Sunday 18th December,200512134العددالأحد 16 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
نحن والحوار الوطني
عبدالرحمن صالح العشماوي

جولات الحوار الوطني تجري بصورة جميلة من حيث (حرية الرأي)، وفتح أبواب التعبير عن جوانب التفكير المختلفة، والثقافات المتباينة، وهي - بذلك - جولات ذات قيمة كبيرة لأنها تتيح مساحة فسيحة للتعبير عن رأي الإنسان وقناعته، وترسم صوراً واضحة لمستوى الثقافات والأفكار والآراء التي ظلت مخبوءة في عقول وصدور أصحابها حتى فتح لها الحوار الوطني الأبواب المشرعة، فالإنسان يظل كما نعلم كالصندوق المغلق لا يعرف الناس ما فيه، فإذا تحدث عرف الناس قيمته، وفي هذا الحوار من الفوائد الجمَّة للمتحدثين فيه من جانب، وللمستمعين إليه من ولاة الأمر والعلماء والمصلحين والمثقفين وعامة الناس من جانب ثانٍ، وللوطن الذي يحتضن أبناءه من جانب ثالث؛ في هذا الحوار من الفوائد الجمَّة ما لا يخفى على متابع.
هنالك آراء تطرح فيها من القوَّة والمتانة، والفائدة القائمة على وعي كاملٍ بما يصح وما لا يصح، لولا الحوار الوطني لما ظهرت، وهناك آراء أخرى تطرح فيها من الضعف، وعدم القدرة على استيعاب معنى ما يصح وما لا يصح، لولا الحوار الوطني لما ظهرت، بل إنَّ في جولات الحوار الوطني من الفائدة ما يمكن معه أن يعرف الإنسان مع من يتعامل من مفكري وطنه ومثقفيه وعلمائه وأدبائه، وما يمكن معه - أيضاً - أن يعرف الدعاة والمصلحون الأجواء الثقافية المختلفة التي تساعدهم على التعامل الأمثل معها، قبولاً، ورفضاً، ونصحاً وتوجيهاً.
إنَّ الحوار الوطني كشف وما يزال يكشف لنا مدى البعد أو القرب من مفهوم شرعنا الإسلامي الحكيم، ومدى الوعي بالتعامل المناسب مع العالم المعاصر بأفكاره، وسياساته، ومواقفه وحروبه أو عدم الوعي بالتعامل المناسب معها، كما كشف ويكشف لنا مدى الأثر الإيجابي أو السلبي للثقافة الغربية في عقول مثقفي وطننا ومفكريه، وهذا الكشف مهم في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى معرفة بعضنا معرفة أعمق وأشمل تتيح لنا بناء جبهة داخلية موحدة دينياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً تستطيع أن تواجه الهجمات القوية التي تشنُّها عولمة الغرب على عالمنا الإسلامي، وعلى بلاد الحرمين بصفة خاصة.
صحيح أنَّ الحوار الوطني قد كشف لنا مدى (ضعف) بعض المشاركين في فهم كثير من مدلولات شريعتهم في قضية التعامل مع (الآخرين - مسلمين وغير مسلمين) وفي فهم أساليب لغتهم التي أظهر الحوار مدى الضعف الكبير لغوياً وأسلوبياً الذي يعانون منه، إلى درجة الخطأ الواضح في تلاوة آيات القرآن الكريم، وصحيح أنَّ هذا الحوار أوضح لنا مسافة غير قصيرة ابتعد بها بعض رجال ونساء الوطن عن تعاليم دينهم، فهماً ووعياً وإدراكاً لمقاصدها ومدلولاتها، إلا أن ذلك مفيد جداً في مسيرة المعرفة الشاملة بما نحن عليه دون مواراةٍ ولا مداراةٍ حتى نعرف الطرق المثلى للعلاج والإصلاح.
إشارة


وكائن ترى من ساكتٍ لكَ مُعْجِبٍ
زيادتهُ أو نقصُه في التكلُّم

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved