Saturday 18th February,200612196العددالسبت 19 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الجنادرية 21"

مسابقة متميزة في دولة نموذجية مسابقة متميزة في دولة نموذجية
بقلم: إياد بن أمين مدني*

نهجت المملكة العربية السعودية في طريقها إلى النهضة والتنمية نهجا متميزا، فاتخذت من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منهجا لها، تهتدي بهما، وتقيم علاقاتها بالدول وفق هذين المصدرين الأساسيين للحكم، وتستمد من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية ما يكفل لها العصرية والنمو، ويجعل منها دولة نموذجية في تسيير جميع أمورها وفق تلك المقاصد التي تدور في فلك تلك الروح التي تُظل الحياة في المملكة بقسطاس من العدل والشورى والمساواة.
ومنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى أخذ الأئمة من آل سعود يولون القرآن الكريم عنايتهم ورعايتهم، بتحكيمه في شؤون الحياة وما يلم بهم من أحداث، وتوسيع دائرة حفظه وتلاوته وترتيله وفهمه، وأصبح جزءا أساسيا من المشهد اليومي أن ينصت الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى مقرئ القرآن الكريم، ثم يستمع بعد ذلك إلى طرف من تفسير آي الذكر الحكيم، بالرجوع إلى المصادر الأساسية للتفسير، وهو ما سار عليه من بعده أبناؤه في رعايتهم الكاملة لكتاب الله، بنشر مدارسه في المدن والقرى والهجر، وتكريم أهله، والسؤال عنهم، وهو ما نجد نموذجا حيا له في مجلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي تبتدئ وقائعه بالإنصات إلى آي من الذكر الحكيم، ثم الاستماع إلى شيء من تفسيره، اهتداء بالسلف الصالح لهذه الأمة، واستلهاما لمقاصد هذا الدين الخاتم في كبير الأمور وصغيرها.
ولا تكفي هذه السطور للإلماح إلى ما توليه المملكة العربية السعودية لكتاب الله وسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - فلذلك حديث واسع، نرى طرفا منه في رعاية المملكة للعلم الشرعي وأهله، وإقامة نموذج فذ للوسطية، والتسامح في التعامل مع الآخرين. وفيما له صلة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة، تشرف المملكة بخدمتها لهذين المصدرين الأساسيين، ومن ذلك الطبعات المتتالية لملايين النسخ التي يقوم بطباعتها (مجمع الملك فهد للمصحف الشريف) بالمدينة المنورة، وترجمة معانيه إلى عشرات اللغات التي يقرأ بها المسلمون في كل مكان، والعناية بالعلوم الإسلامية التي تهتم بها الجامعات السعودية، والمعاهد العلمية، ومدارس التعليم العام، والمسابقات الدولية للقرآن الكريم: حفظه وتلاوته وترتيله.
وعلى نفس النهج في الرعاية وطلب الأجر والمثوبة من الله - تبارك وتعالى (تأتي مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات) سيرا حثيثا على ما كان عليه أسلافه من أئمة آل سعود من رعاية وصيانة لهذين المصدرين الأساسيين للحياة الإسلامية، ودخلت هذه المسابقة الكريمة إلى عامها الثالث عشر لتصبح جزءا أساسيا من فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يعد من مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحرصه على النهضة الثقافية والفكرية في البلاد، وضمن مشروع تربوي وإسلامي أخذ به - حفظه الله - حين نهض بقطاع الحرس الوطني تطويرا وتحديثا، وكان من اللافت للنظر أن تعنى هذه المؤسسة العسكرية العريقة بالإنسان وتربيته وتعليمه، فكانت هذه المؤسسة صورة مشرقة للتنمية الحضرية التي ينعم بها منسوبو الحرس الوطني وأبناؤهم.
وتتميز (مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات)، بأنها وضعت نصب عينها الاهتمام بالناشئة وتشجيعهم على الإقبال على حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ممن انتسبوا إلى هذه المسابقة، وهي كذلك، صورة للمجتمع السعودي الذي يحرص كل الحرص على المتح من منابع الشريعة السمحة.
وفي هذا السياق أولت القيادة الحكيمة هذين المصدرين الثريين رعاية كريمة طلبا للأجر والمثوبة، في مناح مختلفة، لعلي أشير منها إلى الإعلام السعودي، وبخاصة القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، ومن ذلك (إذاعة نداء الإسلام) التي تبث من مكة المكرمة، و(إذاعة القرآن الكريم) و(الإذاعات الموجهة) باللغات التي يتكلم بها المسلمون.
وفيها برامج مختلفة تركز على الوسطية والتسامح ونشر قيم السلام والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، وترمي إلى ربط المسلمين بفئاتهم وأجيالهم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويقوم على تلك البرامج عدد من كبار العلماء في بلادنا والعالم الإسلامي، وغدت التجربة الإذاعية السعودية في هذا المجال من التجارب الرائدة، واتسع محيط المستمعين والمستمعات إليها من كل بقاع الأرض، وساهمت، بفضل الله، في توضيح الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف.
وفي القنوات التلفزيونية المختلفة، كان التلفزيون السعودي ولا يزال أنموذجا طيبا للأسرة المسلمة، من خلال برامجه التي تحرص على بث روح الأخوة والمحبة والألفة في المجتمع، كما يشرف التلفزيون السعودي بنقل الصلوات إلى المسلمين في كل مكان من المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، واستطاع أن يشد قلوب المسلمين إليه في كل أشهر السنة، وبخاصة في رمضان المبارك، وهو شهر الذروة في المتابعة والمشاهدة، فكان التلفزيون السعودي بما يبثه من الصلوات الخمس والتراويح والقيام عاملا فاعلا في الدعوة السمحة إلى دين الله وربط المسلمين في مشرق الأرض ومغاربها بهذه الأرض الطيبة.
وللتلفزيون السعودي تجربة تربوية ودعوية ثرية تبدو في عدد من البرامج الدينية والدعوية التي تبصر الناس بأمور دينهم، وفق منهج وسطي مبني على الاعتدال، ويشارك في هذه البرامج نخبة مباركة من العلماء السعوديين، وتحظى تلك البرامج ولا سيما التي تبث على الهواء مباشرة، بمتابعة كثيفة تشهد عليها الاتصالات الهاتفية التي تدل على ثقة المسلمين في كل مكان بعلماء هذه البلاد ونهجهم الوسطي السديد، وهو ما يعود بالنفع على الأمة والمجتمع بحول الله وكرمه.
جزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأجزل له المثوبة، ونفع الله الطلاب والطالبات من المشتركين في هذه المسابقة المباركة، وجعلهم - إن شاء الله - هداة مهتدين، ورعاة وحماة مخلصين لهذا الدين السمح، ولهذا الوطن الذي يضم في رحابة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مهبط الوحي ومولد الرسالة.

* وزير الثقافة والإعلام

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved