عفيف.. ماض سيندثر

لقد كانت مدينة عفيف إحدى المراكز الرئيسة على طريق الرياض مكة القديم والتي كان لا يستغني عنها المسافر للتزود بالمؤونة في طريقه إلى الحجاز، ولعل الكثير من أبناء الوطن لا يعلم أن مدينة عفيف كانت المحطة الأولى التي طار منها الملك عبد العزيز رحمه الله.. فبينما كان في طريقه إلى الرياض قادماً من الحجاز التقت به طائرته التي وصلته كهدية من رئيس أمريكا في ذلك الوقت.. وتشرفت عفيف بأن تكون نقطة اللقاء وبأن يطير منها مؤسس البلاد رحمه الله، كان لا بد أن تكرم تلك المدينة بمطار ولكن للأسف وضع المطار على بعد 150كلم عنها ولابد من التنويه إلى أن الخط السريع الرابط بين الرياض والحجاز حرمت منه عفيف أيضاً.. فلم تقدر خدمتها للمسافرين على مر السنين.. فلا مطار ولا طريق سريع والآن حرمنا أيضاً من مرور القطار!
فنهضت مدن المملكة وقراها.. وبقيت عفيف في مكانها.
لقد ترعرعت في هذه المدينة الهادئة ولا أكاد أتذكر أية مشاريع تنموية أو خدماتية أو حتى تعليمية (على مستوى التعليم العالي) منذ سنوات.. فذكرياتي تعود إلى عام 1406 عندما أهدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله أهالي عفيف المستشفى العام.. والذي لا يزال المستشفى الوحيد.
هناك تساؤلات كثيرة.. لا أدري من أين أبدأ ولكن ما السبب في تخلف المدينة عن ركب المشاريع التنموية والتعليمية على مستوى المملكة؟
على العموم نحن لا نطالب بأشياء خيالية وإنما بأمور يحتاجها المواطن وتحتاجها المدينة لتنمو وتزدهر كمثيلاتها من مدن مملكتنا الغالية. ولعل أولوياتنا هي مرور سكة الحديد بهذه المدينة الهادئة.. على الأقل ليكون بمثابة التقدير لمرور الأب المؤسس بتلك المدينة.
أخيراً إن بقيت الأمور كما هي فسيأتي يوم تغلق أبواب المدينة ويغادر أهلها طلباً للعلم أو العمل.. فكل سنة يهاجر المئات من خريجي الثانوية طلباً للعلم في مدن أخرى أو العمل.
وسأختم بمعلومة قد تضحك القارئ قليلا وتحز في نفس سكانها قليلا أيضاً وهي أنه لا يوجد مركز في عفيف لإجراء اختبار القدرات للطلاب.. وإنما عليهم السفر إلى مدينة أخرى تبعد 150كلم!! عجباً والله!!