في إحدى المناسبات الرياضية زار عنيزة أحد الخبراء الأجانب مبعوثاً من قبل الاتحاد السعودي للرياضة للجميع والتقى بالعديد من أهل عنيزة.. وبعد عودته للرياض سأله أعضاء الاتحاد قائلين ماذا وجدت في عنيزة؟.. .. قال: وجدت أناساً يتكلمون عن مدينتهم أكثر من ما يتكلمون عن أنفسهم.. وهو بهذا الرد يذيع سراً من أسرار أمجاد عنيزة.. وهذه المرة بشهادة أجنبية. أيضاً يقول أمين الريحاني في كتابه ملوك العرب: (عنيزة ملكة القصيم حصن الحرية ومحط رجال أبناء الأمصار.. عنيزة قطب الذوق والأدب باريس نجد.. وهي أجمل من باريس إذا أشرفت عليها من الصفراء (شرق عنيزة) لأن ليس في باريس نخيل وليس لباريس منطقة من ذهب النفود بل هي أجمل من باريس حين إشرافك عليها لأنها صغيرة ووديعة خلابة بألوانها). انتهى كلام أمين الريحاني ولم ينته كلام أبناء عنيزة عن مدينتهم. ولا تهون عليهم دون أن يروا لعنيزة مشهداً مصوراً مثيراً.. أو يسمعون عنها أحاديث جميلة.. أو يقرؤون لها أخباراً شيقة.. وهبوا أنفسهم لها من أجل مجد عنيزة.. مهما أعطوا فإنهم يرون ذلك قليل بحقها ولا بد أن تتضاعف الجهود ليعطوا عنيزة أكثر من ما أعطتهم.. هذه سياسة أهلها ومع السياسة خطت عنيزة إلى المجد بخطوات واثقة.. ولقربي من الحدث في بعض المواقع فإنني أحس بأنها مقدمة على نقلة نوعية قد تكون الأبرز في تاريخ عنيزة وألمح هذا التفاؤل في عيون الغيورين من أهلها إصرارهم على نقل عنيزة إلى مصاف المدن غير العادية في كل عناصر التميز.. كل في عنيزة يتسابق من أجل أن يكون له دور في شرف المشاركة في أي نشاط يقام من أجل المدينة.. إنه الحب الذي لا يعرف الخذلان ويولد القوة التي تبدد كل العوائق. هي عنيزة رجال لهم مع أمجادها تاريخ طويل.. وعذراً من هؤلاء الرجال إن استشهدت بواحد منهم وضع لبنات قوية لبناء أمجاد جديدة لعنيزة.. إنه أستاذي الفاضل عبدالله اليحي السليم (أبو عمر) محافظة عنيزة السابق أحد أبناء عنيزة الذي لا يمكن أن تمحي الذاكرة اسمه.. عَمِلَ بجهد متواصل وعطاء متدفق وغيرة فوق العادة وحماس لا يضاهى، عمل من لا شيء كل شيء وأيقض الأنشطة بعدما كانت متثاقلة.. وفتح أبواب الضيافة في عنيزة فانتعش اقتصادها.. وفتح كل قنوات الاتصال مع الآخرين فأحبوا عنيزة من محبتهم له.. وأصبحت عنيزة لا تغيب عنها شمس الأمجاد الكل يساهم ما دام القائد أول من يبادر والكل يعمل مادام ذلك في صالح المدينة.. ولد هذا الحماس رغبة في الآخرين أن يكون لهم شرف المشاركة في أي عمل جماهيري تتبناه عنيزة.. ولا أنسى مقولته الشهيرة في سياحي عنيزة وعن نقلتها النوعية حينما قال: (تحلو لنا من خيمة وبساط إلى منشآت عملاقة ومدرجات طويلة.. ومن عشرات الحضور إلى عشرات الآلاف من الجماهير.. وذلك بعد توفيق الله ثم حماس أبناء عنيزة). قالها (أبو عمر) بتواضع وهو أول من عمل بجد واجتهاد وساهم بشكل مباشر في هذه النقلة النموذجية وبفترة وجيزة لا تتجاوز الثلاث سنوات حيث أقيم التنشيط السياحي (22/21) على أرض رملية ضمن مخطط النخيل وفي عام 23 انتقل إلى المسرح الروماني الذي يتسع لأكثر من عشرة آلاف شخص. فعلا إن العزيمة والإصرار والإخلاص والحماس هي أقوى الأسلحة لتحقيق كل الطموحات وبحمد الله فهي متوفرة وبكثرة في أبناء عنيزة.. ولنا عودة مع باقي أمجاد عنيزة الجديدة مع الأستاذ الفاضل عبدالله اليحي السليم حيث اقتضت سنة الحياة أن يترجل عن فرسه ويسلم الراية لرجل آخر يحمل نفس الطموح والرغبة والإصرار.. هو الأستاذ الفاضل والأخ العزيز المهندس مساعد بن يحيى السليم.. وودع أبو عمر العمل الإداري الحكومي ورحل عن القيادة ولكن بعد ما زرع في قلوب أبناء عنيزة أكثر من ألف (عبدالله اليحي السليم) بطموحهم وعزيمتهم وحماسهم الذي سوف تبني فيه عنيزة أمجادها العظيمة القادمة.. شكراً لك يا أبا عمر على هذه الدروس المجانية التي دخلت للقلب مباشرة ولن تخرج منه إلا على هامات التفوق... يقول الدكتور عبدالرحمن العشماوي:
عنيزة يا مطرزة الخيال على مآرق من ثوب الرمال اعاشتقة الرمال وفي يديها حقول الحب وارفة الظلال وما ذرات هذا الرمل إلا كتاب ضم أخيار الرجال لعلم الشرع ميمون الخصال ففي ذكرى (العثيمين) احتفال عنيزة انها روح التآخي بها تسمو النفوس إلى المعالي إلى ذرات رملك تاق شعري كما تاق الأذان إلى بلال |
|