|
انت في"الاقتصادية" |
|
تعد نشأة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ من أهم الخطوات الاقتصادية التي اتخذت في الآونة الأخيرة لكونها تمثل نقلة ليس فقط في عملية الاستثمار ولكن أيضاً في المنهجية الاستثمارية التي تهدف إلى تكوين مراكز اقتصادية عالمية ذات خدمات ومجالات متكاملة. وقد يكون من المتفق عليه بإذن الله أن مثل هذه المدينة ستنعكس آثارها المباشرة على اقتصاد مدينة رابغ والمدن المجاورة وعلى مستوى رفاهية المواطن في هذه المدن وفي مناطق المملكة كافة وستكون قدوة استثمارية يعقبها خطوات استثمارية مركزة في بقية مناطق المملكة الأخرى. وفي هذا السياق أذكر ما صرح به معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار أثناء حضوره اجتماعات مجلس منطقة جازان ولقائه برجال الأعمال حول اتفاق الهيئة مع أحد المكاتب الاستشارية المؤهلة لدراسة واقع التنمية في منطقة جازان تمهيدا لاختيار الموقع المناسب لإقامة مدينة اقتصادية عصرية كتلك التي حظيت بها مدينة رابغ. وفي ظني أن مثل هذا التصريح يمثل بداية فعلية لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - التي تنص على أهمية الاهتمام بالمناطق الأقل نمواً، وبداية فعلية لإعادة توجيه محركات التنمية تجاه المناطق التي تعاني من صعوبات تنموية أثرت على مستوى رفاهية المواطن، وبداية حقيقية لإنقاذ مدننا الكبرى من الهجرة شبه الجماعية إليها ومن التلوث البيئي الناتج عن تزاحم الأنشطة الاستثمارية وغيرها من تداعيات التحضر الضارة بالتنمية. وفي ظني أيضا أن منطقة جازان ربما تكون أكثر المناطق حاجة لمثل هذه المدينة لعوامل كثيرة أهمها الضعف الملحوظ في حصة هذه المنطقة من مؤثرات التنمية التي نعمت بها معظم مناطق المملكة الأخرى منذ بداية السبعينيات وامتلاكها للمقومات المطلوبة كافة لتكوين قاعدة استثمارية جيدة في كل المجالات وبخاصة المجال الزراعي والسياحي والصناعي. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |