Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

أطوار.. أطوار..
محمد الدبيسي

لا يحرك إحساسنا - (الآسن) - بالفقد..
إلا انتهاكه لألفتنا للوجوه.. وخرق اعتيادنا إياه..
** فكأنما أضحت (ذرة) في كياننا.. يُستعاد رصيدها ويتداعى..
.. كلما انبرت تلك الوجوه أمامنا.. و(هكذا) كانت
(أطوار بهجت) التي لن يقنع أسرتها - ويهدئ من (جحيم) أسئلتهم:
بأي ذنب قتلت..؟ - وصف (فخامة الرئيس)
وبلكنة واضحة وبغيضة.. أن ما حصل (جريمة بشعة)..
** ولن يشفي أوار وجع شقيقتها.. عزاء (رئيس الوزراء
المنتهية ولايته) وحزنه (الإعلامي) على اغتيال الفقيدة..
كما لن يخفف الأسى عزاء (صحفيين بلا حدود)..
أو بحدود.. ولا أسف - (جاك سترو).. الذي مزَّقت
بساطير جنوده أمعاء الصبية العراقيين في البصرة..
وهم يركلونهم بلا رحمة.. وبإرث حضاري ناصع..!
فراح يسوق - عبر الشاشات - وجهه المتغضن.. حزناً على الفقيدة..
** أما (آلاف) الأرواح المزهقة.. على أعتاب العراق الجديد
(الحر والديمقراطي) وانتهاك حرمة المراقد المقدسة والمساجد..
واختلاط الدم بالتراب.. و(واقع) لا تنفك مفاجآته المفجعة
تتفجر في كل لحظة.. (فأمر) لا يعنينا..
** لأن تلك الوجوه.. ليست مألوفة لنا.. ولا تمسنا إنسانيتها..
ولا يشتملها مبدأ (الجسد الواحد.. إذا اشتكى منه عضو.. تداعى
له سائر الجسد بالسهر والحمى)..
الأنفس المزهقة كل لحظة.. والتي باتت تعبرنا في (نشرات الأخبار)
في مشهد أخير.. تعتمرها النعوش.. فلا بواكي لها بيننا..
ولا تجد من يحمل في مآتمها اللافتات.. ولا تستصرخ (أمة المليار)..
التي ما زالت تصب (جام غضبها) على رسومات..
.. أشعلت في وجدانها الحميَّة..
أما (الإنسان) فهو السقط المهان.. في ذاكرة ووجدان تلك (الأمة)..
** لا تقلقني (المفارقة).. فهي (استحقاق حتمي لأمة
مهزومة بامتياز)..
كما يصفها أحد أنبه العارفين بها.. المفكر (مالك بن نبي)..
وسنرى (أطوار أخرى) لواقع الخزي الفاقع..
والذل الفاجع.. لبناء دعائم حضارية (إنسانية) العراق جديد..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved