نبيَّ الهدى لم ينقض العهدَ مسلمُ
عليك صلاةُ الله تغشاك دائماً
ونفديك بالأرواح يا خير مرسل
عليك سلام الله ما أقبل الضحى
صلاةً وتسليماً من الله خالصاً
أحبوك حُبّ المتّقين محبةً
محبّة إيمانٍ لأنك بالورى
فيا سيّد المليار، مليار مسلم
عهوداً على الحُبِّ القديم مقيمة
وأزعجهم إذ مسّ كيداً جنابه
بأقبح تصوير وأرذل مقصد
فهاجت نفوس المسلمين بغضبةٍ
رأت صدق حُبٍّ لم ترَ الأرضُ مثله
رأت وحدة الإسلام هبّت فتية
رأت غضبة من نار مليار زفرةٍ
يداها جهاراً أوكتا عند نارها
فشبّت ولمّا ينظروا دركاتها
وما ضرّهم من ذا كسادُ تجارةٍ
إذا ما أراد اللهُ نشر فضيلة
ليكشف عن سوءات أمّته التي
وما ضرّنا لو أنه حقد راسمٍ
فيا ريشةً هزّت حمانا بخبثها
وحرّكتِ في الآفاق مليار غضبةٍ
وأطبقت الرايات حول محمّدٍ
تبرّأ منها حين عابت محمداً
وضجّت فجاجُ الأرض لله ضجة
فأيامنا حبلى بمولود عزّةٍ
هنا من هنا قد سرى الهدى
هنا من هنا نادى الخليلُ فجاوبت
هنا من هنا في سالف الدهر فُجّرت
هنا من هنا أعلى بلالٌ أذانه
هنا الملك للدين المقدّس خادم
هنا هاهنا دين قويم ودولةٌ
فيا ربُّ واحفظ خادمَ البيت سيّداً
وسلطانَ حطه بالعناية إنه
وأختم قولي بالصلاةِ مسلّماً
محمدٍ المحمودِ في الأرضِ والسما
وصلّى عليك المؤمنون وسلّمو
مكلّلة بالحُبِّ.. منّي.. ومنهمُو..
لك الفضل إذ علّمتنا كيف نسلم
وما غبرتْ في سامق الجوِّ أنجم
إليك حبيبَ الله يسعى ويبسم
بها الصدقُ أزهى في القلوب وأفخم
حريص عليهم بل رؤوف وأرحم
لك انتفضوا حُبّاً وضجّوا وأبرموا
وبرّوا بأيمان الولا حين أقسموا
بأشقى خبيث كافر قام يكلّم
لحرّية التعبير خابوا وحطّموا
لها قد غدت أوروبا بالخزي تلطم
عصيّ أبيّ راسخ متقدم
على حين ظنّتها رماداً يكوّم
تلظّت بحزن إذ تلظّى جهنّم
وفوها يزيد النفخ وهي تضرّم
وأهوالها في جوفها تتحمحم
كما ضرّهم من ذا القرار المصمّم
أتاح لها لو راسماً حين يرسم
تقيّأها الحقدُ الخبيثُ المسمّم
ولكنه الحقدُ القديمُ المنظّم
فعلتِ الذي لم يفعل السيفُ والدم
فأضحت أوربا دهشة تتلعثم
تقدّمها عيسى والمسيح ومريم
أخاه ودين الله أقوى وأقوم
أرى النصر في اثنائها يتبسّم
تخرُّ له الأعداء ذلاً وتُرغم
وأشرق في الآفاق بدرٌ متمّم
نداه فجاجُ الأرض لله تسلم
بأقدام إسماعيل بالطهر زمزم
به كل شيء خلفه يترنّم
وينصر بالحٌبِّ النبيّ المكرّم
هنا هاهنا آل سعود همو همو
أبا متعبٍ يسعى لخير ويُعظِم
لنعم عضيد والمؤازر شيِّم
على خاتمٍ للرسل قد جاء يرحم
فأعظم به نوراً من الله يُكرمُ
"الرأي"