* طهران - واشنطن - الوكالات:
أكدت إيران مساء الخميس أنها ضخت الغاز في أجهزة الطرد المركزي وهي خطوة تشكل مرحلة أساسية في عملية تخصيب اليورانيوم.
وقال رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة النووية غلام رضا أغا زادة للتلفزيون الحكومي: (نعم، قمنا بضخ الغاز يو اف6 في عدد محدود من أجهزة الطرد المركزي لكن بكميات أقل مما هو ضروري لمشروع رائد).
ولم يحدد المسؤول الإيراني عدد أجهزة الطرد المركزي التي شملتها عملية ضخ الغاز.
وأوضح المسؤول الإيراني نفسه للحصول على اليورانيوم المخصص النقي بنسبة 3.5% يجب استخدام 164 من أجهزة الطرد المركزي ونحن لسنا في هذه المرحلة بعد.. قد نحتاج إلى بضعة أشهر لبلوغ هذه المرحلة.. ويتم تخصيب اليورانيوم بضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم (هكسافلورور اليورانيوم يو اف6) في أجهزة للطرد المركزي مرتبطة ببضعها البعض ويمكن أن تسمح بالحصول على كميات مخصبة إلى حد ما من اليورانيوم.
وكان دبلوماسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية صرح الثلاثا أن (إيران ضخت الغاز في أجهزة للطرد المركزي).. لكن إيران نفت هذه المعلومات.
وتجري أعمال التخصيب على نطاق صغير في موقع نطنز (وسط) الذي يملك 164 جهازاً.
وأكد أغا زادة أن كل منشآت نطنظ إيرانية الصنع، موضحاً أن إيران لا تخشى العقوبات ولا ضربات عسكرية محتملة لأن (كل التكنولوجيا محلية).
وأكد المسؤول الإيراني مجدداً أن طهران لا تعتزم الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مشدداً على أن المواقع النووية الإيرانية تبقى مفتوحة لعمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورداً على سؤال عن موقف طهران من الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم الإيراني على الاراضي الروسية، قال أغا زادة: إن (أي بلد يملك المعرفة بتكنولوجيا لا يحرم نفسه من تطبيقها وفي الوقت نفسه نحن مستعدون لمفاوضات حول هذا الاقتراح).
ورداً على سؤال عن إمكانية فرض عقوبات على إيران بعد نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، قال أغا زادة أن إيران خضعت (في السنوات العشرين الأخيرة لكل أشكال العقوبات).
لكنه أضاف (يجب أن يدركوا أن شريان الطاقة العالمية يمر بمضيق هرمز في الخليج الفارسي)، في إشارة إلى طرق نقل النفط من الشرق الأوسط.
وأكد أن (إيران تملك قدرات مختلفة عن العراق.. إذا هاجمونا فإننا لن نكون الوحيدين الذين سيصابون وسيمتد انعدام الأمن إلى كل المنطقة).
وقالت مصادر دبلوماسية في فيينا: إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طرح في الكواليس حلاً ممكناً للنزاع الحالي يمكن أن يسمح لإيران بإدارة مصنع رائد صغير للتخصيب مع ضمانات كبيرة بأنها لن تنتقل إلى التخصيب على نطاق واسع.
وقال أغا زادة: (نحن مستعدون لمفاوضات لكن عليهم التحدث إلينا مباشرة وليس عن طريق وسائل الإعلام).
ومن جهة أخرى أعلنت الولايات المتحدة عن شراكة دولية لتقديم وقود نووي لدول أخرى بهدف تحاشي خطر قيام (إيران جديدة) وتحويل للتكنولوجيا لصنع قنبلة نووية.
وقال روبرت جوزف مساعد وزيرة الخارجية المكلف بمراقبة الأسلحة والأمن الدولي خلال مؤتمر صحافي: إن (هذه المبادرة تهدف إلى تحاشي قيام إيران جديدة أي سعي دول أخرى إلى امتلاك تكنولوجيات حساسة تساعد على التخصيب وإعادة المعالجة وتكون الأهداف الحقيقية غير الطاقة النووية).
وتقترح الولايات المتحدة العمل مع قوى نووية أخرى من أجل تطوير برامج تغذية بالوقود النووي لدول تتعهد (بالمقابل عدم تطوير تكنولوجيا للتخصيب وإعادة التأهيل).
ومن ناحيته أوضح كلاي سيل مساعد وزير الطاقة أن مسؤولين أمريكيين توجهوا في كانون الثاني - يناير الماضي إلى عدة عواصم من أجل تطوير (شراكة عالمية حول الطاقة النووية).
وقال: إن هذه الاتصالات الأولى بدأت في فيينا في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشرح أهداف (الشراكة العالمية حول الطاقة النووية).
وأشار إلى أن الوفد توجه بعد ذلك إلى لندن وباريس وموسكو وبكين وطوكيو.
وقال أيضاً (كان مشروعنا موضع ترحيب حار من قبل شركائنا الكبار).
وأوضح أن هذا المشروع سيتيح قبل العام 2050 (تطوير الطاقة النووية مع الحؤول دون انتشار تكنولوجيا حساسة تتيح صنع وقود نووي).
ومن جهتها شددت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء الخميس على أن فرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن يتطلب جهوداً دبلوماسية شاقة، ووصفت إيران بأنها (المصرف المركزي) الذي يمول الإرهاب العالمي.
واعتبرت رايس أن اطلاع مجلس الأمن على الملف النووي الإيراني الذي يملك سلطة فرض عقوبات على هذا البلد شكل انتصاراً دبلوماسياً كبيراً. لكنها أضافت (لا أقلل من أهمية التحدي المتمثل بالحصول على عقوبات قوية في حال واصلت إيران تحدي المجتمع الدولي عندما نصل إلى مجلس الأمن).
وتابعت رايس أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي (ثمة مصالح كثيرة مختلفة في المجلس وسينبغي علينا بذل جهد كبير جداً للحصول على إجراءات قوية).
وتواجه الولايات المتحدة في هذا الإطار معارضة من الصين وروسيا اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
ومع احتمال الوصول إلى طريق مسدود في مجلس الأمن تحدث مسؤولون أميركيون عن إمكانية أن تفرض بعض الدول إجراءات اقتصادية أحادية الجانب على إيران.
وكانت رايس أكثر وضوحاً الخميس في هذا المجال. فقد قالت: (إذا لم نتمكن من إقناع الجميع ثمة بعض الإجراءات التي يمكن للدول التي لديها التوجهات ذاتها أن تتخذها وسيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني).
وقبل أيام قليلة من جولة لها في الخليج لإجراء محادثات تتمحور على إيران ومسائل أخرى سعت رايس إلى لفت انتباه العالم على ما أسمته تهديداً يتجاوز برنامج إيران النووي الذي يشتبه في أنه يخفي برنامجاً عسكرياً سرياً.
وشددت رايس أمام لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ أن (الأمر لا يقتصر على برنامج إيران النووي بل يشمل أيضاً دعمها للإرهاب في العالم. انهم فعلا البنك المركزي للإرهاب).
واعتبرت أن أحد أكبر التحديات في الشرق الأوسط هو سياسة (النظام الإيراني) زعزعة الوضع في أكثر مناطق العالم هشاشة).
|