يجب أن نفرق بين السمنة بشكلها العام وبين الزيادات الدهنية التي تتجمع بأماكن معينة بالجسم والتي تؤرق نسبة كبيرة من النساء والرجال علي حد سواء إذ ربما لا تكون هناك أي زيادة بالوزن ومع ذلك فإن زيادة كمية الدهون بمناطق محددة كالبطن ، والأرداف ، الفخذين ، الذراعين وأحيانا الثديين في (الرجال) قد تزيد معاناة المريض نفسيا خاصة عندما يكتشف أن كل ما يبذل من مجهود رياضي أو اتباع نظام غذائي قاس لا ينقص من معاناته وحينما نعلم الفرق بين السمنة والزيادات الموضعية من الشحوم نستطيع أن نفهم أن لكلٍ علاج مختلف تماما عن الآخر . فالعلاج للنوع الأول يكمن في تعاطي أنواع من الغذاء تحتوي علي سعرات حرارية أقل مما يحتاجه المريض في يومه فيلجأ الجسم إلي حرق المخزون من الدهون لاستكمال حاجته اليومية من الطاقة وللوصول إلي ذلك فأن الطرق متعددة. هناك النظام الغذائي بطرقه المختلفة وهناك المجهود الرياضي والذي يزيد من الاحتياج اليومي للسعرات الحرارية كما توجد وسائل أخري أكثر تعقيدا لمنع المريض من التغذية المفرطة كتصغير حجم المعدة أو ربط الفكين ، ثم يأتي دور جراح التجميل بعد ذلك لنحت وشفط الشحوم الزائدة إذا كانت متركزة بمنطقة محددة أو لإزالة الترهل الناتج عن إنقاص الوزن . أما العلاج للنوع الثاني فإنه لن يستقيم إلا بإزالة االكميات الزائدة من الدهون والمتركزة في مناطق معينة بالجسم إما بعملية لشفط الدهون أو استئصال جراحي لترهلات الجلد المصاحبة. * كيف تتم عمليات شفط الدهون؟ تتم تحت مخدر كلي وأحيانا تحت مخدر موضعي - يتم حقن كميات كبيرة من المحاليل بالمناطق المراد إذابة الدهون بها ثم يتم شفط الكمية المراد استئصالها من الدهون من خلال فتحة لا تتعدى بضعة ملليمترات وعادة ما يخرج المريض في نفس اليوم أو صباح اليوم التالي للعملية على أقصى تقدير ويستطيع العودة لممارسة حياته الطبيعية خلال أسبوع. *هل هناك خطورة من عمليات شفط الدهون ؟ لا توجد عملية آمنة 100% ولكن التحضير الجيد للمريض والتقنية الحديثة في وسائل التخدير وكفاءة الفريق الجراحي مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة إثناء وبعد إجراء الجراحة فإننا نقلل كثيرا من خطورة أي عملية جراحية وعموما فإن عملية شفط الدهون هي الأكثر شيوعا في العالم بين الجراحات التجميلية المختلفة وهذا دليل على مدى أمانها إن لم تتعد الحدود المعقولة لكميات الشفط حتى لا تؤدي إلى حدوث خلل بوظائف الجسم . ومما لا حظناه انه بعد إزالة الدهون سواء بالشفط أو بطرق أخرى أن أعداداً كبيرة من المرضى بعد فترات متفاوتة يتحسن قوامهم ويفقدون كميات من الدهون من أماكن أخرى غير المعالجة وقد أعزينا ذلك سابقا إلى حالة المريض النفسية المرتفعة الراجعة لتحسين قوامه بعد عمليات استئصال الدهون والتي تقوي إرادته لتحسين مظهره أكثر فيتبع نظاما غذائيا لم يكن قادرا عليه من قبل وذلك قد يكون صحيحا لكنه بعد اكتشاف هرمون يفرز من الخلايا الدهنية يسمى اللبتين وبعد فهم طريقة عمله قد نستطيع فهم هذه الظاهرة. فهذا الهرمون يساعد على حرق الدهون من الجسم وعلى تنشيط مركز الإشباع ولكنه يفقد فاعليته في حالات السمنة لخلل في مستقبلاته وإن تأثيره على الجسم يكون بشكل أفضل بعد فقده للدهون وتجري الأبحاث الآن على مدى فاعليته لضبط تناسق الجسم بصفة عامة بعد استئصال موضعي للدهون بالشفط أو بخلافه . * ما هي حقن الميزوثيرابي؟ وما مدى تأثيرها على إذابة الدهون ؟ الميزوثيرابي هو علاج بحقن مجموعة مختلفة من العناصر والفيتامينات والأحماض بطبقه الميزوديرم بالجلد ومن هنا جاء اسمها . ولمعالجة زيادة الدهون بمناطق معينة يتم خلط مجموعه من الأحماض التي تسرع بعملية الايض وحرق الدهون في الأماكن المحقونة كما تستخدم تقنية الميزوثيرابي أيضا لعلاج علامات التمدد (خطوط بالبطن والأرداف والفخذين وأحيانا الذراعين ) التي تتبع التغيرات في الوزن أو إثناء الحمل وبعده. كما تستخدم أيضا لعلاج تعرجات الجلد بحالات السيلوليت أو لإمداد فروه الرأس بما تحتاجه من عناصر نادرة ومواد تساعد على تثبيت الشعر في حالة تساقطه وفي حالات الصلع المبكر للرجال أو النساء. في النهاية أحب أن أوضح انه لا يوجد علاج واحد فقط للسمنة وان كل حالة يتناسب معها علاج معين قد لا يكون مفيدا في حالات اخرى وعلى الطبيب أن يناقش مع مريضه البدائل المختلفة والتي تتناسب مع توزيع الدهون في جسمه وكميتها ومدى ترهل الجلد وقدرة المريض على إتباع هذا أو ذاك حتى تكون النتائج في النهاية مرضية للمريض وكذا لطبيبه.
د. حسين جمجوم زمالة الكلية الفرنسية لجراحات التجميل- مركز النخبة الطبي الجراحي |