Thursday 26th January,200612173العددالخميس 26 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

المحاربون القدامى والشهداء والمصابون المحاربون القدامى والشهداء والمصابون
د. يوسف بن إبراهيم السلوم

تحتفي الدول في كل عام بالمحاربين القدماء ولهم تنظيماتهم ومنظماتهم، الذين يسعون مع الحكومات في تحسين أوضاعهم وتقدير خدماتهم معنوياً ومادياً وتقام السرادقات والاستعراضات والخطابات في تكريم هؤلاء المحاربين.
غير أننا في المملكة العربية السعودية لم نشهد شيئاً من ذلك إلا القليل، ففي مناسبة المئوية بمرور مائة عام من 1319هـ - 1419هـ على بدء الملك عبدالعزيز استرداد حكم آبائه وأجداده وتأسيس الدولة السعودية الثالثة أقيم احتفال برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بمنح أبناء ما بين أربعين وستين محارباً من الذين دخلوا مع الملك عبد العزيز الرياض وتكريمهم وهو تكريم لآبائهم المحاربين القدماء.
وكما أنشأت وزارة الدفاع إدارة عامة لشؤون المتقاعدين العسكريين وأنشأت جمعية المتقاعدين العسكريين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وكذلك أنشئت إدارات مماثلة في القطاعات العسكرية في قوات الأمن الداخلي وقوات الحرس الوطني.. ومع ذلك فإني أرى أنه لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من تكريم هؤلاء المحاربين القدماء والاعتناء بهم وهم:
1- المحاربون الذين شاركوا مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في توحيد المملكة من سنة 1319هـ إلى سنة 1351هـ وهو تاريخ إعلان إكمال توحيد المملكة.
2- المحاربون الذين شاركوا في حروب فلسطين في الأعوام 1948م - 1967م - 1973م وبعضهم أحياء.
3- المحاربون الذين شاركوا في حروب الوديعة للدفاع عن حدود المملكة الجنوبية.
4- المحاربون الذين شاركوا في تحرير الكويت سنة 1990م - 1991م وهم كثر.
5- المحاربون الذين شاركوا في قوات المساندة والردع العربية في مصر وسوريا والأردن ولبنان.
6- المحاربون الذين شاركوا في قوات السلام في اليمن والصومال.
7- المحاربون الذين شاركوا في حرب الإرهاب من قوات الأمن الداخلي وقوات الحرس الوطني.
هؤلاء المحاربون القدماء شاركوا في هذه الحروف والواجبات دفاعاً عن الوطن والبلاد العربية أداء للواجب ولا ينتظرون جزاء ولا شكوراً إلا من الله ثم من القيادة الرشيدة وهذا إن شاء الله حاصل ولكن الحكومة والمجتمع عليهم مسؤولية في تكريم هؤلاء في المناسبات الوطنية رفعاً لروحهم المعنوية وتقديراً لجهودهم وليكونوا قدوة لغيرهم واعترافاً لما قاموا به من أداء الواجب ورعاية لهم في الحصول على متطلباتهم المعيشية والصحية والاجتماعية وهذا حاصل ولكن يحتاج إلى تنظيم وإعلان وزيادة وترتيب مثلاً:
منح الأوسمة والميداليات بموجب نظام الأوسمة والميداليات لمن لم يمنح من قبل ورعاية أبناء الشهداء الذين ترعاهم الدولة، وزيادة رواتب المتقاعدين، وهذا تنظمه أنظمة الخدمة العسكرية والتقاعد العسكري، وهو جزء مما أدعو إلى المزيد من الاهتمام بهذه الفئة الغالية من مواطنينا الأوفياء..{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.. ومن المقترحات التي أراها في هذه السبيل:
1- زيادة سنوية في رواتب المتقاعدين بنسبة لا تقل عن 5% لمقابلة ارتفاع مستوى المعيشية مثل زيادة سنوية (علاوة) الموظفين المدنيين والعسكريين العاملين كما هو معمول به لدى دول العالم.
2- تحديد مناسبة اليوم الوطني لتكريم المحاربين القدماء وأبناء الشهداء في كافة أنحاء المملكة يرعاه أمراء المناطق وقيادات المناطق العسكرية.
3- تفعيل جمعية المتقاعدين العسكريين وتسميتها جمعية المحاربين القدماء.
4- تفعيل إدارات شؤون المتقاعدين في القطاعات العسكرية وتسميتها إدارة شؤون المتقاعدين والمحاربين القدماء.
5- وكذلك أن يكون بينها وبين المحاربين القدماء صلة وصل في الأعياد والمناسبات الوطنية وتحسين أسلوب التواصل والتخاطب بين الإدارة وبينهم وتحسين وتطوير الخدمات التي تقدمها هذه الإدارات للمحاربين.
وكذلك يتطلب الأمر إلى المزيد من الاهتمام بأسر الشهداء والعناية بهم.
وبالمثل ينبغي الاهتمام بالمصابين في هذه الحروب بإعاقات وعلاجهم والعناية بهم اجتماعياً ومادياً حتى يعيشوا حياة كريمة تقديراً لجهودهم.
والخلاصة إن المحاربين القدماء سواء من قضى نحبه أو ينتظر سواء منهم معافون أو مصابون فالعناية والاهتمام بهم جميعاً هو من متطلبات الوفاء لمن أدوا الواجب وقدموا التضحيات بالنفس فداء للوطن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved