* لندن - طلال الحربي:
بيَّنت وزيرة الدولة للشؤون الانتخابية هاريت هارمان أن نحو 18% من المسلمين المقيمين في العاصمة البريطانية لندن؛ أي نحو 60 ألف مسلم بريطاني، غير مسجلين في القوائم الانتخابية. وذكرت خلال زيارتها لمسجد (أولد كنت) جنوبي لندن أنها بعثت برسائل إلى كافة أئمة المساجد في لندن لحث المسلمين على تسجيل أسمائهم للتصويت للانتخابات وتوفير استمارات تسجيل الناخبين في المساجد، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى عدم المساواة في القوائم الانتخابية، وأن الحكومة تقوم بخطوات لمعالجة مشكلة إحجام المسلمين عن التسجيل في القوائم الانتخابية للتصويت في الانتخابات المحلية التي ستُجرى في مايو/ أيار المقبل.
إلى ذلك أوصت وثيقة سرية للخارجية البريطانية تم تسريبها لوسائل الإعلام بإقامة (روابط أكثر) مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية المحظورة التي تعتبر أقدم الحركات الإسلامية على الإطلاق. وبيَّنت صحيفة الجارديان البريطانية أن وزير الخارجية جاك سترو قد وافق على مضمون التوصية. وتضيف أن الوثيقة تضمنت إشارة إلى ضرورة أن يكون أي تغيير في التعامل مع (الإخوان المسلمون) حذراً؛ حتى لا يضر بالعلاقات الثنائية مع مصر. وتضيف الجارديان أن النقاش داخل أروقة الخارجية البريطانية نبع من الانتقادات التي وُجِّهت في العالم الإسلامي للحكومات الغربية التي تطالب بالديمقراطية وترفض قبول نتائج الفوز الذي حقَّقته حركة حماس والجناح السياسي لحزب الله وجماعة (الإخوان المسلمون) في مصر والجماعات السنية التي لها صلة بالمقاتلين في العراق. وحسب الجارديان فإن موقف الخارجية البريطانية شهد بعض التذبذب في العلاقة مع حماس بعد الانتخابات، فبينما عارضت السفارة البريطانية في تل أبيب أي اتصال مع الحركة أوصت القنصلية البريطانية في القدس الشرقية بإجراء اتصالات مع ممثلي المجالس المنتخبة. وعلى الرغم من أن السياسة الرسمية تمنع وجود أي قناة للاتصال مع حماس فقد تم إجراء بعض الاتصالات.
وتضمنت الوثيقة التي طالبت الخارجية البريطانية بفتح تحقيق حول ملابسات تسريبها أن الحكومة المصرية تعتبر جماعة (الإخوان المسلمون) (الوجه السياسي لمنظمة إرهابية)، إلا أنها تضيف أن الباحثين توصلوا إلى أنه لا توجد أدلة على ضلوع الجماعة الحالية في أية عمليات إرهابية على رغم أنها ربما ترسل مساعدات خيرية لحركة حماس. وتوصي الوثيقة بضرورة وضع الاتصالات مع ممثلي الجماعة في الكتلة النيابية إلى جانب اللقاءات الرسمية مع الدبلوماسيين في الزيارات التي يقوم بها مسؤولون بريطانيون من الدرجة الوسطى إلى مصر. وتضيف: سيكون من الصعب علينا الحفاظ على مصداقية مطالبنا لمصر بإدخال الإصلاحات الديمقراطية في الوقت الذي نفشل فيه في إقامة روابط مع أكبر جماعات المعارضة وأكثرها فاعلية.
|