* الجزيرة - الرياض: أيد عضو مجلس الشورى الدكتور صالح البقمي اتفاق السكك الحديدية الدولية في المشرق العربي، الذي أقره مجلس الشورى الأسبوع المنصرم بموافقة 116 عضوا ورفض عضوين فقط، وقال: (إنه إذا تحقق تنفيذها لهذه الدول فإن فيه فوائد كثيرة منها: راحة المسافرين، وانتظام مواعيد السفر، ونقل البضائع، والمحافظة على البيئة، وزيادة التبادل التجاري والسياحي، وتسهيل حركة نقل البضائع والركاب بين الدول..)، مؤكدا أن الاتفاق من أهم وسائل التكامل الإقليمي العربي. أمنية وملاحظة وتمنى الدكتور البقمي لو أن الاتفاق انبثق من منظمة المؤتمر الإسلامي، أو من جامعة الدول العربية، ولاحظ أن الفقرة (1) من المادة (4) أشارت إلى أن باب التوقيع على الاتفاق، كان في بيت الأمم المتحدة في بيروت، خلال المدة من 14 - 17 أبريل من عام 2003م، وبعدها في المقر الرئيس للأمم المتحدة بنيويورك، حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2005م، موضحا أن عام 2005م على وشك الانتهاء، واستنسب وصول التقرير إلى مجلس الشورى قبل ديسمبر من عام 2004م بوقت كاف. مزايا الاتفاق من جانبه جزم عضو المجلس الدكتور مازن بن عبدالرزاق بليلة بأن شبكة السكك الحديدية الناجمة عن هذا الاتفاق، ستسهم في زيادة التكامل والتبادل التجاري والسياحي، وتخدم أمن وسلامة المواطنين. ضعف شبكة النقل والحوادث وتناول في مداخلته المشكلات التي تعرض لها بعض المواطنين السعوديين، جراء ضعف شبكة النقل العام، والحوادث الكثيرة التي تعرض لها بعض المواطنين أثناء ذهابهم في زيارات سياحية لبعض الدول المجاورة، واعتمادهم في التنقل على سياراتهم الخاصة، أو استخدام الطرق البحرية، وما نجم عن ذلك من كوارث كبيرة قال عنها: (إن عائلات كثيرة عانت منها). الإنفاق على رفاهية وسلامة المواطن وتعجب الدكتور بليلة من رأي لجنة الشؤون الخارجية في المجلس القائل: إن توقيع المملكة العربية السعودية على هذه الاتفاقية لن يترتب عليه أي التزامات مالية، وعقب على ذلك بقوله: (من المعروف أن إدارة الخدمات في الدول تعتمد على إنفاق مالي لرفاهية وسلامة وأمن مواطنيها)، مبديا اعتقاده بأن إيراد مثل هذه الجُملة لا يتناسب مع الشعور بأهمية الاتفاق، وتوفير طرق آمنة للمواطنين، والتبادل والتكامل التجاريين، على غرار ما أسفرت عنه القمة الإسلامية الاستثنائية، التي عقدت قبل أيام في مكة المكرمة، وما دعا إليه زعماء الدول الإسلامية من أهمية التبادل، والتقارب، بين الدول الإسلامية والعربية. وزارة النقل: التزامات مالية وتساؤل ولاحظ عضو المجلس حمد الدعيج أن وجهة نظر مندوبي وزارة النقل الذين استضافتهم اللجنة أشارت إلى أنه في حالة وجود مشروعات سكك حديدية جديدة، فستكون هناك التزامات مالية، تلتزم بها كل دولة داخلة في الاتفاق داخل حدودها فحسب، وتساءل: هل يفهم من هذا أنه عندما تنفذ المملكة العربية السعودية خطوطا حديدية داخلية، وجرى استخدامها من دول مجاورة، لا منفذ لها على الجزء الآخر من الشبكة شمالا أو جنوبا، إلا عن طريق المملكة، أن هذه الدول ستستفيد من الخطوط الداخلية التي تمر عبر المملكة ترانزيت مجانا؟ بدلا من أن تكون المملكة مستفيدة بشكل أو بآخر في هذه الحالة؟. حق المملكة في الاستفادة من موقعها الجغرافي وأفاد الدعيج بأن إجابة ثانية لمندوبي وزارة النقل كان مفادها: إن الدول الداخلة في الاتفاق لا تضع رسوما على الخطوط الدولية داخل أراضيها، فيما أبدى مندوبو الوزارة اعتقادهم بأنه سيتم وضع مبالغ ورسوم مجزية عند تطبيق الاتفاقية، للاستفادة منها في صيانة تلك الطرق، لافتا إلى أن الأمر غير واضح حتى الآن، إذ أنه مبني على مجرد اعتقاد.. وتساءل: هل من سبيل إلى الحصول على جواب واضح، يضمن حق المملكة العربية السعودية في الاستفادة من موقعها الجغرافي، مع ما تحس به المملكة وتدركه من أهمية هذه الشبكة، وخدماتها المقدمة لها ولجيرانها؟. تأييد ومحاور لها الأولوية وأيد الاتفاق عضو المجلس المهندس عبدالرحمن بن أحمد اليامي، ووصفه بأن فيه فوائد جمة لدول المشرق العربي بشكل عام، كما أيد رأي الدكتور مازن بليلة وقال اليامي: (إن هناك محاور رئيسة جاءت في الاتفاق من بينها: الجبيل - جدة يجب أن تعطى الأولوية إلى جانب محورين آخرين)، وتمنى لو أن مجلس الشورى تبنى قرارا لربط شمال المملكة بجنوبها لخدمة الداخل والخارج. اتفاق محدود المردود ما لم.. ونوه بالموقع الجغرافي للمملكة الذي يربط معظم الدول المجاورة، وقال: (إنه من غير وجود شبكة سكك حديدية في المملكة على مستوى عال، فسيكون هذا الاتفاق محدود المردود، إذ أن المملكة العربية السعودية بما لها من مساحة جغرافية كبيرة، وعلاقات حسنة بمعظم هذه الدول، ستكون حجر الزاوية في نجاح هذه الشبكة). خلفيات الاتفاق وفي مداخلته شرح عضو المجلس المهندس أحمد بن يوسف التركي خلفيات الاتفاق، مؤكدا أنه في صالح المملكة، وانطلق من منظمة الأمم المتحدة (الإسكوا) التي تتخذ من مدينة بيروت مقرا لها، منوها بجهود العاملين فيها منذ تأسيسها، ووصفهم بأنهم شباب عربي مسلم يعتقد بجدوى المركز الاستراتيجي لدول المشرق العربي. خطط وطنية مجتمعة في الاتفاق وأوضح أن الاتفاق عبارة عن الخطط الوطنية لهذه الدول، تم تجميعها ومن ثم الاتفاق على مواصفات معينة للسكك الحديدية، مبينا صعوبة بنائها بما يخالف المواصفات المستقبلية لها، إذ أن عملية التنقل بين هذه الدول تستدعي الوصول إلى اتفاق يتيح لكل الأطراف استخدام طرق السكك الحديدية في البلدان الأخرى. لا يتعارض مع الخطط وأكد التركي أن الاتفاق له مردود تجاري واقتصادي، على جميع الدول المشتركة فيه، ولا يتعارض مع الخطط التنموية للمملكة، بل إن محاور هذا الاتفاق تتفق مع ما جاء في خطط المملكة العربية السعودية.
|