Saturday 18th February,200612196العددالسبت 19 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الجنادرية 21"

مثقفو الجنادرية يناقشون جوانب الضعف والقوة في واقع الأمة مثقفو الجنادرية يناقشون جوانب الضعف والقوة في واقع الأمة
التويجري:للأمة الإسلامية إمكانات تميزها عن غيرها وتهيئ لها سبل النمو

* الرياض - علي سعد القحطاني:
ضمن الأنشطة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الحادي والعشرين عقدت مساء أمس الجمعة 18-1-1427هـ الموافق 17-2- 2006م ندوة ثقافية وذلك بقاعة الملك فيصل الرئيسية بفندق الانتركونتننتال بعنوان (واقع الأمة.. جوانب القوة وجوانب الضعف) شارك فيها كل من الأستاذ الدكتور عدنان محمد الوزان مدير الندوة ومعالي الدكتور عصام أحمد البشير ومعالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.
واقع الأمة
أشار معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري في بداية قراءة ورقته إلى أن الأمة الإسلامية تقف على مفترق طرق وتتطلع إلى المستقبل، ولكنها مثقلة بقيود الحاضر، وتتمسك بالماضي، ولكن بيد واهية، وتطمع في إصلاح أحوالها، وتختلط عليها السبل فلا تدري أياً منها تسلك، تتجاذبها تيارات وأهواء، وتشدها عوامل قاهرة وأخرى عارضة، فهي واقعة في حبائل التردد، وإن كانت تنشد التقدم وتطمح إليه وتسعى جاهدة، في أحايين كثيرة، إلى الوصول إليه. ولكن ضغط المشكلات المزمنة التي تعاني منها، يجعلها لا تبلغ المراد، وإن كانت تحقق أحياناً، وعلى مستوى بعض من دولها، معدلات من التقدم تحسب لها، ولا تحسب للأمة قاطبة.
وأشار المحاضر إلى أن الأمة تتشكل في الواقع من مجموعة من الدول، تبلغ اليوم سبعاً وخمسين دولة، وتتشكل أيضاً من المجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. واللافت للانتباه أن تعداد هذه المجتمعات الإسلامية، التي تجمع بين الجاليات والأقليات، يفوق بكثير تعداد المسلمين في الدول السبع والخمسين، فالأمة إذن، هي مجموع المسلمين في كل مكان. وواقع الأمة، هو ما يعيشه المسلمون في هذه المرحلة.
جوانب القوة في الأمة الإسلامية
استعرض معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري جوانب القوة وجوانب الضعف في الأمة الإسلامية وقال
للأمة الإسلامية قوة وقدرات وإمكانات ووسائل تميزها عن غيرها وتهيئ لها سبل النموّ والاقتدار، من أهمها ما يلي:
1- الدين الإسلامي السمح الذي حرر الإنسان من قيود الجهل والخرافة والعصبية والتخلف، وفتح له آفاق العلم والايمان والأخوة والتطور.
2- الموروث الضخم من تاريخ الحضارة الإسلامية فكراً وعلماً وثقافة وإبداعأً وانجازات.
3- القدرات البشرية الهائلة في جميع دول العالم الإسلامي؛ إذ يبلغ تعداد المسلمين اليوم أكثر من مليار وربع المليار نسمة، ما يعادل خمس سكان العالم.
4- فتوة الأمة الإسلامية التي تتمثل في أن نسبة 85 في المائة من المسلمين، تقل أعمارهم عن 25 سنة.
5- الموارد الطبيعية المتعددة، والمتنوعة والواعدة بالخير التي تزخر بها دول العالم الإسلامي دون استثناء.
6- الموقع المتميز الذي تحتله دول العالم الإسلامي في خريطة الكرة الأرضية، بحيث تربط أطراف القارات المختلفة، وتطل على بحار ومحيطات ومضايق، مما يعطيها أهمية استراتيجية لا يستهان بها.
7- العقول المهاجرة التي نبغت في حقول العلوم والفنون والإدارة والصناعة والتجارة، والتي تشكل رصيداً لقوة العالم الإسلامي.
8- الفراغ الروحي والأخلاقي الذي يعاني العالم منه، والذي يمكن للمسلمين لو كانوا أقوياء ملؤة، لأنهم شهداء على الناس بما يؤمنون به من رسالة سماوية خالدة.
جوانب الضعف
في الأمة الإسلامية
أما جوانب الضعف في الأمة الإسلامية، فمن أهمها ما يلي:
1- الخلافات السياسية والمذهبية التي تمزق جسد الأمة وتفرق أبناءها.
2- تخلف التعليم، سياسات، ومحتوى، وأساليب، في العديد من دول العالم الإسلامي، عن ركب الأمم المتقدمة.
3- المشاكل الاقتصادية والإدارية في أغلب دول العالم الإسلامي الناجمة عن الاختيارات الخاطئة المتراكمة عبر عقود من السنين.
4- أزمة الحكم المفتقد في العديد من دول العالم الإسلامي إلى الإجراءات الدستورية المبنية على الشورى والمناصحة وإقامة العدل واحترام الكرامة الإنسانية وكفالة حقوق الإنسان التي سبق إليها الإسلام قبل صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
5- غياب التنسيق والتكامل بين دول العالم الإسلامي، أو ضعفهما في أحسن الأحوال، في مواجهة التكتلات الدولية الكبرى السياسية والاقتصادية، والتحديات الحضارية المتنامية.
6- تيارات الغلو والتطرف والانغلاق والتزمت التي تجذب إليها بعض شباب الأمة، وتستنفذ أوقاتهم في أعمال أكثرها مضر بهم وبمصالح أمتهم ومشوه لصورتها.
7- الأمية الضاربة أطنابها على العديد من المجتمعات في دول العالم الإسلامي، والتي تشكل عائقاً كبيراً وخطيراً أمام التنمية الشاملة؛ إذ تبلغ نسبة الأمية في دول العالم الإسلامي ما يقرب من 46 في المائة، خصوصاً في أوساط الإناث التي تبلغ فيها الأمية في بعض تلك الدول نسبة 85 في المائة.
8- التخلف العلمي والتقاني والصناعي وضعف الإمكانات وقلة الموارد المخصصة للبحث العلمي، إذ تقل نسبة ما ينفق على البحث العلمي في دول العالم الإسلامي عن 0.1 في المائة، وبعض هذه الدول لا تعرف البحث العلمي إطلاقاً، مع عدم الاعتراف بالتفوق العلمي وإهمال الموهوبين من ذوي القدرات العقلية العالية والمواهب النادرة.
الفساد الإداري والمالي
ألمح معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري في ورقته إلى أن هناك عوامل كثيرة مركبة تسببت في تدهور الأوضاع في عدد من دول العالم الإسلامي لكن في أخطر هذه العوامل جميعا الفساد الإداري والمالي المتفشي في العديد من مؤسسات الدولة وفي مرافق الحياة العامة في عدد كبير من دول العالم الإسلامي.
وعدم القدرة على محاربة هذا الفساد الذي يعوق حركة المجتمع نحو التحرر من الفقر والجهل والتخلف بكل صوره.
والفساد هو المصدر الأول للضعف الذي يسري في كيان الأمة. وإذا كان الفساد في الحالة الطبيعية، يحتاج إلى الإصلاح، فإن الظروف التي تعيشها جل دول العالم الإسلامي اليوم، يتعثر في ظلها هذا الإصلاح المطلوب، وحتى إذا انتظم شأنه فإن حركته تكون بطيئة إلى درجة لا تؤثر إيجابياً في مسيرة النمو.
والفساد باختصار، هو عدم انتظام شؤون الدولة والمجتمع وفق ضوابط سليمة وقواعد صحيحة، أي بمعنى آخر هو الخروج على قواعد الحكم الرشيد لتدبير شؤون البلاد والعباد.
وعندما يصل الفساد إلى هذه الدرجة يكون مصدراً رئيساً للضعف العام في جميع الميادين، والضعف هو الذي يؤدي إلى تدهور الأوضاع، وهذه الحالة تتفاوت استفحالاً وخطورة، من دولة إلى أخرى، ولكنها في نهاية الأمر تضعف الأمة، وتشكل حركتها، وتسيء إلى سمعتها، فتنعكس آثارها السلبية على مجموع المسلمين في كل مكان.
وقد أشار بلاغ مكة الصادر عن القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة إلى هذا الفساد ودعا إلى محاربته.
الانغلاق ورفض الآخر
كما أشار معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري إلى أن التطرف والانغلاق على الذات ورفض الآخر من أسباب ضعف الكيان الإسلامي، ومن العوامل التي تؤدي إلى هدر الطاقات وضياع فرص التنمية والإساءة إلى سمعة المسلمين في كل أنحاء العالم.
الأمة ومدلولاتها اللغوية
استهل معالي الدكتور عصام أحمد البشير حديثه بالوقوف عند مفردة (الأمة) وقال إن لها أربعة معانٍ في القاموس اللغوي هي على النحو الآتي:
1 - الأمّة تعني الإمام والقدوة الحسنة.
2 - الأمة تعني الحين والزمان ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}.
3 - الأمّة تعني الجنس من الأجناس ومنه الحديث: (لولا أن هذه الكلاب أمة من الأمم لقتلتها) أو ما في معناها.
4 - الأمّة تعني الأمة الذين يجتمعون على عقيدة واحدة.
بعد ذلك تحدث معالي الدكتور عصام بن أحمد البشير عن مكامن القوة والضعف في هذه الأمة واشار إلى أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن يسري عليها مقولة فلاسفة التاريخ من أن الحضارات الإنسانية تنشأ وتزدهر ثم يطرأ عليها عوامل الهرم فتضمحل وتندثر، لكن هذه الأمة الإسلامية قد تكفل الله بحفظها وآتاها كتاباً مبيناً ألا وهو (القرآن الكريم) الذي لا تنقضي عجائبه ولا يزال العلماء ينهلون علماً ودراسة من آياته الكريمة. وأشار الدكتور عصام البشير إلى أن الأمة الإسلامية تميز بقوة التاريخ والحضارة وحباها الله ثروات طبيعية كالبترول والنحاس، بالإضافة إلى أرضها الخصبة الصالحة للزراعة، كما تتميز هذه الأمة جغرافيا فهي تقع في مركز الدائرة للكرة الأرضية. وأشار المحاضر في ورقته إلى أن هناك تغييبا لدور العقل من ذلك هجرة الكفاءات العلمية إلى الخارج.
المداخلات
* أشاد معالي الدكتور راشد الراجح نائب رئيس الحوار الوطني ورئيس النادي الأدبي بمكة المكرمة بالمتحدثين الكريمين في هذه الندوة ومدى إلمامهما التام بالموضوع، وتساءل بعجب: ما دمنا نملك الأيدي العاملة والثروات الطبيعية والكفاءات العلمية فلماذا تتخلف هذه الأمة؟.
* دعت الأستاذة خولة القصيبي رجال الأعمال إلى الاستثمار في الثروات الطبيعية بالعالم الإسلامي.
* طالب الدكتور حامد الرفاعي، رئيس المنتدى، العالم الإسلامي بالحوار والبحث بموضوعية وحيادية أكثر في مظاهر التخلف وجوانب الضعف بالعالم الإسلامي.
* اقترح الدكتور محمود حسن زيني أن تكون الأوراق التي قدمت في هذه الندوة وثيقة عمل يعمل بها في المنظمة الإسلامية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved