الصندوق العقاري.. معوق للإسكان
عبد الله العاصم

يؤكد العقاريون والمختصون أن صعوبة الحصول على قرض عقاري أحد أهم معوقات الإسكان في المملكة، وحتى اليوم لم تظهر شركة أهلية واحدة تعنى بهذا الشأن في أحد أكبر أسواق العالم عقارياً.
وفي بداية الطفرة العقارية أدى صندوق التنمية العقاري دوراً فعالاً، وأسهم بشكل لافت في بناء التنمية السعودية العقارية، وهو الدور الذي لم يستمر، وخفت وصار شبه غائب، بل إن صندوق التنمية العقاري اليوم أحد معوقات الإسكان في المملكة، ولا أعلم شيئاً عن أي دراسة علمية أنجزها الصندوق تهتم بالإسكان وقروض الإسكان.
ويا ليت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ومصلحة التقاعد تقدمان دروسا ومحاضرات عن تجاربهما وطرق استثماراتهما التي تعود بالنفع على العامل والمتقاعد، وأن تُخصص هذه المحاضرات للمعنيين بأنظمة وإدارة الصندوق العقاري للاستفادة منها. ما أعنيه أن تكون للصندوق استثمارات يستطيع بها الوفاء بالتزاماته تجاه الوطن والمواطن؛ فكما أن إيجاد وظيفة حق واجب لكل مواطن، فإن قرض الصندوق أحق الحقوق للمواطن الذي تكثر حقوقه ولا تتحقق جميعها.
ترديد أسطوانة أن الكثير من المقترضين لا يلتزمون بالسداد، وهي الأسطوانة التي تغنى بها القائمون على الصندوق سنوات طويلة قبل صدور الأنظمة الجديدة لتحصيل القروض، لا تعني مواطناً ظل يحلم بالقرض لإيوائه وأسرته في منزل محترم ومات ولم يتحقق حلمه، وأيضاً هي أسطوانة لا تعني آخر كدح وشقي ليحصل على أرض، وظل ينتظر القرض إلى أن شاب رأسه وتجعد وجهه.
قرض صندوق التنمية العقاري واجب للمواطن والأخير يحتاج إليه لتعزيز مواطنته وقضاء واجباته الدنيوية، وتزداد الحاجة إليه في ظل تقاعس البنوك التي تربح ب (الهبل) عن أداء جزء من واجباتها تجاه الوطن وأبنائه وفتح قنوات للإقراض لا تثقل كاهل المواطن وتزيد مواجعه التي لا يرحمها كثيرون من تجار العقار!
المبالغ المالية الضخمة التي تضخها الدولة في صندوق التنمية العقاري يجب استغلالها لما يخدم المواطن الباحث عن القرض، ولا حرج من الاستعانة باقتصاديين وصناديق دولية اقتصادية لتقديم المشورة والنصح لما يصلح حال الصندوق، ويعجل بصرف القروض.. والله المستعان.