تعقيباً على مقالة هدى المعجل:
ملكية (الكورنيش)ليست لفئة دون أخرى ..والتجاوزات التي تحدث سببها (الفتيات) أحياناً

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة- وفقه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في العدد رقم (12123) ليوم الأربعاء الموافق 5 من ذي القعدة لعام 1426هـ مقالا للكاتبة الأستاذة هدى بنت فهد المعجل, في زاوية (بلا تردد) تحت عنوان (لمن ملكية كورنيش الدمام؟؟!!) وفي الحقيقة المقال رائع طرحت الكاتبة من خلاله قضية مهمة جدا من الواجب مناقشتها بشكل دقيق لتتضح الرؤية أكثر لمن يريد إيجاد الحل أو العلاج لما ذكرته الكاتبة من مظاهر, بدأت الكاتبة بعد عرض مشكلتها بذكر تساؤل كانت قد طرحته على من كانت تحاوره أثناء بحثها عن حل للمشكلة وهو (منذ متى والمنتزهات العامة جزء منها لفئة دون أخرى؟؟!!) وحسب قول الكاتبة لم تتلق ردا مقنعا ممن طرحت عليه هذا التساؤل! ورغبة مني في الإجابة عن تساؤلها أقول لها: لا ياعزيزتي المنتزهات العامة ليست مخصصة لفئة دون أخرى؟ المتنزهات لها تنظيم خاص معمول به منذ أمد طويل يعتمد هذا التنظيم على تفعيل الخصوصية بحيث يكون لكل فئة مساحة معينة منعزلة عن الفئة الأخرى، فهناك (أماكن للعوائل) وهناك (أماكن للعزاب) فلا يحق لفئة تجاوز ما حدد لها إلى ما حدد للفئة الاخرى، وأي تجاوز يتحمل مسؤوليته المتجاوز نفسه، وهذا الأمر معلوم لدى الكثير منا, ولعل إجابتي هذه تكون مقنعة للكاتبة الفاضلة التي طرحت في نهاية المقال أربعة أسئلة، أسأل الله أن يعينني على الإجابة عنها بشكل مرض للجميع والأسئلة كانت على النحو التالي:
س-لمن ملكية كورنيش الدمام!!!؟؟
س- ما معنى تخصيص مساحة منه لهم؟؟!!
س- هل سيكتفي الشباب بالمساحة المتروكة؟؟!!
س-هل إعطاؤهم هذه المساحة هي الطريقة المثلى للتنفيس عن الكبت الذي يعيشونه ويعانون منه؟؟!!
طبعا الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى وقت ومناقشة طويلة، ولكني سأختصر إجاباتي إلى ما أرى أنه كاف لتوضيح الصورة فقط فأقول إجابة عن التساؤل الأول, طبعا ملكية الكورنيش كما أسلفت ليست لفئة عن فئة أخرى من المتنزهين لكنها تخضع لعملية تنظيم معتمد من بلدية المنطقة بما يتناسب وخصوصية مملكتنا الحبيبة, وكما هو معلوم التنظيم أمر مطلوب في شتى الأمور الحياتية، والمتنزهات إحدى هذه الأمور فما يحصل من مضايقات أو تحرشات هي نتيجة لعدم التزام أحد الطرفين بالنظام المتمثل في وجوب عدم تجاوز حدود ما خصص له من مساحة، وليس بسبب التخصيص نفسه!. أما السؤال الثاني فإجابته تتضح من خلال السياق أعلاه فلا داعي للتكرار، أما السؤال الثالث فأجيب عنه, بنعم نعم اكتفى هؤلاء الشباب بالمساحة المتروكة لهم، واكتفى أصحاب العوائل كذلك بالمساحة المخصصة لهم أيضا، ولكن التجاوزات التي تحصل من فئة لأماكن الفئة الأخرى هي التي خلقت هذه التحرشات الطائشة، فلو التزمت كل فئة بما خصص لها من حيز لا نعدمت هذه الإشكاليات، وأنا هنا لست متحيزا للشباب ولا أبرئهم أيضا من التجاوزات لكنني في الوقت نفسه أعلم علم اليقين أنه وبخاصة في المتنزهات المعزولة أو ذات الخصوصية لا يمكن لأي شاب أن يعترض أي امرأة مهما كان الأمر مالم تجتح بنفسها المساحة المخصصة له سواء عن حسن أو سوء نية منها, فإذا تجاوزت المرأة الحدود المخصصة لها فهي بلا شك مخطئة, ويقع معظم اللوم عليها, لماذا؟ لأنها هي التي عرضت نفسها بهذا الاجتياح لمثل هذا التحرشات التي لا يقرها عقل ولا دين ولا منطق فضلا عن صدورها من شاب مسلم، ففي غالب الأحيان الخطأ في مثل هذه المواقع بالذات يكون من الفتيات بنسبة (75%) وقولي هذا ليس دفاعا عن الشباب بقدر ماهو إيضاح للواقع المشاهد لنا كشباب, فمثلا المرأة عندما تكون محتشمة وليس في زيها وتفاصيله ما يدعو للإثارة أو لعدم الاحترام، ولم تصل بقدميها إلى الأماكن المخصصة للشباب فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجد مضايقة أو اعتداء حسيا أو لفظيا من أي أحد من هؤلاء الشباب وهي ملتزمة بالبقاء في المكان المخصص لها, أما عن سؤالها الأخير الذي تقول فيه بما معناه (هل المساحة المتروكة لهم في هذه المتنزهات تعتبر الطريقة المثلى للتنفيس عن الكبت الذي يعيشونه ويعانون منه؟!!) فأقول لها نعم يا سيدتي هذه الطريقة هي إحدى الحلول اللازمة لإزالة بعض من الضغوط النفسية والطاقات الجسدية وهذه المساحة هيئت لهم خصيصا لتفريغ هذه الطاقات الكامنة وللترويح النفسي المتبادل بينهم الذي يتمثل في كثير من الصور مثل ممارسة لعب الكرة أو الجلسات التي تتخللها الأحاديث الترفيهية كالنكات والطرائف ولعب الورق..... إلخ أو على أسوأ تقدير الدوران بالسيارات غير المزعج للآخرين يمارسون هذا كله تحت أعين الجهات المسئولة وبحرية منضبطة لا يمكن لها أن تتعدى إلى حرية الآخرين, وخلاصة الكلام أقول: إنه من الضرورة بمكان التزام كل فئة بما خصص لها من مساحة حتى يضمن الجميع حرية الاستمتاع بهذه المتنزهات دون وجود منغصات ويجب علينا أيضا عندما يقع تحرش من شاب طائش أو من كهل يعيش فترة مراهقة متأخرة ألا نعممها على جميع الشباب، فالوطن و-لله الحمد- يزخر بشباب لا يفكر ولو مجرد تفكير بهكذا تصرفات غير مسئولة، كما أني في الوقت ذاته لا أتهم كل من وقع لها تحرش أو مضايقة من شاب طائش أو كهل مراهق بأنها ممن يطربن لهذه التصرفات لا حاشا لله من ذلك، فقد تبتلى امرأة عفيفة شريفة نظيفة هدفها سام لا تلحقه أي شبهة بمثل هذه التحرشات, كما حصل لك ولبعض نساء العائلة اللاتي كن بصحبتك مع أني أحملكن بعضا من اللوم لتجاوزكن المساحة المخصصة لكن بهدف ممارسة رياضة المشي والتنزه، ولو أن ذلك كان عن حسن نية, أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا التعقيب بوضع النقاط على الحروف.هذا والله من وراء القصد,,,