** جيل كامل من الأطفال والشباب الناهض لن ينادي من اليوم وصاعداً ملك البلاد عبد الله بن عبد العزيز إلا بلقب جديد هو: بابا عبد الله.
والجنادرية التي لم يعد يلفت الانتباه ويحفز على الانتظار إلا أوبريتها الغنائي الراقص وقصيدة خلف بن هذال.. وقبلها وبعدها تجاوب بابا عبد الله حفظه الله بالتفاعل والحب الذي يفيض من حركاته التعبيرية المتناغمة مع كلمات وطنية نسجتها مخيلة المبدعين من شعراء ومغنين وملحنين وجعلت الوطن يستحيل إلى نسغ ساخن ينبت في العروق فيجعلنا أشبه ما نكون في حالة غياب وعي سائغة تدخلنا لجة العشق البهي لوطن ولا أبهى ولا أجمل منه.
** من منكم لم ترتجف أطرافه.. وتجوس في دمه قشعريرة تشبه البرد ولا برد.. تشبه الحمى ولا حمى..
حين استمعتم إلى:
(من فضل الله أنا سعودي)
كانت حالة خاصة..
أن تنهض الخريطة بكل ثقلها.. بكل رملها.. بكل بدوها..
بكل سامريها وناقوزها.. ومزمارها.. وعرضتها النجدية..
وتدخل آمنة إلى خلاياك..
تقول لك.. نعم.. من فضل الله عليك أنك سعودي..
في هذه اللحظة بالذات..
أنت تشعر بها أكثر من أي وقت مضى..
وأنت ترى بابا عبد الله صقر العروبة.. كحيلان..
يضم يديه ويلقي على الوطن وأهله ابتسامة الأبوة الحانية..
** تذكر سيارات الشباب أمامك في كل صباح
تجد صورته (بابا عبد الله) يلف شماغه ويضع طرفه الأخير في أسفل عقاله..
ويتقلد المجند الأسود على ثوب يهطل بياضاً يمسك صقراً حراً لا يشبهه إلا هو..
يضع الشبان صورة أبيهم عبد الله حباً حقيقياً لا تزلفاً ولا بحثاً عن شيكات أو صكوك أراض.. أو هبات من هنا وهناك..
إنه الحب الخالص الذي يجوب الشوارع ويسكن البيوت ويجعل الأطفال بكل براءتهم وصدقهم.. مجرد أن يروا هذا الملك السعيد..
يقولون مثل ما قال طفلي ليلة الأوبريت وبابا عبد الله يهز سيفه الصقيل.. يطلق لمعانه وبريقه في صفحة السماء..
مثل نجمة متمادية في علوها.. وقربها من الناس وعيونهم..
** العفوية والبساطة اللتان جعلتا تقبيل الكف خضوعاً تأباه نفسه الأبية على أبناء وطنه..
الملك السعيد بابا عبد الله..
الذي سعدت مع مجموعة من نساء وطني أن نلتقيه في حدث لم يصنعه إلا هو.. حيث أمد النساء بشعور طاغ بأنهن مواطنات وأن سعيهن مقدر ودورهن التنموي معترف به إسوة باشقائهن الرجال..
الملك السعيد الذي قلت له في لحظة تاريخية كنت أتمنى لو أن أمي على قيد الحياة لأحدثها أن ابنتها التقت بملك البلاد وحدثته مثل ابنته.. وقالت له:
لقد جمعنا الحوار الوطني الذي وضعت حجر أساسه.. جمعنا قبائل وأطيافاً واتجاهات على مائدة الوطن..
فقال - حفظه الله -: الحمد لله.. هذا ما نريد..
بابا عبد الله..
ليلة الجنادرية كانت لحظة تاريخية حيث كل الأطفال قالوا مثل طفلي حين رآك على الشاشة تتمايل مثل فارس همام يخرج من أوراق التاريخ ويقف صادقاً في وسط عالم يضج بالتلون..
وحدك بقيت في ذاكرة الصغار والكبار عنواناً للعفوية والمشاركة والعطاء.. كلهم أطفال الوطن قالوا بمجرد أن رأوك.. وسيظلون يلهجون بها.. وسيظلون يرددون في صحوهم وأحلامهم: (نحبك موت يا بابا عبد الله)..
ونحن الكبار نقول: سلمت لنا أباً وقائداً.. صقراً حراً.. يحلق بنا نحو السماء أكثر وأكثر.
|