* إعداد - عبدالرحمن السريع:
سجلت الخطوط السعودية إنجازات شاملة تعد الأولى من نوعها منذ تأسيسها، ففي عام 2005م الذي لم يكن عاما كغيره بل محطة رئيسية في مسيرة التطور للخطوط السعودية.. فيه استقبلت طلائع أسطولها الجديد وفيه تجاوزت معدل الستة عشر مليون راكب.. بينهم مليون حاج ومليونا معتمر كما حققت قفزات إيرادية وصلت إلى أربعة عشر مليارا وستمائة مليون ريال بينما تواصلت الربحية إلى معدل النصف مليار ريال. كما توسعت السعودية في استخدام التقنية الحديثة للارتقاء بمستوى الخدمات من خلال البرامج الذاتية للحجز عبر الإنترنت مع شراء التذاكر والدفع الإلكتروني عبر هذه الشبكة. لتتضاعف جهود السعودية في خدمة السياحة الداخلية وبدعم كريم من قيادتنا الرشيدة رعاها الله وبتوجيه سديد من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية -حفظه الله- بوضع خطة علمية متوازنة تضمنت التركيز على الأسواق ذات الربحية والكثافة العالية وزيادة مشاركة السعودية في نقل الحجاج والمعتمرين وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات مع إجراءات أخرى. حيث أثمرت هذه الخطة ليس فقط في الوقاية من تداعيات التحولات العالمية والحفاظ على مكتسبات السعودية وإنما ساهمت ولله الحمد في تحقيق قفزات متوالية في معدلات الأداء والإنجاز والتي تتحقق لأول مرة منذ انطلاق الخطوط السعودية قبل ستين عاما. ورغم أن معدل نقل الركاب لم يتخط طوال خمسة وخمسين عاما معدل 12 مليون راكب فقد انطلقت السعودية في عام 2000م إلى معدل 13 مليون راكب ثم إلى معدل الـ14 مليون راكب وفي عامي 2002 - 2003م إلى 15 مليون راكب وفي العام الماضي اجتازت الخطوط السعودية وبحلول منتصف يوم الاثنين 10 ذو القعدة 1426هـ الموافق 12 ديسمبر 2005م حاجز الـ16 مليون راكب ليتجاوز عدد الركاب بنهاية عام 2005م معدل الـ16 مليونا وستمائة ألف راكب بما يعني تحقيق زيادة سنوية في معدل نقل الركاب تصل إلى المليون راكب بما يتطلبه ذلك من خطط وبرامج تشغيلية وتوفير للسعة المقعدية على الرحلات الداخلية والخارجية وحشد الإمكانات البشرية والفنية لمقابلة الطلب المتزايد على السفر بين مختلف مناطق المملكة وإلى أنحاء العالم. يتوازى مع ذلك الإنجاز تحقيق إيرادات قياسية تجاوزت في عام 2005م الأربعة عشر مليارا وستمائة مليون ريال بزيادة سنوية تقارب المليار ريال مع تحقيق معدلات متزايدة من الربحية لأول مرة في تاريخ الخطوط السعودية. بداية من عام 2002م بمبلغ 117 مليون ريال تضاعفت إلى 252 مليون ريالوفي عام 2004م قفزت إلى 440 مليون ريال وفي عام 2004م وبنهاية 2005م يتجاوز معدل الخمسمائة مليون ريال. كما قامت السعودية ومن خلال خطة علمية بحشد كافة الإمكانات والطاقات وتكثيف الاستعدادات في مختلف المواقع والمحطات ورفع مستوى التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة من أجل تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام منذ لحظة قدومهم إلى الديار وحتى مغادرتهم بسلامة الله وحفظه وحققت عمليات نقل الحجاج على رحلات الخطوط السعودية نموا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية من خلال منظومة تشغيلية مستقلة لا تتداخل مع عمليات نقل الركاب على القطاعات الداخلية والدولية وذلك بنقل ما يزيد على المليون حاج في موسم الحج لعام 1426هـ من 84 محطة دولية بالإضافة إلى مختلف مناطق المملكة بزيادة 163% عما تم نقله في عام 1418هـ بينما يزيد معدل نقل الحجاج إلى طيبة الطيبة بنسبة 267% عما تم نقلهم في عام 1420هـ يتواكب مع ذلك تقديم باقة من الخدمات المتميزة في كافة مواقع الخدمة وعلى متن الطائرات.
وهذه النتائج التشغيلية الجيدة مكنت الخطوط السعودية ولأول مرة في تاريخها من التمويل الذاتي لشراء أسطولها الجديد حيث تشرفت الخطوط السعودية بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية بتدشين طلائعه الأولى لتحقيق المؤسسة من خلاله نقلة نوعية جديدة في مستوى عملياتها التشغيلية بين المحطات الدالخية والإقليمية وذلك في مناسبة تاريخية.
وحين تحتفل الخطوط باجتياز معدل الستة عشر مليون راكب ووصول طائراتها الجديدة فإنها تجدد العهد لقيادتنا الرشيدة رعاها الله بالعمل على تعزيز دور هذه المؤسسة ومكانتها الرائدة بين كبريات شركات الطيرن في العالم مؤكدة تواصل الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات والارتقاء بمستوى الخدمات في جميع المواقع وعلى متن الطائرات من خلال الأداء المتميز لكوادرها الوطنية المبدعة بقيادة مديرها العام المبدع معالي الدكتور خالد عبدالله بن بكر. وتطبيق أحدث البرامج التقنية لتكون دائما على استعداد لمواجهة المنافسة والتحديات المتلاحقة في صناعة النقل الجوي بعد الظروف العالمية الراهنة وتأثيرها المباشر على صناعة النقل الجوي استمرت شركات الطيران العالمية في مواجهة ظروف صعبة نتيجة للأحداث العالمية والتطورات الاقتصادية في العالم ومن هذه الصعوبات الزيادة المتواصلة في أسعار الوقود وقطع الغيار والارتفاع القياسي في أقساط التأمين والاتجاه الداخلي لحركة السياحة الأوروبية وتراجع حركة السياحة الأمريكية للخارج. وتبعات انتشار مرض السارس وإنفلونزا الطيور في جنوب شرق آسيا ولكون صناعة النقل الجوي هي الأكثر والأسرع تأثرا بأي متغيرات فقد تمثلت الآثار السلبية لذلك وهي خسائرة تجاوزت 7 بلايين دولار هذا العام تضاف إلى 30 بليون دولار خلال السنوات الأربع الماضية وكذلك إلغاء مئات الآلاف من الوظائف وانخفاض حركة السفر إلى جنوب شرق آسيا. وقد تأثرت العمليات التشغيلية نتيجة لتزايد الهاجس الأمني. هذا وقد اضطرت شركات الطيران في صراعها من أجل البقاء والاستمرار إلى تطبيق إجراءات قياسية شملت إلى جانب تخفيض العمالة. تقليص أعداد الطائرات وإغلاق العديد من المحطات والتخلي عن كثير من برامج الخدمة.
ولمواجهة هذه الظروف وضعت الخطوط السعودية خطة علمية للحفاظ على مكتسباتها وزيادة حصتها التسويقية استندت على زيادة مشاركتها في نقل الحجاج والمعتمرين والتركيز على الأسواق ذات الربحية والكثافة العالية وفتح أسواق جديدة بناء على دراسات الجدوى الاقتصادية وتقديم أسعار مرنة ومنافسة مع مواصلة تطوير الخدمات للمسافرين وتطبيق خطة متوازنة لترشيد الإنفاق.
وقد أدى تطبيق هذه الخطة إلى تحقيق نتائج تشغيلية متميزة عززت من مكانة الخطوط السعودية بين شركات الطيران العالمية ضمن المراكز الأولى في هذا الشأن حيث جاء ترتيبها في المركز 27 من بين 265 شركة طيران عالمية أعضاء في منظمة الأياتا.
وقد شهدت الخطوط السعودية مناسبة مباركة واكبت مرور ستين عاما على انطلاقتها ففي يوم تاريخي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتدشين طائرات السعودية الجديدة في موقف يؤكد ما تحظى به الخطوط السعودية من دعم متواصل من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهم الله حيث أبدى سموه الكريم إعجابه بما تتميز به الطائرات الجديدة من تقنية حديثة وتجهيزات متقدمة تعنى بمتطلبات العملاء الكرام.
وقد حققت الخطوط السعودية خلال السنوات القليلة الماضية زيادة قياسية في معدل الإيرادات حيث زادت الإيرادات من10 مليارات و165 مليون ريال في عام 1998م إلى ما يزيد على 13 مليارا و500 مليون ريال في عام 2004م ثم إلى 14 مليار و500 مليون ريال في عام 2005م بمعدل زيادة تفوق 4 مليارات و335 مليون ريال وبنسبة 43% عن المعدل الذي تم تحقيقه في عام 1998م وذلك رغم التحديات الصعبة التي تواجه صناعة النقل الجوي في أنحاء العالم ونتيجة للزيادة المتلاحقة في الإيرادات تمكنت السعودية من إيقاف الخسائر المتوالية التي بلغت في عام 1998م مليار و402 مليون ريال حيث بدأت السعودية في السيطرة عليها والنزل بها تدريجيا إلى 659 مليون ريال في عام 1999م ثم إلى 578 مليون ريال في عام 2000م، وأخيرا إلى 110 مليون ريال في عام 2001م حيث بدأت السعودية في عام 2002م الانطلاق إلى الربحية لأول مرة في تاريخها بمبلغ 117 مليون ريال تضاعفت إلى 252 مليون ريال في عام 2003م ثم قفزت غلى مستوى 440 مليون ريال في عام 2004م وإلى 500 مليون ريال في عام 2005م وذلك بنسبة زيادة 327% عن أول معدل للربحية في عام 2002م.
ومن أبرز الإنجازات للخطوط السعودية خلال عام 2005م أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران والتي تعد صرحا من صروح هذا الوطن المعطاء حيث تقدم أحدث برامج التدريب على الطيران وعلى نظم سلامة النقل الجوي لأبناء الوطن مع إمكانية كبيرة لتقديم خدمات التدريب لمن يرغب من شركات الطيران في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وأهداف هذا الصرح التدريبي الكبير لتدريب ملاحي غرفة القيادة ومقصورة الركاب وموظفي خدمات العمليات الجوية وتأهيلهم للوصول إلى أعلى مقاييس السلامة والكفاءة وتحقيق السعودة للوظائف من خلال الاستمرار في تدريب وتأهيل المزيد من ملاحي القيادة وملاحي مقصورة الطائرة وموظفي خدمات العمليات الجوية للوصول للاكتفاء الذاتي من الكوادر الوطنية ومواكبة التطور للأجهزة التدريبية والأجهزة المساندة من أجل الرقي إلى مستوى أفضل من التدريب ومواجهة المتغيرات السريعة في صناعة النقل الجوي وذلك حسب الاحتياجات التدريبية وتوفير خدمات التدريب الأرضي والأجهزة التشبيهية لشركات الطيران الأخرى لقد كان عام 2005م بمثابة نقطة انطلاق جديدة للسعودية نحو المزيد من الإنجازات بفضل من المولى العلي القدير ثم بدعم قيادتنا الرشيدة رعاها الله. عام يمضي نستقبل بعده عاما جديدا نتطلع فيه إلى المزيد من النجاح لهذا الصرح الوطني العملاق. بجهود كافة منسوبيه.
|