اجتمعت في مجلس أقيم بمناسبة تدشين كتاب الأستاذ أبي سلطان عبدالعزيز الأحيدب (الاختيارات البديعة في أخبار ونسب ربيعة) مع عدد من المهتمين بالشأن الثقافي المحلي، كان همهم والداعي لاجتماعهم هو محبة صاحب الكتاب.
وكان من فوائد هذا الجمع المبارك الحصول على نبذة تاريخية بها الكثير من الفوائد الخاصة بالتاريخ المحلي، وكان صاحب الفضل في توزيعها على الحضور الأستاذ عبدالله بن حمد العسكر، فكان فرحي بهذه النبذة كبيراً، إلا أن مما يؤخذ عليها عدم معرفة مدونها أو صاحبها، وهي بحسب الوصف الذي سجل عليها، تقع في ورقة واحدة طويلة، وهي ما يعرف بالطلحية، إذ إن طولها 60 سم وعرضها 10 سم. وتميزت هذه الورقة بتسجيلها أحداثاً مهمةً مثل دخول الملك عبدالعزيز الرياض ووقعاته - رحمه الله - مع ابن رشيد، كما أنها لم تخل من فوائد مهمة خاصة ما يتعلق بوفيات مشاهير تلك الفترة، مثل وفاة الأمير محمد الفيصل والأميرة نورة الفيصل والإمام عبدالرحمن الفيصل، وتركي الأحمد السديري وغيرهم من الأعلام.
وهذه النبذة تغطي من الأعوام من سنة 1285هـ حتى عام 1353هـ، وقد تميزت هذه النبذة بالاختصار الشديد، إلا أنها بدت ذات معلومات جيدة ومخالفة لبعض ما هو منشور، فضلاً عن وجود تفاصيل أدق في تاريخ الوفاة من حيث ذكر الساعة واليوم والشهر والسنة، فمثلاً أرخت وفاة الأمير محمد بن فيصل على أنها في ليلة الخميس صبيحة ثالث شهر رجب 1311هـ، مع العلم بأن ابن عيسى في عقد الدرر لم يذكر إلا السنة فقط. كما ذكرت وفاة الأميرة نورة الفيصل في شهر شعبان من عام 1319هـ، كما رصدت متى خرج الإمام عبدالرحمن بن فيصل من الكويت بأهله وقدومه إلى الرياض وكان ذلك في عام 1320هـ، كما ذكرت اليوم الذي دخل فيه الملك عبدالعزيز للرياض، وأنه ليلة الرابع من شوال من عام 1319هـ، هذه تعريفٌ بأبرز الأحداث التي تناولتها هذه النبذة.
أما الوفيات للأعلام فقد تضمنت تواريخ بعضها لم يروَ في مصادر أخرى مثل وفاة قاضي الزلفي عبدالمحسن السلمان، حيث لم يذكر البسام سنة وفاته، وجعله من علماء القرن الثالث عشر، والصحيح أنه من وفيات أول القرن الرابع عشر حيث ذكر في هذه النبذة أن وفاته عام 1306هـ، في حين يذكر البسام (5 - 21): (ونحن نجهل تاريخ ولادة المترجم ووفاته، ولكنه من علماء آخر القرن الثالث عشر الهجري)، فضلاً عن ذكرها مقتل أمير الزلفي محمد الراشد البداح في 9 من شهر رمضان عام 1321هـ، مع أن المنشور أن سنة قتله هي 1331هـ كما جاء عند فهد الكليب، في كتابه (علماء وأعلام).
كما جاء فيها أيضاً خلاف ما عند البسام (3 - 526) حيث ذكرت هذه النبذة أن وفاة الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن مانع كانت في سنة 1308هـ، أما البسام فقال إنها في 1307هـ.
أما الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن فذكرت أن وفاته في شهر شعبان من عام 1319هـ، أما البسام (1 - 564) فقال إنها في 29 رجب 1319هـ، أما إبراهيم بن عبداللطيف فذكرت هذه النبذة أن وفاته في 6 ذي الحجة الساعة السادسة من الليل (هكذا تحديداً) من عام 1329هـ. أما البسام (1 - 343) فذكر التاريخ مختلفاً وهو 29 من ذي الحجة 1329هـ. وكذلك أيضاً اختلف شهر وفاة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف في هذه النبذة عنه عند البسام (1 - 224) حيث ذكر هنا في ربيع الآخر وعند البسام ربيع الأول.
ولعل هذه القراءة لهذه النبذة بهذا الشكل المختصر تفسح المجال للدارس للشأن المحلي ألا يتوانى في البحث الدؤوب وعدم الركون إلى مصادر أحادية حتى تخضع تلك المصادر للمقابلة والمحاكاة ليتبين لنا أيهما أقرب إلى الحقيقة. وقبل أن أختم التعريف بهذه النبذة ظهر لي من خلالها ما حوته أن كاتبها يترجح لديَّ أنه من أهل الزلفي لمدى العناية بأخبارها وأخبار أهلها من علماء وأمراء وأحداث، لهذا فإنني أدعو أهالي الزلفي إلى إعادة النظر في هذه النبذة ومقارنة خطها مع خطوط علمائها المشهورين لعلنا نصل إلى معرفة من دونها فإن لم يكن فعلى الأقل معرفة ناسخها.
وفي الختام أسأل الله تعالى التوفيق للجميع والإعانة لنشر مثل هذه النبذة التي لو جُمعت لأصبحت تاريخاً شاملاً يستفاد منه في سد بعض الفجوات التي نجدها فيما هو منشور حتى الآن.
*باحث ومؤرخ | 
"وَرّاق الجزيرة"