محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} (3-7 سورة النجم). رسول الرأفة والرحمة {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128سورة التوبة). {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107 سورة الأنبياء).
محمد - صلى الله عليه وسلم - أسوتنا وقدوتنا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ( 21سورة الأحزاب).
بأبي هو وأمي وبنفسي، هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِ} (6سورة الأحزاب).
له الاحترام والتقدير {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}(9سورة الفتح).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}(2سورة الحجرات).
صاحب الخلق العظيم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(4 سورة القلم).
شرح الله صدره ووضع عنه وزره، ورفع ذكره {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } (1-4 سورة الشرح).
وبعد...
لقد كثر الطعن في الإسلام، وهناك حملة شرسة على الإسلام وأهله، تحاك بأيدٍ مأجورة، وتوقد بأقلام مسعورة، حتى تجرأ أعداء الإسلام بالاستهزاء بسيد البشر، وصفوة الخلق، وخاتم المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. نشروا ذلك في وسائل الإعلام، وقبالة الملأ بكل وقاحة.
والله سبحانه كفى رسوله المستهزئين {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (95 سورة الحجر).
والله يمهل ولا يهمل، وهو بالمرصاد لكل المستهزئين بالرسل {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} (10 سورة الأنعام).
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} (32 سورة الرعد).
والله تعالى ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم، بل جميع رسله، {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (51 سورة غافر).
ولئن تجرأ بعض السفهاء من النبيل من سيد المرسلين، فهناك ممن لا يدينون بالإسلام، وصفوه بأنه من أعظم العظماء.
أعظم الخلق، وسيد العالمين، أغلى من وطأ على الثرى..
نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلى ما لدينا |
تبسم فم الزمان لمولده، وأضاءت الكائنات لقدومه
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسُمٌ وثناء |
فيا ترى من لم يغضب اليوم فمتى يغضب..؟
ولم لا نغضب وصفوة الخلق يستهزأ به..؟
كلنا فداء للحبيب فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وفاء |
وحاشاه صلى الله عليه وسلم مما وصفوه به، وحاشا ديننا الإسلامي من ذلك، أرسله ربه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليعلم أولئك، أنه رسول السلم والسلام.
يقول الله تعالى لرسوله في شأن الأعداء: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61سورة الأنفال).
وأنه رسول الشفقة والرحمة، نهى عن قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، وهو الذي نهى عن قتل الذميين والمعاهدين: (من قتل ذمياً لم يرح رائحة الجنة). هو رسول الحكمة والأناة، وسيد العارفين، لم يزجر الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد، بل أرشده وعلمه.
لقي صلى الله عليه وسلم من قومه أصناف الأذى، والإساءة، ومع ذلك يقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
إذاً..
إلا سيد البشر، إلا من جعلت مبايعته مبايعة لله سبحانه { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10 سورة الفتح).
إلا من يصلي الله عليه، وملائكته، والمؤمنون {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56 سورة الأحزاب).
صلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|