ضمن اللقاء الأخير (أبو طارق - رحمه الله - وأبو محمد أحمد الصالح وصاحبكم) في المبنى الثالث بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية ورأيناه ابتسامةً تخفي الألم، وبشراً يعكس النفس الراضية بالمرض المطمئنة إلى أنها (أشواك نخلة) أكثر من أشجانها، وفي الشوكة للمؤمن تكفير وتطهير، وفي النخلة لمثله عزاء، ولمثلنا بقاء، فكما يذبل صامتاً صامداً فهي تموت واقفة شامخة.
ليس الحديث عزاءً بمن أحب الجميع وأحبه الجميع وقرؤوه رجلاً استثنائياً في هدوئه وتواضعه ونبله وفضله كما كان طليعياً في فكره وثقافته عازفاً عن الظهور مُقِلاً في النتاج.
لتكن كلماتنا تذكيراً بحقه علينا في توثيق ما تبقى من أعماله بعد أن بذل أبو محمد الخويطر ما ينوء به القادرون المتفرغون في إظهار ذكرياته عن نصف قرن وتجميع نتاجه النثري والشعري ليقرأه من عاش مع أبي طارق ومن عاش بعده - رحمه الله -.
الذكر عمر.
|