* الرياض - فهد محسن الشملاني: يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤتمر الدولي الأول لكود البناء السعودي، الذي تنظمه اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي يوم الثلاثاء المقبل 18-11 الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتنينتال بمدينة الرياض. وثمّن الدكتور خالد بن يوسف الخلف مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس رئيس اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر والتي تأتي في إطار اهتمام وتقديره - حفظه الله - للدور الحيوي الذي يلعبه كود البناء السعودي في الحفاظ على سلامة المنشآت وقاطنيها. أشار معاليه في حديثه ل(الجزيرة) بهذه المناسبة إلى أن إعداد الكود السعودي استغرق وقتاً طويلاً من أجل أن يظهر بصورة متكاملة وملبياً لجميع الاحتياجات الوطنية، حيث تمت دراسة الأكواد العربية والأجنبية لاختيار ما يتناسب منها، كما يجري إعداد خطة متكاملة للتنسيق بين مختلف الجهات المسؤول لإعدادها إلى مرحلة التطبيق، موضحاً أنه شارك في إعداد الكود السعودي أكثر من 130 دكتوراً ومهندساً من مختلف أنحاء المملكة. وألمح الدكتور الخلف إلى أن المدن السعودية تواجه مشاكل متنوعة لعدم وجود كود بناء موحد يحكمها ويوجه التطور البنياني المستمر في إطار أنماط معمارية متناسقة تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وظروف بلادنا المناخية بالإضافة إلى الاهتمام بجوانب السلامة. وأكد الدكتور الخلف على أهمية المؤتمر كجزء من الجهود التي تقوم بها اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي لمواكبة الجهود التي تتم على مختلف الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية وفيما يلي نص إجابة معاليه: * برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيعقد بمشيئة الله المؤتمر الدولي الأول لكود البناء السعودي الذي تنظمه اللجنة الوطنية لكود البناء الثلاثاء المقبل.. هل يمكن لمعاليكم إلقاء الضوء على هذا المؤتمر؟ - أود في البداية أن أوجه عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لتفضله برعاية هذا المؤتمر، وهذه الرعاية السامية خير دليل على الاهتمام البالغ الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للدور الحيوي الذي يلعبه كود البناء السعودي في الحفاظ على سلامة المنشآت وقاطنيها، وتحقيق الراحة والرفاهية، وترشيد استخدامات المياه والطاقة وإيجاد شخصية معمارية مميزة للمملكة، تعبر عن قيمها وتقاليدها وعاداتها وغير ذلك من مزايا واضحة. عندما بدأ مشروع الكود في التبلور في صيغته النهائية، رأت اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي عقد المؤتمر الأول لكود البناء السعودي، للتعريف بالكود، وعرض الجهود التي تمت في إطاره، واستعراض أساليب التطبيق والجوانب التشريعية والتنظيمية وأوضاع الكود في الأقطار العربية والأجنبية، وعلى مختلف المستويات والأصعدة، وتدعيم التعاون بين المملكة ومختلف الدول الأخرى والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية. وذلك ضمن المحاور التالية: - أهمية كودات البناء. - منهجية إعداد كودات البناء. - تطبيق كودات البناء والصعوبات التي يمكن أن تواجهها. - التعليم والتدريب على كودات البناء. - تطوير وتحديث كودات البناء. - التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي. وتوج المؤتمر بالرعاية السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، مما يبشر بانطلاقة جديدة لتحقيق الأهداف الجليلة التي يسعى إليها هذا المشروع الوطني المهم. * يعتبر مفهوم الكود اصطلاحاً حديثاً نوعاً ما.. فما المقصود بالكود؟ وتحديداً كود البناء؟ - كود البناء السعودي هو مجموعة القوانين والنظم الإدارية والفنية المتلعقة بالبناء، والمبنية على القواعد العلمية والهندسية وذلك لضمان الحد المقبول من السلامة والسحة العامة مع الأخذ في الاعتبار خواص المواد والظروف الطبيعية المحلية ومتطلبات الحماية من الحريق والأخطار الطبيعية كالزلازل والرياح وكذا الغرض من استخدام المنشآت. وكلمة (كود) هي كلمة عربية وردت في (....) يسأل النقادي عن ذلك. * لماذا تأخر إطلاق كود البناء السعودي؟ - إن إعداد كود بناء سعودي يتماشى مع الظروف المحلية السائدة، التي تختلف كثيراً عن الظروف السائدة في معظم دول العالم، ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى كثير من الدراسات للتأكد من استجابته للمتطلبات الفعلية، وتحقيقه لمصالح جميع الأطراف، وفي هذا الإطار تعمل اللجنة الوطنية وبالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس ومختلف الجهات المعنية على إعداد كود بناء سعودي موحد في المملكة يحدد اللوائح والاشتراطات والمتطلبات الفنية والإدارية اللازمة لضمان السلامة العامة والصحة والجودة والراحة والتنظيم في عملية البناء، التي تضمن جودة التصميم والتنفيذ، حيث تم إعداد المشروع الأولي للكود، وتم عرضه من خلال عدة ورش عمل وندوات بحضور عدد كبير من المختصين والخبراء المحليين والعالميين ومن القطاعين العام والخاص حرصاً من اللجنة على إجراء حوار مباشر مع مختلف الجهات المعنية للوقوف على وجهات نظرها الفنية والعلمية تمهيداً لإصدار كود بناء سعودي يراعى فيه جميع الظروف المحلية ملبياً للاحتياجات الوطنية. ويشمل الكود جميع مراحل عمليات البناء، بما في ذلك الجوانب التشريعية والتنظيمية والفنية، ويجري إعداد خطة متكاملة للتنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة، وتكييفها وإعدادها لمرحلة التطبيق، وفي سبيل ذلك تتم دراسة الكودات العربية والأجنبية لاختيار ما يتناسب منها، وبحيث يكون الكود السعودي مواكباً الاتجاهات العالمية وفي بعض الدول المتقدمة استغرق إعداد الكود أكثر من أربعين سنة. وعلى أية حال فإن مشروع الكود السعودي في الخطوات النهائية للإعداد والاعتماد، حيث سيتم تدشين الطبعة الأولى منه خلال أشهر بإذن الله. * موضوع إصدار كود وطني موحد كوثيقة ملزمة يتطلب تعزيز جهود كثيرة، ما هي الأطراف المشاركة؟ وما آليات العمل التي اتبعت في ذلك؟ - تتشكل اللجنة الوطنية من ممثلين عن وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية ووزارة النقل ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وأربعة من المختصين في الجامعات السعودية وعضوين من القطاع الخاص. وقد تم تشكيل اللجنة الاستشارية وهي تقوم بدراسة واقتراح وصياغة كود البناء السعودي الموحد، واللوائح والأنظمة الفنية والتنظيمية والإدارية اللازمة. ومتابعة التحديث والتطوير على ضوء المتطلبات الوطنية، وترفع توصياتها للجنة الوطنية لكود البناء السعودي. كما تم تشكيل اللجان الفنية المتخصصة التالية: اللجنة الفنية للوائح الإدارية والقانونية، والمعمارية، والإنشائية، والكهربائية، والميكانيكية، والصحية، واللجنة الفنية لمتطلبات الحماية من الحريق، واللجنة الفنية لمتطلبات مقاومة الزلازل. ومن ثم قامت هذه اللجان الفنية كلٌّ فيما يخصه بدراسة مستفيضة لتحديد الأبواب والفصول والبنود والملحقات والأشكال التوضيحية التي يلزم حذفها أو إضافتها أو تعديلها وبحيث يكون ذلك مدعماً بالمراجع والحقائق العلمية. وتتضمن اللجان مجموعات عمل لإعداد وصياغة كود البناء السعودي الموحد بأجزائه المختلفة، وإعداد الخطط والدراسات والمقترحات المتعلقة بأسس ومعايير تصميم المباني والمنشآت بما في ذلك المقاومة للزلازل، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الاستشارية، واللجنة الوطنية لكود البناء السعودي. وقد شارك في اللجان الفنية وورش العمل أكثر من 130 دكتوراً ومهندساً من جميع أنحاء المملكة. وقد تم عقد ورشة عمل بالهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بالرياض (8 إلى 9-8-1424هـ) قدم فيها عدد من الخبراء والمختصين من داخل وخارج المملكة خبراتهم في إعداد كودات البناء. كما تم عقد الملتقى الثاني لكود البناء السعودي خلال الفترة من 6 إلى 7-11-1425هـ، وهذه الملتقيات وورش العمل حلقة في سلسلة من الإجراءات التي تشكل منهجاً متكاملاً بهدف تشجيع مشاركة الجهات الوطنية في جميع عمليات إعداد وتطوير الكود. ولعل ذلك يوضح مدى الجهود التي تبذل عند إعداد الكود، للتأكد من ملاءمته لظروف المملكة. * الطفرة العمرانية الهائلة التي تشهدها المملكة طرحت بعض المشكلات المتعلقة بالبناء في ظل عدم توفر كود البناء.. ما هي أبرز تلك المشكلات؟ - تواجه المدن السعودية مشاكل متنوعة في ظل النماء المطرد في البناء نتيجة لعدم توفر كود بناء سعودي موحد، إذ إن التطور المستمر في البناء يجب أن يكون في إطار أنماط معمارية متناسقة تتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا وتلائم ظروف الجو الحار الذي يسود المملكة أغلب شهور السنة، بدلاً من هذه الأنماط التي سادت خلال الفترات السابقة، والتي كانت تلجأ لاستخدام كودات متنوعة كثير منها لا يتماشى مع تقاليدنا وظروفنا. هذا من ناحية الأنماط المعمارية، أما الجانب الأهم فهو الجانب المتعلق بالسلامة، وخاصة بعد الاتجاه المتزايد لإنشاء الأبراج السكنية الضخمة، والتي تتطلب ضرورة خضوعها لمعايير دقيقة لا تتضمن سلامة المنشآت وقاطنيها في الوقت الحاضر فحسب، بل تحافظ عليها وتزيد من عمرها الافتراضي وبقائها بحالة جيدة، وصالحة للاستعمال، وقد تم التركيز على هذه المشكلة بعدما لوحظ من الدراسات التي أجريت تعرض كثير من المباني الخرسانية التي أقيمت خلال الفترة الماضية في منطقة الخليج للتشققات والتصدعات بعد مضي فترة قصيرة على إنشائها. وكل هذه المشاكل وغيرها مما لا يمكن حصره يحتاج إلى دراسات مكثفة تجري على الواقع الفعلي وتواكب التطورات المعمارية خطوة بخطوة لتنعكس في كود البناء السعودي الموحد ليعبر عن الواقع، ويعالج أي مشكلة قد تظهر مستقبلاً. * إلى أي مدى سيوفر الكود الوطني الضمانات المرتبطة بقضايا البيئة المحلية بمعنى عدم الاستنساخ من تجارب دول معرضة للزلازل أو الثلوج أو دول ساحلية أو على نطاق أعاصير.. إلخ؟ - لا شك أن جودة البناء لها دور إيجابي في جودة البيئة من خلال تقليل الهدر واستنزاف موارد البناء الطبيعية أو استهلاك الطاقة لإنتاج مواد مصنعة وما يتبع ذلك من تقليل ملوثات الصناعة. فالكود يركز على تقليل الهدر من الموارد وذلك بإطالة عمر المبنى الافتراضي من خلال جودة التشييد وجودة التشغيل والصيانة، حيث إن كود البناء يحدد الاشتراطات والمتطلبات والقواعد والأنظمة والتشريعات الفنية والإدارية اللازمة لضمان السلامة العامة والصحة والجودة والراحة والتكلفة المناسبة والتنظيم في عملية البناء، التي تضمن جودة التصميم والتنفيذ والاستعمال السليم، وذلك بوضع قواعد واضحة ولغة محددة للمصممين والمنفذين والمشرفين والجهات المختصة لكي يتم اتباعها أثناء العمل حتى لو لم يذكر ذلك في عقد أو اتفاقية، وكل ذلك يقلل التكلفة الإجمالية لتشييد المبنى ويزيد من جودته، بما يعود بالفائدة على المواطن من خلال الحصول على مسكن لائق وبسعر مناسب، وقد تمت الإشارة فيما سبق بأن اللجنة الوطنية تقوم بدراسة كل ما صدر من كودات أجنبية وعالمية حيث إن الاستفادة بخبرات ومنجزات الدول المتقدمة وغيرها من الدول أمر ضروري، فموضوع الكود فني ودقيق وقد حدثت فيه الكثير من الدراسات والإنجازات من مختلف دول العالم شأنه شأن أي موضوع مهم ذي طبيعة عامة، ونحن يجب ألا نكون بمعزل عن التطورات العالمية ولا يمكن أبداً أن نبدأ من نقطة الصفر، بل لابد من الاستفادة من كل الجهود، ولكن الأمر المهم الذي يجب التركيز عليه هو أن الاستفادة بهذه الجهود لا تعني أخذها كما هي دون دراسة، بل لابد من تطويعها لتلائم ظروفنا وإمكاناتنا وقيمنا، وهذه هي المهمة الأساسية للجنة الوطنية ولجانها المتخصصة. * ما أهم الفوائد التي يجنيها المواطن والاقتصاد الوطني من الكود؟ - الفوائد كثيرة طبعاً بعد تطبيق الكود السعودي للبناء من قبل الجهات المختصة هي أن جودة المباني ستزداد وانخفاض التكلفة مع زيادة عمر المباني والمنشآت وراحة الساكنين وسلامتهم ومن أهم الفوائد أن الجهة التي ستبني مشروعات ضخمة أو الفرد الذي سيبني مسكناً له ما عليه إلا أن يقول للمكتب الهندسي الذي سيصمم له أريد أن يصمم المبنى حسب متطلبات كود البناء السعودي، ويقول للمقاول أريد أن يبنى المبنى حسب متطلبات الكود السعودي، وهذه الجمل البسيطة سوف تضمن له حقه في حالة حدوث أي خلل في المبنى لا سمح الله.
|