* الرس - أحمد الغفيلي: * لم يكن اختيار فالنسيا الأسباني لمشاركة زعيم آسيا في احتفالية وداع الفيلسوف عشوائياً أو محض صدفة أو نتيجة تقلص خيارات البحث عن بديل بحجم بطل أوروبا السابق، وبالمثل فتوقيت المواجهة لم يأتِ اعتباطاً ولم تفرضه استحقاقات طرفي المهرجان. * فالهلاليون بذكاء ودهاء وحنكة وخبرة إدارية وقدرة على فهم واستيعاب ما يثار عادة حول أحقية ومشروعية عالمية الأزرق المعتمدة من الاتحاد الدولي والتي أصبحت الشغل الشاغل لمن لا شاغل له سوى الهلال ونجومه وألقابه ومنجزاته برعوا في اختيار فالنسيا المثير والممتع بطل الليجا الأسبانية 2003م والحائز على لقب دوري أبطال أوروبا وممثلها في مونديال أندية العالم التي تعذر اقامتها بعد اجراء قرعتها لعوائق مادية حيث كان من الممكن لبطل سوبر آسيا أن يجد نفسه أمام حامل اللقب الأوروبي. * فيما جاء توقيت المهرجان متزامناً مع مونديال أندية اليابان حاملاً أكثر من مدلول أهمها التذكير بالبطولة الملقاة وايجاد فرصة للجماهير الرياضية والنقاد لإدراك فداحة الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد الدولي بحرمانه الجماهير العالمية بمختلف انتمائها من مشاهدة زعيم القارة الآسيوية بطموح وتطلعات مختلفة عن ما هو معتاد من أندية ومنتخبات القارة في المحافل العالمية والذي لا يتعدى الفوز في مواجهة قد تجمعه مع ممثلي إحدى القارات المتقاربة في المستوى ومن ثم الاحتفال بخسارة مشرفة من الأندية والمنتخبات الأوروبية أو الأمريكية الجنوبية. * الأزرق سيد أندية القارة وزعيمها المعتمد رسمياً واجه فالنسيا بدولييه السبعة وعناصره الأجنبية بجسارة وبادر لفرض ايقاعه واجبار منافسه على التخلي عن أسلوبه الهجومي الذي يمتاز به عن غيره من الأندية الأسبانية وهاجم دون خوف وبحث عن هدف السبق ولم يكتفِ به بل حرص على تعزيزه بآخر وكان ممكناً أن يحقق نتيجة تاريخية لولا سوء الحظ وبراعة الحارس الدولي كانزايس وما قدمه نجوم حوت البطولات كافياً لأن تفكر الأندية السعودية جدياً بأن في الامكان ان تستبدل القناعة بالتعادل أو الخسارة بالفوز المشروع والمتاح وتؤمن بقدرتها على مقارعة الكبار إذا ما تخلت عن الروح الانهزامية. * كما أن تفوق أسياد آسيا على أبطال أوروبا مستوى ونتيجة أعاد للأذهان نتيجة لقائه بالعملاق النمساوي فوسيت بهدفين دون مقابل قبل أكثر من ثلاثين عاما وهو ما يدل على تأصل روح البحث عن الانتصار والثقة بالنفس في الأجيال الهلالية وهو ما كان نتاجه حضوره المبهر وتواصل انجازاته والتي ربما كان متاحاً له أن يضيف لها اضافة مضيئة فيما لو قدر لجيله الذهبي المشاركة الفعلية في مونديال الأندية الملغاة. * الهلاليون اصطادوا أكثر من عصفور بحجر واحد، فإلى جانب تكريم البارع يوسف بمهرجان يليق بما قدمه من عطاء ويتناسب مع مكانته كأبرز من أنجبته الملاعب السعودية عوضوا جماهيرهم عن مرارة القرار المجحف وكان اختيارا موفقا لفالنسيا باعتباره المرشح الأول لنيل لقب نسخة المونديال قبل العدول عن اقامتها وأخجلوا من دأب على مصادرة حق الهلال بالعالمية وأحرجوا بالفوز المتابعين بالخروج بأقل الخسائر.
|