* غزة - أنقرة - لندن - طلال الحربي - الوكالات:
أكد عاطف عدوان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس وعضو المجلس التشريعي الجديد يوم أمس أن حماس ستلغي اتفاقية باريس الاقتصادية التي تم توقيعها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عام 1994م.
ووصف عدوان اتفاقية باريس الاقتصادية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل بأنها مجحفة بحق الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
وتشمل اتفاقية باريس تحديد العمل والنشاط الاقتصادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحركة التصدير الفلسطينية مع العالم الخارجي عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل.
وفي موضوع ذي صلة أوضح عدوان أن الحكومة المقبلة التي ستشكلها حركة حماس (ستعيد النظر في بروتوكول العمل في المعابر الفلسطينية).
وقال عدوان: (لأن الجانب الإسرائيلي يضع آليات كفيلة بتدمير الاقتصاد من خلال انعدام أدوات الضغط الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي بعد فشل آلية العمل الحالية المتبع في المعابر).
ومن جانبه ندد إسماعيل هنية القيادي في حماس الذي يتوقع أن يترأس الحكومة الفلسطينية الجديدة أمس الجمعة بالإجراءات التي تستعد إسرائيل لاتخاذها ضد السلطة الفلسطينية بعد مشاركة حركته في السلطة.
وصرح هنية للصحافيين في غزة أن (هذه القرارات الإسرائيلية استمرار لسياسة القمع والإرهاب والعقاب الجماعي ضد شعبنا، هذه الإجراءات العقابية لا يمكن أن تنال من إرادة شعبنا الفلسطيني).
وأعلن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل ستحظر اعتباراً من يوم غدٍ دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل وأن تجمد الأموال المستحقة لديها من السلطة الفلسطينية لجباية الضرائب وحتى حظر مرور البضائع الفلسطينية عبر أراضيها.
من جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن إسرائيل ستعد السلطة الفلسطينية (كياناً إرهابياً) بمجرد افتتاح اشغال المجلس التشريعي الجديد السبت المقبل كما أفادت الصحف الإسرائيلية.
ومن ناحية أخرى رأت الصحف التركية أمس الجمعة أن زيارة وفد من حركة حماس إلى أنقرة سيتسبب بالإساءة إلى تركيا.
وتساءل كاتب الافتتاحية في صحيفة (حرييت) الواسعة الانتشار (ما الفائدة من هذه الدعوة) التي وجهت إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وقال ارتوغرول اوزكوك: إن أنقرة قامت يوم الخميس بواحدة من الخطوات غير المجدية التي لم تعد معروفة في تاريخ الدبلوماسية عندما وافقت على استقبال مشعل ومساعديه الأربعة.
وقالت الافتتاحية: إن (هذا العرض الدبلوماسي يسيء إلى تركيا... سيكون لهذا العمل الذي لا معنى له ثمن).
أما صحيفة (راديكال) الليبرالية فقالت: إن رغبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أن يكون وسيطاً بين إسرائيل وحماس مراهناً على علاقات أنقرة الجيدة مع الطرفين، ذهبت سدى بسبب رد الفعل العنيف للدولة العبرية على زيارة مشعل إلى أنقرة.
وتساءلت الصحيفة (هل يمكن أن تكون هناك وساطة أحادية الجانب؟).
وبحسب الصحف، كان من المتوقع أن يلتقي قادة حماس أردوغان لكن هذا اللقاء ألغي بسبب (ضغوط دولية).
ويذكر أن الوفد برئاسة مشعل كان قد قابل دبلوماسيين أتراكاً وقادة في حزب العدالة والتنمية الحاكم.. ولم يستخدم مقر وزارة الخارجية لعقد هذه اللقاءات لعدم إضفاء طابع رسمي عليها. هذا وعمدت غالبية الصحف إلى المقارنة بين حماس والمتمردين الانفصاليين الأكراد (حزب العمال الكردستاني)، وهما منظمتان تعدهما تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إرهابيتين. وعنونت صحيفة (أخبار الأناضول) الناطقة بالإنكليزية أن (حزب العدالة والتنمية يسير على رمال متحركة)، مضيفة أن زيارة حماس أثارت غضب الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن جهته أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل أول من أمس الخميس ب(النصائح) التي قدمتها له الحكومة التركية معتبراً أنها (مهمة بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني).
وقال مشعل للصحافيين إثر لقاء مع مسؤولين في حزب العدالة والتنمية (المنبثق من التيار الإسلامي) الحاكم في تركيا: (حصلنا هنا على نفس الدعم الذي حصلنا عليه في الدول العربية).
وأضاف أن (نصائح مفيدة قدمت لنا.. نريد الاستفادة من هذه النصائح المهمة بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني).
وأوضح مشعل أن الهدف الرئيس لحركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية هو إقامة (استقلال حقيقي وإقامة دولة القانون) في الأراضي الفلسطينية ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن (تركيا هي نموذج للديموقراطية بالنسبة لنا).
وعلى صعيد آخر أدان كبير زعماء اليهود في بريطانيا كنيسة إنجلترا لتصويتها هذا الشهر على مراجعة استثماراتها في الشركات التي تستخدم إسرائيل منتجاتها في الأراضي المحتلة.
وقال كبير الحاخامين جوناثان ساكس: إن تصويت الكنيسة الانجليكانية على ما إذا كان يتم سحب الأموال من (شركات تربح من الاحتلال غير القانوني) غير حصيف وسيلهب العلاقات بين الديانتين.
وأثار روان وليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري وهو الزعيم الروحي للمسيحيين الانجليكانيين البالغ عددهم 77 مليون نسمة غضباً بتأييده التصويت خلال اجتماع للهيئة الحاكمة للكنيسة.
وقال ساكس في صحيفة جيويش كرونيكل أمس الجمعة: إن (هذا التصويت.. غير حصيف حتى في عباراته... لا يمكن أن يكون التوقيت غير ملائم أكثر من ذلك. (إسرائيل) تحتاج إلى الدعم وليس للقدح).
وحذّر من أن هذا الخلاف سيحد من قدرة الكنيسة (على العمل كقوة من أجل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين).
|