Tuesday 3rd January,200612150العددالثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أبناؤنا الأيتام.. وجمعية إنسان أبناؤنا الأيتام.. وجمعية إنسان
سهام العيسى

في البداية أود أن أستميح قارئي العزيز بأن أحكي له حكايتي مع جمعية إنسان بطابع سردي ربما لأنني لا أزال متلبسة بثناء إحدى الصديقات وبطلبها الذي فاجأني بأن أشرع في كتابة رواية وأهجر قصصي القصيرة.. دفعني هذا الطلب إلى أن أعبر بوابة الذكريات إلى حكايات عمتي - رحمها الله - حيث كنا أنا وأختي نستمع لتلك القصص التي لا تنتهي، وكانت أحلامي في ذلك الوقت كيف أتقمص شخصيتها وأصبح مثلها يوماً ما.
خلال شهر رمضان كنت أتسوّق في أحد المخازن التجارية لفت انتباهي هدايا بسيطة مغلّفة كُتب عليها أن ريعها لصالح جمعية إنسان.... ورغم بساطة الهدية إلا أنها تحمل رسالة ومعنى وتوجهاً للعمل الخيري يفوق رمزية السعر.
هذه الجمعية كانت تشدّني دائماً بأنشطتها المميّزة وبلوحاتها الإعلانية، وكانت تشكل أحد العوامل المجهولة الحبيبة التي أرغب في التعرّف عليها، ونظراً لانشغالي المستمر فإن هذه الرغبة كانت تغوص وتتجمّد بداخلي بتباعد المدة، وخلال هذا الفصل الدراسي أقيم في كليتنا السوق الخيري للجمعيات الخيرية بتشجيع من العميدة والصديقة العزيزة د. ليلى مطبقاني وكان بداية تعرفي الحقيقي على أنشطة هذه الجمعية.
جناح الجمعية كان مميزاً والمسؤولة عن الجناح الأستاذة ريم الشدي كانت تتكلّم بحماس عن الجمعية.. تشرح.. تشجّع.. تدافع ووجدت نفسي أمام إنسانة همها الأول هو السعي لتحقيق أهداف الجمعية وإيصال صوتها للجميع. ريم استطاعت أن تشدني إلى الجمعية وأن تغيّر فكرتي الأساسية في بعض الجمعيات التي هدفها فقط جمع الموارد والتبرعات المالية وتوزيعها فقط على الفئة المستحقة، ومع تقديري لهذه الجهود فأنا أعتقد أنه لا بد من استثمار الموارد المالية والإنسانية وتنميتها وإيجاد مصادر أخرى غير التبرعات.
إن التاريخ سجَّل لنا نماذج رائعة للعمل الخيري في بلادنا الحبيبة وأحد تلك الجوانب المضيئة هو إنشاء جمعية إنسان التي تمثِّل قمة التراحم والتكافل الاجتماعي الحقيقي. الجمعية كانت وليدة مقترح لعدد من رجال الأعمال وتبناها ودعمها أمير الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارتها الحالي، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ونائب رئيس الجمعية وصدر الأمر السامي بإنشائها سنة 1919م.
تركّز الجمعية أنشطتها على فئة هي الأحوج في مجتمعنا. إن دور الجمعية عظيم في احتواء أبنائنا الأيتام هذا الاحتواء ليس مادياً (فقط، بل هو دعم) متواصل حتى يستطيع اليتيم الاعتماد على نفسه والسير بخطى ثابتة في دروب هذه الحياة.
تتنوّع أنشطة الجمعية ما بين أسواق خيرية وبرامج توجيهية إرشادية للأيتام وأمهاتهم ودعم للبرامج التربوية والهادفة لمعالجة مشاكل الأيتام، كما أنها تنفذ العديد من البرامج الدورية لتكريم الطلاب المتفوّقين، بالإضافة إلى البرامج الترويحية والزيارات لعدد من مدن المملكة. هذا غيض من فيض من ديمة الخير التي تظلّل الرياض.
هذه الأيدي المباركة التي تفيض بالخير لتمنح أبناءنا الحب والود الحقيقي تستحق الشكر والثناء رغم أن متعة العطاء وعظم الأجر في الآخرة يتجاوز كل تقدير نقدّمه لأعضاء الجمعية والعاملين فيها وكل متبرع يدعم أنشطة الجمعية.
ولأنني لا أزال أتقمص دور عمتي - رحمها الله - حيث كانت تحكي لنا أكثر من حكاية في وقت واحد؛ فتبدأ في الأولى ثم تنتقل إلى الثانية ثم تعود إلى الأولى، وكنا أنا وأختي نحاول أن نصنع نسيجاً قصصياً لكل حكاية وحدها.
وعند كتابتي لمقالي هذا وقعت في الحيرة نفسها فما بين محاولتي لإبراز جهود القائمين على الجمعية وبين عرضي لأنشطتها وقوة حضورها في ساحة االعمل الخيري لم أستطع أن أوفي هذه الجمعية حقها، وفي النهاية أشجّع كل من لا يعرف الجمعية وأهدافها على زيارة موقعها على شبكة الإنترنت وهو:

www.ensan.org.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved