ما بال قلبي بالأسى يتوجعُ
وإذا بدقات القلوب تسوقنا
شهقاتُ من لمس الحياة بروحه
قد طوَّق الموج الغضيب طفولةً
راحت تُشيّد من أنينٍ صاخبٍ
جاءوا إلى قدر سديمٍ مُوحشٍ
والليل يلتهم الضياء أما ترى
ويطوّق الموج الذين تحسروا
ما ذنب طفلٍ بالبكاء أمامنا
ما ذنبه فقد الأحبة واكتوى
ما ذنب عائلةٍ يموت كبيرها
قل لي بربك من تحمل إثمهم
قد جاء يسمعنا الخديعة كرَّةً
ولقد تسبب في المصاب لثلةٍ
وتلمسوا طوق النجاة بلهفةٍ
من حولها صوت الصغار مُجاهراً
والأب يُعجزه التموج بغتةً
والريح تعصف بالحياة وما بدا
والنائمون المتعبون من العنا
وحشٌ يدور بزأرة الليل التي
إني ليحزنني تخاذل فرقةٍ
رشقوا من الأحجار أهل مصيبةٍ
سفن السلام ولا سلام لنقلها
ربّانها قتل الحياة بكِبَرهِ
إن الذي سفك الدماء لمجرمٌ
يا ويح من طعنوا الأمان بخنجرٍ
ماذا جرى أين الحماية للورى
أين الرقابة للضمائر والنهى
أترى هناك من البرية ثُلةٌ
ما بالهم جشعٌ يلملم درهماً
عصفوا بكل فضيلةٍ من بيننا
يا مُنية القلب الجريح من الأسى
قلبي يتوق إلى السلامة طارقاً
ويضمّ من بين الحنايا خائفاً
صبراً أهالينا الكرام فإنما
وغزارة الدمع الشجي تروِّع
نحو النهاية والحناجر تُقطعُ
قد كان من زفراتها يتضوَّعُ
راحت تُجاهر بالصراخ وترفعُ
مأساة قومٍ في المياه يصارعوا
عيناهُ تبصر بالحتوف وتجزعُ
وعليه ثوبٌ في الخليقة يفجعُ
وعن الوصول جموعهم تتراجعُ
وجهٌ بريءٌ يستغيث ويضرع
بؤساً يلاحق في القلوب ويصرعُ
ومن الهوان عزيزهم يتجرعُ
وعلى المسامع كاذبٌ ومخادعُ
ويكرر القول المشين ويوجعُ
قد كانوا في أمل الحياة توسَّعوا
خرساء في قلب الأمومة تقبعُ
بالخوف بالصرخات جاء يُسارعُ
حتى أتى قدرٌ يهبُ ويقلعُ
فوق الخِضمّ تلاطمٌ وفظائعُ
قد فوجئوا خطراً يثور ويبلعُ
في كل وقتٍ تستبد وتُولعُ
وقفت على أخبارهم وتخادع
جُرمٌ يلاحق في العباد ويتْبعُ
خلقاً يضجُ من الزحام وينزعُ
ليخوض في بحر الغرور ويشرعُ
قد صُمَّت الأذان لا لا تسمع
قاموا عليه بجرأة وتشجعوا
أين الصيانة للمراكب تُصنعُ
أترى هناك وقد جفانا المنبعُ
جمعوا النقود وفي العطاء تمنعوا
يمشي بهم نحو الهلاك ويُسرعُ
قتلوا النجاة وفي المصائب أوقعوا
قلبي يتوق إلى الأمان ويهجعُ
باباً يُفتّحُ للسماء ويضرعُ
ويطبب الجرحَ العميق وينجعُ
قدر الإله يحوطنا ويدافعُ