تابع الجميع.. ذلك الحوار الجاري بين الأستاذ سعد البواردي وبعض المعنيين من جهة.. وبين الدكتور محمد بن ناهض القويز.. وهو حوار حول الدوادمي وشقراء.. ومدى أحقية أي مدينة من تلك المدينتين أو غيرهما لتكون قاعدة للمنطقة.
** وقبل أن أدخل في الموضوع.. هناك شيء يجب أن يتنبه له الجميع.. وهو أن معايير اختيار هذه أو تلك.. لأن تكون قاعدة منطقة.. له معايير محددة.. يُقره خبراء متمكنون.. ويخضع لدراسات دقيقة ومعلومات لا تأتي هكذا.. بل له ضوابطه واعتباراته العلمية.. المبنية على أسس.. ولن تكون لتلك الكتابات والإحصائيات والضغوطات التي تُنشر في الصحف.. أي دور أو تأثير أو أهمية.. سوى أنه تلاسن يشغل الناس ولا يفي بأي غرض.. ولن يقود إلى أي نتيجة.. بل بالعكس.. يقود إلى أمور سلبية يدركها الدكتور القويز.
** ولديَّ سؤال بديهي بسيط.. وجوابه معروف..
** يقول.. هل الجهات المسئولة تجهل تلك المعلومات التي طُرحت في الحوار؟
** وهل الجهات المسئولة.. تغيب عنها تلك الأرقام والإحصائيات التي طرحها د. القويز مثلاً حتى نذكرهم بها؟
** هل قرارات تحديد منطقة أو قاعدة منطقة.. تتم بطريقة عشوائية.. أو أن صاحب القرار كان يفتقر إلى معلومات؟
** لقد طرح الدكتور محمد بن ناهض القويز.. إحصائياتٍ وأرقاماً.. وكأنه يفترض أن الجهات المعنية لا تعرف أي شيء.. وتجهل كل شيء.. ولا تدري حتى أين تقع الدوادمي؟
** لقد حدد موقع الدوادمي على الخريطة وبيَّن عدد سكانها وحجم مساحتها وعدد الدوائر فيها.. وكأن الجهات المسئولة لا تعرف أي شيء عن ذلك.. لو لا أن الدكتور القويز جزاه الله خيراً.. أسعفهم بتلك (الصُّوغَةْ) التي كانت غائبة عنهم.. ولعلهم بعد إطلاعهم على تلك المعلومات يتخذون قراراً مبنياً على (صُوغَةْ) الدكتور القويز.. فيظنون أنه أسدى لهم معروفاً لن ينسوه.
** وليت القضية توقفعت عند تعداد الدوائر والمؤسسات والهيئات والمدارس والطلاب.. بل وصلت إلى عدد الشققق المفروشة والدكاكين وعدد المقاهي وعدد أطنان القمح والشعير والذرة وأطنان البطاطس والكوسة والفاصوليا.. بل وصل إلى تعداد مساحات (البرسيم) المزروعة وعدد صالات الأفراح والثروة الحيوانية وأمور أخرى.. ولا أدري.. ما دخل ذلك في الاختيار.. وهل اختيار قاعدة للمنطقة.. له علاقة بالبطاطس والكوسة والشعير والبرسيم والشقق المفروشة والدكاكين وعدد مشتركي الجوال.. وعدد المشتركين في خدمات الكهرباء؟
** إنني لا يهمني أن تكون الدوادمي أو شقراء أو غيرها.. فذاك قرار المسئول.. الذي نحترمه ونقدره.. ونجزم.. أنه قرار مدروس لن يصدر.. إلا وقد استفاض دراسةً.. وأوسع بحثاً.. واختير بدقة وعناية.. وسيحترمه الجميع.. كما احترمنا كل القرارات السابقة.. لأنها جاءت صائبة صادقة واقعية منطقية.. ولكنني ألوم دكتوراً استشارياً بالمستشفى التخصصي في أن يتحول تارة إلى خبير جيولوجي
وتارة إلى خبير في التاريخ.. وتارة في علم السكان.. وتارة في علم الحيوان.. وتارة في علم النباتات وتارة في علم الاقتصاد.
** إن الذي يقرأ الصفحة التي كتبها الدكتور القويز سابقاً.. والصفحة الأخيرة حول هذا الموضوع.. يشفق على الدكتور القويز وقد أقحم نفسه فيما لا طائل تحته سوى الهم والتعب وإشغال الناس فيما لا فائدة فيه.. بل يثير أموراً لا نريد إثارتها.. والدكتور القويز نفسه.. قد يدرك أبعادها.
** إنني لن أتحدث عن تلك الأرقام التي ذكرها وما حملته من مبالغات.. ولن أتحدث عن المعلومات التي ذكرها وما حملته من تناقضات.. ولن أتحدث عن ذلك السرد الطويل وما حمله من حشو لا قيمة له.. ولكن أتحدث عن الهدف والغاية من كل ذلك؟
** هل يظن الدكتور القويز.. الذي أشعل هذا الموضوع.. أن هذا.. سيغير في الأمر شيئاً؟
** هل يظن.. أن المسؤول.. صاحب القرار.. يجهل تلك المعلومات أو غيرها.. حتى يسعفه بها؟
** هل يظن.. أن هذا الحشو.. وهذا التكرار.. سيكون له أي تأثير؟
** هل يظن.. أن المسئول.. سيحتفي بتلك المعلومات لأنه يسمعها لأول مرة؟
** هل يظن.. أن ما قدمه وما كتبه.. له قيمة ومعنى وفائدة؟
** أتمنى.. أن يكون قد راجع نفسه.. وأدرك أنه كما يقول العوام (مِنِّجِمْ).. والمنِّجم هو الذي تاه في الليل.. وبدلاً من أن يتجه إلى عفيف؟؟ وجد نفسه في شقراء..!!
** الدوادمي.. مدينة كبيرة عريقة تعج بالسكان وبالحركة وبالتجارة وبالمكانة التاريخية.. وفيها مطار.. وفيها هيئات ومؤسسات.. وفيها كل شيء.. وهي مدينة جديرة وتستاهل.. وأهلها أيضاً.. يستاهلون ولا أحد يشك في ذلك.. ولا أحد يقلل من قدرها وقيمتها وأهميتها أبداً.. ولا يعاند في ذلك.. إلا مكابر.. لكن الأمور.. لا تتم بتلك الطريقة التي صورها الدكتور القويز أبداً..
** ما الذي يضير الدكتور القويز.. لو صارت قاعدة المنطقة.. شقراء.. أو عفيف.. أو مرات.. أو ساجر.. أو أشيقر أو الشعراء.. أو ثرمدا؟
** ما المشكلة؟
** ليت الدكتور القويز استمر في كتاباته الأخرى في ميادين أخرى أنفع من خلال زوايته ولم يدخل في مهاترات كتلك.
** أتمنى.. لو أن الدكتور القويز لم يكبُ هذه الكبوة.. فالناس تحتاجه كطبيب وكخبير وكاستشاري.. وهذا.. هو ميدانه ومجال إبداعه وعطائه.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
|