Saturday 18th February,200612196العددالسبت 19 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"صدي العلوم"

مثل الشباب السعودي في الحوار الوطني والمملكة أمام الأمم المتحدة .. خريج جامعة الأمير سلطان الغنام لـ( الجزيرة ): مثل الشباب السعودي في الحوار الوطني والمملكة أمام الأمم المتحدة .. خريج جامعة الأمير سلطان الغنام لـ( الجزيرة ):
في دفعتنا حيّر تعدد (العروض) كثيرين.. والسوق تبحث عن المزيد

* الرياض - محمد النهدي:
وصف خريج جامعة الأمير سلطان الأستاذ فارس الغنام حياته العملية بأنها طموحة ومستقرة، واعتبر الترحيب به في وحدة (المصرفية الاستثمارية) في الإدارة العامة للبنك الهولندي خطوة مهمة في حياته؛ إذ يعد الأصغر سناً والأقل خبرة والخريج الوحيد من جامعة سعودية بين أعضاء الوحدة العشرة، الذين يتسم عملهم بحساسية مفرطة على اعتباره مفهوماً استثمارياً جديداً في كل منطقة الشرق الأوسط. وأكد أنه مجال يتطلب مهارات عدة، منها المالية والإدارية والتفاوضية.
وفي إجابة عما إذا كان الغنام عانى من الحصول على فرصة عمل مناسبة بعد التخرج، أشار إلى أنه على العكس، بل تعددت الخيارات أمامه من مختلف الجهات، وفي أكثر من مجال، وأكد أن ذلك هو حال معظم خريجي الجامعة على حد علمه.
وأضاف: (أطمئن كل طالب في الجامعة لم يتخرج بعد أنه لن تكون لديه مشكلة في إيجاد عمل مناسب بعد أن يتسلم شهادته الجامعية، خصوصاً إذا استفاد من فرص التدريب المتاحة أثناء الدراسة في بعض القطاعات، ليخرج إلى سوق العمل بعد إنهاء دراسته، وهو قد اكتسب الشهادة والخبرة معاً).
وفيما يلي نص الحوار معه:
* في البداية، نطلب منك أن تعرف القراء بنفسك ومكان عملك؟
- اسمي: فارس بن إبراهيم الغنام، وعمري 22عاماً تخرجت في جامعة الأمير سلطان في مطلع عام 2005م من قسم العلوم الإدارية، تخصص محاسبة، وكنت الأول على دفعتي جامعياً، والثاني على مستوى المملكة في الثانوية العامة، والآن أعمل في المصرفية الاستثمارية بالبنك الهولندي في الرياض. للأسف لم أتزوج بعد!
* إذا كان الزواج بالنسبة لك أملاً فلِم لَم تترك له في حياتك المهنية موقعا؟
- (ضاحكاً) موقع الزواج يظل دائما فارغاً إلى أن يشغل، وهو في كل الأحوال في القلب وتأثره بالحياة المهنية ضئيل إن وجد تأثير أصلاً، ولكنها مسألة حلول الوقت المناسب.
* عندما ودعت مرحلة التعليم العام ووليت وجهك شطر الجامعة..
هل تجاوزت سنة (الفلترة) أعني السنة التحضيرية بسهولة؟
- أفهم تماماً ما تتحدث عنه، وشاهدت بنفسي كيف بدأ الطلاب يتساقطون كأوراق الشجر بعد مضي أشهر من سنة (الفلترة) كما سميتها أنت، ولكن بالنسبة إلي فإنها مرت بصورة اعتيادية وتأقلمت معها بسهولة، لذلك أعتقد أنني أستطيع أن أبدي رأيي فيها بحيادية.
وفي اعتقادي أن السنة التحضيرية أقل ما يقال عنها إنها (ضرورية)؛ لأنها لا تمثل مرحلة لإكساب الطالب بعض المهارات الأساسية وحسب مثل (اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي) ولكنها إضافة إلى ذلك تهيئ الطالب نفسياً وسلوكياً واجتماعياً. وفي كل الأحوال هنالك مبالغة في تصوير صعوبة هذه السنة، ووجودها من عدمه ينعكس حتماً على مستوى الطلاب في المرحلة الجامعية وما بعدها، وبالتالي هي (سنة استثمارية)، ونظراً إلى حال واقع مخرجات التعليم الثانوي أقل ما يقال عنها إنها (ضرورية) كما أسلفت.
* أفهم من هذا أنك لا ترى المتخرجين في الثانوية مؤهلين من النواحي التي ذكرت لدخول الجامعات؟!
- لا أريد الخوض في الجدل الدائر حول مستوى التعليم الأولي ككل، والثانوي خصوصاً، ولكن من تجربة أجزم أنها لا تؤهل للمرحلة الجامعية، وقد تؤهل لشيء أجهله!
* عندما أنهيت السنة التحضيرية واتجهت للجامعة، كيف كانت التجربة ونشوة الانتصار؟
- بطبيعة الحال لم أكن أشعر حين انتهيت من السنة التحضيرية وانتقلت إلى الجامعة أنني مثل مقاتل انتصر على أعدائه، بل كنت أعتبر نفسي أسير في خطوات طبيعية. وفي بيئة الجامعة وجدت ما هو إيجابي في نظري وما هو سلبي أيضا، وكان أكثر ما يميز تلك المرحلة من عمر الجامعة (أول سنة للدفعة الأولى) سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها إدارة الجامعة في ذلك الحين؛ الأمر الذي مكنني وزملائي من الطلاب في تجاوز العديد من العراقيل. أما ما يمكن نعته بالسلبي في حينه فهو عدم ترسخ البيئة الجامعية بعد، فكان الانشغال بالجوانب الأكاديمية البحتة ومحاكاة واقع الجامعات المحلية الأخرى طاغيا على حساب تأسيس بيئة وثقافة خاصة للجامعة.
* وقبل التخرج، كيف سرت قصة التدريب التعاوني المعمول به في الجامعة؟
- في حقيقة الأمر كان لبعض الأفراد في الجامعة فضل كبير في تحفيزنا على التدريب وتوعيتنا بأهميته ومن ثم مساعدتنا على الحصول على جهات مناسبة لتدريبنا، ولكنني سأكون معك صريحاً.. لم يكن هنالك مركز للتدريب في الواقع العملي، ولم يكن عملاً مؤسسياً، ولكن محاولات فردية من جانب أشخاص محددين نشكرهم عليها!
* ولكن في المحصلة النهائية ألم تواجهكم صعوبة الحصول على جهات ذات سمعة طيبة تتدربون فيها؟
- كما قلت لك، بفضل الله ثم بتعاون الجامعة تمكنا من الحصول على شركات مناسبة، وبدأنا واستمررنا وبعضنا استمر بعد التخرج في العمل نفسه بعد أن أثبت كفاءته، وبعد أن عرفت سوق العمل الآن أستطيع أن أقول لك: لن يعاني أي شخص جاد مشكلة في الحصول على جهة يتدرب فيها.
* وبأي شيء انتهت فترة التدريب بالسمن أم بالعسل؟
- لكونها جادة، انتهت باستفادة كل الأطراف، المتدرب خبرةً، وجهة العمل عملاً وتأهيلاً، والجامعة أيضا كون الطالب يعود بمحصلته إلى الصف والعالم الأكاديمي.
* وبعد الفراغ منها هل وجدت صعوبة في الحصول على عمل؟
- على الرغم من أن الكثيرين سينظرون إلى ما سأقوله على أنه جملة نمطية أستبق ظنونهم بأنه هو الواقع.
بكل صراحة واجهت صعوبة في التفضيل بين العروض التي تلقيتها حين تخرجت وانتهيت من التدريب، بدلاً من أن أجد صعوبة في الحصول على العمل، وهذه نعمة من الله تعالى.
وفي الواقع استمررت في الشركة التي تدربت فيها KPMG، بعد التخرج أشهراً قبل أن أنتقل إلى عملي الحالي في (البنك الهولندي).
* ما طبيعة عملك في البنك، وبأي شيء يتميز عملك الراهن؟
- وظيفتي الحالية في البنك هي: مساعد إداري في الاستشارات المالية للشركات، وهو مجال يعرف ب (المصرفية الاستثمارية)، والأهم من هذا الموقع أنه مجال جديد على المنطقة الخليجية كلها، وتفاصيله يصعب فهمها على غير المختصين، ولكنه يتطلب كل المهارات: مالية وإدارية وتفاوضية وتحليلية، فأنت تلاحظ أن هذه مجموعة من المهارات، التي يصعب أن يجيدها شخص واحد بمجموعها، لكنني بتوفيق الله تمكنت من إثبات جدارتي فيه، ولعلي أعود بالفضل هنا إلى التدريب، والذي وسع آفاقي كثيراً، ووفر علي الكثير من الوقت.
* ما شاء الله تبارك الله، ولكن هذا الموقع ألا يفترض أن يكون لشخصيات ذات عمر وتجربة أطول منك؟
- صحيح، وهو مكان ليس فيه مجال لحديثي التخرج أصلاً، فالعاملون في هذه الوحدة فقط عشرة أشخاص، أقلهم خبرة الذي أمضى سبع سنين من العمل، وأقصاهم خبرة الذي أمضى 35 عاماً، وأنا الوحيد الذي تخرجت في جامعة سعودية بين العاملين فيه.
* وكيف كانت نظرة زملائك إليك؟
- نظرتهم كانت محترفة جداً، ولم يؤثر عليها عامل السن ولا الخبرة.
* وفي اعتقادك، ما العامل الأهم في وصولك إلى هذا الموقع المهم جدا في فترة قياسية؟
- إضافة إلى توفيق الله والتعليم المتميز الذي حصلت عليه من جامعة الأمير سلطان، كان الوعي بالمجالات التي تشهد نمواً وتطوراً سريعاً في الوقت الراهن هو الذي ساعدني في الوصول إلى هذا الموقع.
* الناس في مجتمعنا يقيسون ارتياح الإنسان مالياً بالمرتب الذي يتلقاه.. فما ذا عنك؟
- في كثير من المجالات، المرتب ليس هو كل العائد من الوظيفة، فهنالك الحوافز، والمكافئات إلى غير ذلك، هذا بالإضافة إلى الخبرة، وأهمية طبيعة العمل، وثقل جهة العمل. ولكني مع ذلك أطمئنك أنني مرتاح من الناحية المادية جدا، وعلى حد علمي فهذا ينطبق على معظم خريجي جامعة الأمير سلطان.
* وما الخطوة التالية للأستاذ فارس الغنام؟ وماذا عن اجتيازك لاختبار المحاسبين القانونيين الأمريكي CPA؟
- الخطوة التالية هي أنني أعد هذه الأيام للذهاب إلى بريطانيا منتدبا من جانب عملي، إلى شريكه الهولندي ABN في لندن، للعمل ضمن وحدة المصرفية الاستثمارية، وتحديداً في أسواق رأس المال. أما عن ال CPA، فقد قطعت نصف المشوار ولله الحمد بتخطي اختبارين، وبقي أمامي مثلهما أعتزم إتمامها في القريب العاجل.
* وماذا عن علاقة الخريج بالجامعة، هل هي مستمرة أم لا؟
* أخيراً، ماذا يمكن أن تقول عن التجربتين؟
- دعني أكون صريحاً معك، كلا التجربتين ثريتان إلى حد يجعل الحديث عنهما في عجالة قاصراً عن تصوير الحقيقة، ولذلك سأعتبر ما أقوله الآن عبارة عن عناوين فقط. بالنسبة للحوار الوطني فقد كنت مشاركاً في ورش العمل التي سبقت اللقاء الوطني الرابع (الشباب: الواقع والتطلعات)، وفي اللقاء الوطني الخامس (نحن والآخر) كنت مشاركاً رئيساً. خرجت من هذه التجربة بفوائد كثيرة أهمها أن الممارسة أقنعتني بأهمية الحوار وتطبيقه، فهنالك جوانب كنا نتحدث عنها، ولكننا لما أتينا إلى تطبيقها وجدنا الأمر مختلفا، ومن ذلك حسن الاستماع للرأي المخالف وأسلوب طرح الرأي، والتواصل مع الفكر المختلف، وثقافة مسؤولية تمثيل الآخرين.
* ولكن كيف وجدت مستوى الوعي لدى الشاب السعودي؟
- في الواقع الشباب في حاجة ماسة إلى الحوار، فيما بينهم ومع الآخرين، وهم في حاجة مماثلة إلى من يسمع منهم.
* في الأمم المتحدة... ماذا حدث؟
- تشرفت بتمثيل المملكة ضمن القمة الستين للأمم المتحدة بنيويورك في أكتوبر الماضي، كما تشرفت بإعداد وإلقاء كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها التي خصصت لمراجعة (برنامج العمل العالمي للشباب)، وقد كان وجود شاب سعودي مفاجئاً وغير متوقع، ودفع الكثيرين للاهتمام والحديث إلي، خصوصا الإعلاميين والصحافيين.
واستغراب البعض من تمثيلي لبلدي له جوانب عدة، فالدول التي مثلها الشباب لا تتجاوز 23 دولة من مجموع يتجاوز أضعاف هذا العدد، ومعظمها من الدول المتقدمة ومن العالم الأول، ولهذا وغيره كان تمثيلي لبلدي مثيراً وملفتا بالنسبة إليهم. وعندما تحدثت أمام الجمعية العامة عن تجربة الشباب السعودي في الحوار الوطني انهالت علي التساؤلات حول التوصيف الذي تم عليه الحوار، وأين كانت المرأة أثناء الحوار؟ وما هي خطواتكم التالية؟ إلى غير ذلك.
أرجو أن أكون وفقت وفيها، وأن أكون قد أتممتها بنجاح. كانت تجربة كاملة بحق، وممتعة أيضاً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved