حق المعرفة، وأعرف نخله لتراثنا العربي، وتنقيبه في بطون الكتب، وموسوعيته المعرفية، واتصاله بالموروث، ولا بدَّ أنه عثر على نصوص تدحض ما جئت به، وتكذب ما أوَّلت من أقوال، وتنسف القواعد والأسس التي بنيت عليها رأيي على الرغم من أنني تقصيت وبحثت ولم أقدم على نشر ما قلته حتى عددت مصادر التراث ومعارفه؛ فقد يكون ندَّ عني شيء منها وفاتني ما وقع عليه أخي وأضمره لي. رصدت السيارة على جانب الطريق، وأكملت المقال على طوله، ولم أجد فيه أثراً للنسف، ولم أشاهد أحداً من أفراد القاعدة، لكن المقال يشير إلى آخر سيأتي في الأسبوع القادم ولا بدَّ أن يكون ذلك فيه، فالنسف هو آخر احتمال كما أن الكي هو آخر الدواء. وانتظرت الأسبوع الآتي على وجل وشوق لأرى، لكن حال الجريض دون القريض؛ فقد كان هناك ما يستدعيه دفاعاً عن الرسول المصطفى أمام الرسم الكرتوني الخبيث، فطال الانتظار أسبوعاً آخر، وعددت واحداً وعشرين يوماً قاطعت فيها كل الأخبار خشية أن تذكرني بالنسف والقاعدة، حتى جاء آخر الكنائن ولم يأتِ بنص واحد مخالف لما قلت ولا ناسفاً لما أسست، وإنما هي تأويلات وتهويلات وآراء سنبدأ معها رحلة علمية أدبية مع أبي أحمد، وأعدكم وأعده ألا يخط قلمي كلمة إلا ما كان في صميم الموضوع، ولن أستعمل مجازاً ولا كناية ولا استعارة حتى لا أخرج بالقارئ عن الغاية من البحث الممتع بتلاقح الأفكار ومجاذبة الزميل العزيز أطراف الحديث في صميم الموضوع وليس الاحتمالات والحواشي.
يصف الدكتور رؤيتي بالغريبة أو الغرائبية، وهي كذلك، وطوبى للغرباء. وسبب هذه الغربة في رأيه (أن المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والمؤرخين المتقدمين منهم والمتأخرين في وجهة والباحث وحده في وجه).
وقد صدق في ذلك، وقد أخبرته مراراً بمخالفتي لكل هؤلاء، وبينت السبب في ذلك معللاً ما ذهبت إليه. ولأنه يرى أن أقوال المتقدمين وحدها حجة عليَّ فإني سأخبره ببعض ما قال الأقدمون: (إذا رأيت الرجل يقول: ما ترك الأول للآخر شيئاً، فاعلم أنه لن يفلح). ولو كفاني قول الأولين وكفاه لما كان هناك حاجة إلى ما نعيش منه وعليه وما نملأ به السطور وننفق فيه الأعمار، فكل ذلك أتى عليه الأقدمون وقالوا فيه رأيهم لزمانهم ومكانهم، والأولون ممن ذكر لم يتحصنوا بالعصمة، ولم يزعم أحد منهم ولا من غيرهم أنهم قالوا الكلمة الأخيرة في العلوم التي يمارسونها. ونحن نشكرهم على جهودهم ونقدر اجتهادهم، ولا يحرمنا ذلك حقنا في الرأي والقول والحجة والاجتهاد والتدبُّر الذي أمرنا به القرآن المعصوم من الخطأ والزلل، فأمرنا بالتفكر والتذكر والتدبر، ولم يَكِلْنا إلى ما قال غيرنا، وإنما أقام الحجة علينا بالتكليف والنظر فقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} {وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} {كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}. فهل رأيت القرآن يخاطبنا بالتكليف أو يحيلنا إلى تكليف الآخرين؟! فالأولون عاشوا زماناً غير زماننا، ولهم ظروف غير ظروفنا، وقد يتوفر لنا اليوم أكثر مما توفر لهم فتقوم الحجة علينا وتسقط عنهم؛ حتى لا نحملهم ما لا يتحملون، ونخلي مسؤولياتنا على ما جاؤوا به اعتماداً على الزمن المفضل والجهد المبجل لهم. أما أنك لا تدري هل عملي دفاع عن كرامة المرأة أم منافحة عن الجاهلية الأولى فإن أخاك يشرفه أن ينافح عن المظلوم ويبين الحقيقة إن كانت المرأة أو الجاهلية، فكلاهما يستحق الإنصاف، وقد كفاني وكفاك سيد البشر عندما قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وأنت تعرف أن المتمِّم أتى إلى ما هو قريب التمام والكمال، فأتم ما ينقصه وأكمله. وهو شاهد لما في الجاهلية من فضائل الأعمال وقيم المروءة وسلامة النية قبل أن تقوم عليهم الحجة بالرسالة والنبوة. وشاهد هذا القول سند قوي جاء على لسان النبي المصطفى حين قال: (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا). وعن المرأة دافع القرآن؛ إذ خاطبنا جميعاً رجالاً ونساء فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. وقال في الأثر: لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. ولم يفرق بين الرجال والنساء في الفضائل، ولم يخص أحداً بخصوصية غير ما هو مخلوق في جبلَّته وطبعه، وأنا يشرفني الدفاع عن المرأة في الجاهلية والدفاع عنها في الإسلام، وبيان أن هذا في الإسلام، وتلك الفترة السابقة له هي جزء من تاريخنا الذي نعتز به إن كان عن المرأة أو عن الرجال أو عن موروثات الإنسان وكرامته، ولم تكن أنت أول من اتهمني هذا الاتهام الذي يشرفني الاعتراف به والإقرار بمقتضياته، بل إن عدداً من الأعزاء ذهبوا إلى ذلك صراحة - أحتفظ بأسمائهم - وهم علماء فضلاء أدهشهم ما أدهشك وما يردد من نصوص لا تقوم بها الحجة على ما ذهب إليه الكتاب، وهي مخالفة ما عهدوا وقرَّ في أفئدتهم، ولم يجدوا ما يواجهون به لا نصاً ولا دليلاً يردون به ما جاء في الكتاب، فلجؤوا إلى الاتهام بالدفاع عن الجاهلية أو عن المرأة، ولم تغب عني دهشة هؤلاء الطيبين قبل أن يقولوها، فبينتُ بياناً لا لبس فيه في الكتاب أنه لا يلزم لمعرفة فضائل الإسلام والإقرار بها تقبيح كل ما جاء في الجاهلية والكذب عليها وعلى أهلها؛ فإن الإسلام أمرنا بالعدل ونهانا عن الجور والكذب فقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، لكن مع كل ما ذهبت أنت إليه أرانا نتفق، بل إن الاتفاق بيننا أكثر من الاختلاف؛ فقد نقض الكتاب الروايات الثلاث وأتى بالأدلة القاطعة على أنه لا صحة لها البتة، وبيَّن أنها روايات من أحاديث القصاص والوعاظ والمذكِّرين، ودلَّل على الوضع والانتحال فيها وفي أسانيدها ومتونها، وجئت أنت في مقاليك فذهبت في أمر الروايات إلى ما هو أبعد من ذلك، فوصفتها بأنها خرافة وأنها أسطورة وأن القائلين بها من أهل الأسطرة والخرافة، وكررتَ ذلك مراراً في أكثر من موضع في مقاليك، ووصفتها بأنها متهافتة من أساسها. (وإذ نسلم بأن الحكايات الثلاث التي قلبها الباحث، وقلب من حولها الأمور، لا تصمد أمام البحث فإن سقوطها البدهي لن يؤثر على ثبات الظاهرة كما يراها الكافة لا كما يراها الباحث، ولأنها أقرب إلى الحكاية الخرافية فقد ردَّدها كثيراً... وإذ يكون احتمال الكذب والاختلاف في هذه الحكايات الثلاث متوقعاً، بل مقطوعاً به... والحكايات الخرافية التي يسوقها الموسوعيون عن الوأد والأحياء).
نضَّر الله أيامك، والله إنني كنت أريد أن أقول في هذه الروايات بعض هذا القول فأعدل عنه خشية أمثالك من العلماء الذين لا يقبلون هذا التقبيح والتزييف إلا بدليل وسند، وأعمد بدل ذلك إلى نقضها كما رأيت بالحجة والدليل وأقلب وجوه الضعف فيها وأصفها بالروايات وأنقضها بالحجة وحسبي ذلك. فجئت أنت مسعفاً لي بما لم أجرؤ على بعضه في الوصف، فجزاك الله خيراً عني وعن الحقيقة وعن العرب في الجاهلية وعن العرب في الإسلام وعن سماحة الإسلام وعدالته وحربه للظلم والكذب. وتعالَ هنا أضع يدي بيدك ونسير إلى ما تنكره ونضعه في موضعه الذي يستحق.
|