هاض القريض ونادتني طلائعه
نفائس الشعر تدعوني وأحفيها
تواردت كلها لحناً تحبّرها
أقلام شعري وللأفذاذ أهديها
إن الطيور على أعشاشها صدحت
وأبهجت من رآها في تغنيها
هذي المحابر والأقلام راقصة
لما تغنَّى محب في نواديها
حتى الجبال تغني وهي جامدة
وأسمعتني نشيداً من حواديها
سألتها من تُحيي في ترنمها
قالت هُماماً خصال البر يحويها
شهم توارث مجداً من منابته
أنعم بها من غراس طاب ساقيها
تلك الهتافات من (سلمى) ومن (أجا)
من أرض (فيد) ومن أقصى أقاصيها
تهديك حباً وبالأشعار أنظمه
مودة في فؤادي لا أخفّيها
أحفيتني كرماً والجود ديدنكم
سجية الجود تحيا في مغانيها
رجاحة العلم في عقل نُعت به
جمعت عقلاً ونقلاً في تحليها
رصانة الفكر نهج فيك أمدحه
أصالة في دروب العلم تعليها
فأنت (سعدٌ) وبحر في فضائله
أنعم بها من خصال أنت موفيها
تواضعٌ في شموخ لا يعارضه
كالنخل في طلعها والشهد يسقيها
تعطي الثمار بلا مَنٍّ ومندمةٍ
فالمنّ يهدم ما يبنيه بانيها
إليك يا شيخ أهدي الشعر لا طمعٌ
أرجوه في نظمها أو في معانيها
غير المحبة فيمن لا شبيه له
رب البرية محييها وهاديها