Saturday 18th February,200612196العددالسبت 19 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

رحل المربي الزوم وبقيت ذكراه مع والدي رحل المربي الزوم وبقيت ذكراه مع والدي
عبد الله بن عبد الرحمن بن دهيش / باحث ومؤرخ /مرات

لأنه شيخي وأستاذي - كما هو لجيل كامل - ولأن الفاجعة كبيرة وجدت نفسي دونما إبطاء أو تهيئة أمسك القلم وأشحذ الذاكرة علها تجود علي ببعض ما أحتفظ به عن الشيخ عبد الله بن محمد الزوم - رحمه الله - أحد رواد وركائز حركتنا التربوية والتعليمية الذي وافاه الأجل المحتوم خلال الأيام الفارطة. لأقول رغم تزاحم العبرات وشح الكلمات كان الشيخ - رحمه الله - المنتمي لقبيلة مطير العريقة كما علمت أول مدير لمدرسة اسست بأمر من الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بمرات على التعليم النظامي وكان ذلك عام 1368هـ وسميت آنذاك المدرسة الأميرية ثم العزيزية وما لبث هذا الاسم أن تغير إلى المدرسة السعودية التي تشرفت بإدارتها كرابع مدير لها.
تخرج على يديه - الشيخ الزوم - العديد من القيادات والكفاءات الوطنية من الرجال الأفذاذ منهم من ما زال يتسنم منصبه القيادي مساهما في برامج وطنه الإنمائية ومنهم من توكأ عصى التقاعد ومنهم من ينتظر.
كان الشيخ - رحمه الله - بجانب حزمه وشدته الأبوية الحانية لين الجانب طيب المعشر شديد الحرص على إفادة طلابه تربويا وتعليميا، حتى أنه كان يعطينا دروسا إضافية بعد العصر في علم الفرائض والأدب وقواعد النحو.
وللشيخ معي مواقف لا تنسى كما هي مع والدي - غفر الله لهما - أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. انني كنت في الصف الخامس وقد خيل لي وأنا ابن العاشرة غير المدرك لما بين سطور التعامل أنه يقسو علي أحيانا ببعض العبارات والكلمات، وبالرغم من أنه يعتبرها توجيها أبويا تفرضه عليه أمانة الرسالة السامية للمعلم وسلامة المقصد، إلا أنني شعرت معها ببعض الإحراج أمام زملائي فما كان مني إلا أن ذهبت لوالدتي - طيب الله ثراها - لما أعرفه من علاقة وطيدة بين عمها الشيخ محمد البصيري - رحمه الله - قاضي نفي بالدوادمي آنذاك وبين الشيخ وشرحت لها بما أشعر به، إلا أن الأمر بقي على حاله فلم يتبق أمامي سوى والدي - رحمه الله - الذي بدوره ذهب معي حيث الشيخ الزوم فتبدلت الحال بعد لقائهما بعدما علم الشيخ بحجم صداقة والدي بوالده محمد - غفر الله للجميع - حيث كانا صديقين حميمين لا يفترقان وآخر ما جمعتهما غزوة (كنزان) إحدى غزوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وفيها توفي والد الشيخ وأم صلاة الميت فيها على المغفور له - بإذن الله - والدي من فرط محبته وتقديره له وكان ذلك عام 1333هـ.
رحم الله الشيخ عبد الله وغفر الله لنا ولوالدينا ولوالديه ولجميع المسلمين وأسكنهم فسيح جناته وعزاؤنا الحار لأولاده البررة - إن شاء الله - المهندس عبد الرحمن والدكتور عبد العزيز والدكتور محمد وللأستاذ خالد والأستاذ أحمد وللدكتورة ابتسام وأخواتها ولجميع محبي الشيخ وهم كثر ولجميع طلابه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved