Saturday 18th February,200612196العددالسبت 19 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

هل فوز حماس سيحل مشكلة فلسطين؟؟ هل فوز حماس سيحل مشكلة فلسطين؟؟
د. محسن الشيخ آل حسان

تتمتع حركة حماس الفلسطينية بشعبية قوية لدى الشعب الفلسطيني، والدليل على ذلك النصر الذي حققته في الانتخابات الأخيرة الذي أفرح جميع أعضائها ومؤيديها، وأحزن جميع أعدائها في الداخل والخارج، فقد تم توزيع الحلوى من قبل الفصائل الفلسطينية في كل المخيمات والأمكنة والدول التي يوجد فيها الفلسطينيون بما في ذلك السجون الإسرائيلية، وخرج الآلاف من الفلسطينيين في مظاهرات تأييدية لهذه الحركة الإسلامية. وبغض النظر عما ستفعله حماس في الحاضر أو المستقبل، فإن نجاحها سيظل أكبر نصر للحركات الإسلامية السياسية منذ أن دخل آية الله الخميني في ثورته عام 1979م التي تسببت بوضع الإسلام السياسي على خارطة العالم على أنه صيغة جديدة للحكم والقانون ونشر الثورة بالقوة.. والثقة والمبادئ الإسلامية التي يرفضها الغرب. ولكن السؤال الذي يطرحه جميع الفلسطينيين والمسلمين والعرب هو: هل فوز حماس في الانتخابات الأخيرة وتسلمها مقاليد الحكم في فلسطين سيحل المشكلة الفلسطينية التي بدأت تدخل في استراتيجية وفلسفة لا يؤيدها ولا يفرح لها الكثيرون في العالم الإسلامي.. ناهيك عن العالم الغربي بما في ذلك أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.. فقد كان الفوز مزعجاً في مقرين مختلفين ومتناقضين على الأقل.. أحدهما دهاليز السلطة الفلسطينية الحالية التي هددت بالاستقالة (وبالفعل استقالت) بعد الفوز الكاسح لحماس.. والأخرى الحكومة الإسرائيلية التي استطاعت خلال الأشهر السابقة وبعد وفاة الرئيس عرفات رحمه الله، وتولي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مقاليد السلطة، استطاعت إسرائيل أن تفتح ذراعيها لحكومة أبو مازن (بالطبع كان ذلك تحت ضغط وإقناع الرئيس بوش وبلير وبقية الدول التي يهمها أن تعيش إسرائيل في أمن وأمان مع جيرانها وبالأخص الدولة الفلسطينية). إلا أن الفروقات السياسية التي جاءت بحماس إلى السلطة، تولد عنها تصعيد للحرب الكلامية بين مؤيدي حماس من جهة وبين السلطة الفلسطينية وكذلك إسرائيل ومؤيديها من جهة أخرى. وقد اطلعت في شهر يناير الماضي على موقع إسلامي على الإنترنت يعكس وجهات نظر أعضاء حركة حماس، وكذلك بعض القيادات الإسلامية الأخرى مثل الإخوان المسلمين وأعضاء القاعدة وغيرهم والذين يرفضون رفضاً قوياً دعم أي حركة إسلامية ترشح نفسها في أي انتخابات حكومية لأن ذلك (والقول للموقع) لا يعمل سوى على طريقة تعزيز طريقة التفكير الكفرية التي تضع الخيارات والأنظمة الإنسانية فوق قانون الله سبحانه وتعالى. والآن، وبعد فوز حماس التي استطاعت أن تواجه واقع السلطة وتحديات أعدائها ومعارضيها، فعليها أن تقرر مدى استعدادها (تقبل الاعتراف أولاً بعدوتها اللدودة التي اغتالت المئات من قادتها (إسرائيل)، كذلك أن تخفف من لغتها اليومية التي لم تعرف سواها على مدى سنوات.. لغة العنف، وبالفعل خففت من حماسها العنفي عن طريق الدخول في جدال بشأن السياسة مع منافسيها الآخرين من الفلسطينيين في حركة فتح، وقد تفكر قريباً (والله أعلم) بمحاسن التوصل لتسوية سياسية مع إسرائيل. نحن ندرك أن قادة حماس يختلفون عن قادة القاعدة، والاختلاف أن قادة حماس يؤمنون أن اللجوء للعنف لديهم لا يتم تبريره إلا في الظروف الاستثنائية لحالات الدفاع عن النفس والوطن، وهي ظروف يجدونها على أرض إسرائيل فقط.. بينما قادة القاعدة يرون بصورة أساسية أن عليهم رعاية وتنسيق أفعال العنف، ليس فقط في العالم الإسلامي ولكن في أي مكان يستطيعون فيه ضرب الغرب وأمريكا وإسرائيل والعرب والمسلمين الذين لا يؤيدونهم.
نحن نتمنى أن تنجح حماس في قيادة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الاستقلالية، وأن تحقق الحلم العربي والإسلامي في إنهاء الحرب في فلسطيننا الحبيب.. والله يوفق الجميع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved