هل كان الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير يقرأ المستقبل، أم هي فراسة المؤمن أم هما معاً، عندما رأى قبل خمسين عاماً، أن أول طرق التنمية البشرية وبناء المنظومة الحضارية هو الاستثمار بالعلم!! وخصوصاً إذا عرفنا أن نسبة الزيادة السكانية في الدول العربية مرتفعة بشكل عام إذا ما قسناها بدول أخرى، فعلى سبيل المثال يزيد عدد السكان في الدول العربية سنوياً بنسبة 3.3% على حين الزيادة في بريطانيا واحد في الألف وفي روسيا تسعة في الألف، وفي فرنسا ستة في الألف، ويكفي أن تعلم أن عدد السكان في الوطن العربي كان عام 1400هـ (161) مليون نسمة ومن المتوقع أن يكون عام 1430هـ قرابة (350) مليون نسمة!! أخذاً في الاعتبار أن الشعوب العربية شعوب فتية فحوالي نصف السكان هم من الأطفال والأشبال دون سن 15 سنة، وهذا يعني أن هناك أعداداً هائلة بحاجة ماسة للتعليم، الأمر الذي يعني أن مشاركة الأثرياء في هذا المجال أصبح ضرورة لازمة للمساهمة في تنمية الأجيال الواعدة ولهم بالشيخ الخضير قدوة حسنة! أشار الشيخ الخضير في لقاءات صحفية سابقة إلى أن مجمعه التعليمي، مزود بأحدث وسائل التقنيات التعليمية، وقد أثبتت الدراسات أن الطلاب إذا نقلوا من بيئة فقيرة بالمثيرات العقلية والتقنية إلى بيئة غنية بالنشاط الثقافي مزودة بأحدث أجهزة التقنيات العلمية، أظهرت ارتفاعاً في نسبة ذكائهم، ووفقاً للبحوث العلمية فإن الطلاب الذين يدرسون بمدارس غنية بوسائل الذكاء، قدر ذكاؤهم بنسبة 53/104) مقارنة بالآخرين الذين يدرسون بمدارس فقيرة بالوسائل التعليمية فكانت نسبة ذكائهم منخفضة وهي (4/86) مهما يكن من أمر فإن اهتمام الخضير بالأمور أعلاه دليل أكيد على وعيه بواقع العملية التربوية والتعليمية، كيف لا وهو فارسها الأول ولأكثر من نصف قرن من الزمان!! الأكيد أن الشيخ الخضير في مساهمته الفاعلة في دفع عجلة التنمية البشرية عبر مجمعه التعليمي، سيحصل بإذن الله على أجرين كما ورد في الحديث «إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها صدقة جارية أو علم ينتفع به..» والخضير ضرب في كل من الأمرين بسهم وافر..!!
إبراهيم بن محمد الدواس مدير متوسطة البيروني |