لا يمكن تصور فرح الشاعر حين تتفتق قريحته عن قصيدة مذهلة أو بيت مدهش يجييء في سياق قصيدة، إذ ليس من الهين على (الشاعر الحقيقي) أن يكتب أو يقول قصيدة وقت ما يشاء فحالة الشعر عصية جامحة.. وأحد الشعراء قال عن تلك الحالة:
هتفت لقافيتي أسرعي
فراغت كطيف حبيبٍ لعوب
ويذهب في رصد حالته مع القصيدة المراوغة إلى أن يصل إلى قوله:
فأبقى وقافيتي مثل فجرٍ
يحاول أن يلتقي الغروب
وهكذا هم كل الشعراء في حالة من الارتباك أثناء حضور القصيدة التي يعز عليهم أن تنتهك حرمتها بالحذف والتحريف والتعديل الذي ربما انحرف بالمعنى عن سياقه فيسيء إلى الشاعر من خلال قلب المقصد إلى ما يحسب ضد قائله، وقد يكون أقل ضرراً حيث تروى القصيدة وقد أصابها الشلل بعد أن كانت صحيحة الأطراف وفي كلتا الحالتين لنا أن نتصور ألم الشاعر جراء ذلك العبث بالشعر من خلال الجهل به أو عدم الاهتمام بما يؤول إليه من ضرر على شاعره الذي قال أحد قدمائه:
الله من بيتٍ ورا الصدر مكنور من خوف جهال الملا يدمرونه |
|