دعوة ل(الاتصالات) بالاهتمام ب(الإنترنت)

أتابع ما يُنشر عبر صفحات (الجزيرة) من مطالبات المواطنين من أجل توفير خدمة DSL لهم، أو حتى بعض من المشاكل التي يواجهها المشتركون في الخدمة.
أعزائي كما تعلمون أن الأمية أصبحت توصف لمن لا يستطيع التعامل مع الحاسب الآلي وأن الحاسب أصبح من الضرورات التي يجب أن توجد في المنزل، ومن أهم استخدامات الحاسوب هو الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وهذه الخدمة متعدّدة الاستخدامات، فهي مجال خصب للدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي وهي ضرورة ملحة لطلبة العلم من حيث الاطلاع على الكتب والمراجع وهو مهم في المجال الطبي والتواصل بين الأطباء في مجال البحوث وتبادل الخبرات كما هو مهم لأمور أخرى، حيث إنه وسيلة اتصال جيدة، وهناك العديد من الاستخدامات الأخرى، وبغض النظر عن الاستخدامات السيئة (كحال الأجهزة الأخرى كالتلفاز والجوال وغيرهما)، فإن الإنترنت ضرورية ومهمة للطلبة والأطباء والمثقفين ورجال الأعمال والدوائر الحكومية في بلادنا الغالية، ومن هنا سوف نتحدث عن هذه الخدمة والعوائق التي تواجه مستخدميها الذين يتجاوز عددهم 1.5 مليون مستخدم بالسعودية، وأهم ما يجب عمله من قبل الاتصالات، وهذه العوائق ألخصها بالآتي:
أولاً: عدم توفر خدمة DSL في جميع المانطق، حيث إنه مضى على الخدمة أكثر من أربع سنوات ولم يتعدَ عدد المشتركين خمسة عشر ألف مشترك سبعة آلاف منهم في الرياض وحدها!!! رغم أن 81% منهم احتاج لأكثر من شهر لتركيب الخدمة (استطلاع لأكثر من 1800 شخص مشترك في خدمة DSL)!!! ووجود أكثر من 15 ألف طلب معطل في قائمة الانتظار!!، وعلى الرغم من أن تركيب الخدمة لا يستغرق سوى 7 أيام حسب تصريح أحد مسؤولي شركة الاتصالات، فإن التمسك بخدمة الدايل أب أصبح أجدى مادياً، حيث إن الساعة بثلاثة ريالات بينما خدمة DSL تكون ما بين 100 إلى 270 ريالاً في الشهر.
ثانياً: البطء في خدمة DSL بالنسبة للدول المجاورة وكذلك عدم وصول السرعة للمشترك بها، حيث إن المشترك بسرعة 128 كيلوبت تكون السرعة الفعلية لديه أقل من ذلك بكثير وقد تصل إلى 50 كيلوبت!!!، وكذلك فإن السرعة القصوى لدينا هي 256 وتصل في الإمارات العربية إلى 2 ميجابت وبمصر إلى 1 ميجابت!!!، بينما خدمة الدايل اب وهي المتوفرة (إجبارياً) في جميع المناطق فإنها يعاب عليها البطء الشديد جداً والذي تصل سرعته إلى 3 كيلوبت!!!! فهذا البطء قد يولِّد الملل لدى مستخدمي الإنترنت وبذلك يتم العزوف عنه.
ثالثاً: عندما نشاهد الدول المجاورة وتحديداً دولة مصر الشقيقة فإن خدمة DSL قد تم توفيرها في كل مكان حتى المناطق الزراعية كالصعيد ولا يستغرق الانتظار لتشغيل الخدمة سوى 24 ساعة، بينما لدينا مدن بأكملها لا توجد بها الخدمة، والمدن الكبيرة لا تغطي الخدمة الجديدة سوى 30% منها، وبذلك فإن العلماء والطلبة والأطباء قد تنعدم لديهم الرغبة في استخدام الإنترنت.
عموماً يجب على شركة الاتصالات بعد أن احتفلت بالوصول للرقم 11 مليون مشترك في مجال الجوال، يجب أن تعطي خدمة الإنترنت اهتماماً أوسع وأن تسعى لتوفير الخدمة الجديدة وبسرعاتها الحقيقية في جميع المناطق السعودية وأن تساهم في رقي الوطن من خلال استخدام أكبر عدد من المواطنين لخدمة الإنترنت استخداماً في حدود العلم وبعيداً عن ما يخالف تعاليم ديننا الحنيف وما يخالف العادات والقيم.