في الاقتصاد
ميزانية قائد حكيم
د. سامي الغمري

تنطلق مسيرة الخير والعطاء والوفاء نحو غاياتها المنشودة معززة بالأمل والعزم الأكيد.. الميزانية المالية لهذا العام سخية في الاعتمادات المالية المقررة لكل القطاعات بها تجني بحمد الله ثمار التطور المشهود حتى يعم خيرها كما أراد كقائد إستراتيجي يفكر دوماً على مد جسر بين قدرات المملكة المالية ونتائجها المباركة على الوطن الغالي.
وما حققته المملكة خلال الشهور القليلة الماضية إنما يعود الفضل فيه إلى الله ثم إليه - أيده الله - الذي أطلق هذه الميزانية المميزة بإرادة وبرؤية ثاقبة نحو غاياتها وأهدافها لتوفير العيش الكريم للجميع.
ومن خلال قراءتنا لأرقام الميزانية التي أشارت إلى فائض مالي بـ55 مليار ريال عن المصروفات المقدرة للسنة التي تبلغ 325 مليار ريال لعوائد بترولية إضافية، يتضح تم تحويل ذلك الفائض بعناية فائقة لتخصيص ما يحتاجه كل قطاع ومرفق حيوي صوب رفاهية المواطن السعودي مباشرة سواء في قطاع التعليم والصحة والخدمات.
ورغم أن الميزانية جاءت من القائد الحكيم لتخطيط الإستراتيجية التنموية للمملكة إلا أنها تركت مساحة كبيرة تقديراً منها لدور المؤسسات والأفراد في المشاركة بقدراتهم الابتكارية والتنفيذ في البناء العطاء.
وهي بذلك ميزانية تتصف بأنها ليست ميزانية اعتماد وأرصدة مالية تنموية تتضمن نجاح ودعم ما خطط له لكل القطاعات ومشروعاتها فحسب، كما قد يرد إلى خواطر البعض، ولكنها ميزانية تتسم بالمرونة الإدارية.. فهي تهدف أولاً إلى تحقيق أهداف ورؤية قائدنا المستقبلية لخير الوطن.. وتهدف ثانياً إلى وصول رؤيته الإستراتيجية إلى جميع العاملين في جميع الدوائر والجهات لإنجازها، والذي بدوره سوف يؤدي إلى رفع معدلات الأداء والتنفيذ بأسرع وقت كما وجه بذلك - حفظه الله - بعد إعلان الميزانية.. وتهدف ثالثاً إلى كسب الخبرة والمعرفة لتقدير وقياس ما أنجز في هذا العام وما سوف يحتاجه الوطن الغالي في السنوات القادمة من مشروعات تنموية جديدة.