Tuesday 13th December,200512129العددالثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

القمة الإسلامية وبلورة موقف موحدالقمة الإسلامية وبلورة موقف موحد
مالك ناصر درار- كاتب صحافي - جدة

تشهد المنطقة العربية في الوقت الحالي مجموعة من المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية التي تتطلب موقفاً موحداً لمواجهتها واتخاذ قرارات عاجلة بشأنها، مما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لعقد قمة إسلامية استثنائية في مكة وتأتي تلك الدعوة انطلاقاً في دور المملكة الحيوي والمحوري في المنطقة وتأكيداً على أن السعودية كانت خلال السنوات الطويلة الماضية - ولا تزال - هي القلعة القوية للعروبة والإسلام والأمنية على حماية وتأمين وحدة الصف المشترك، والدفاع عن قضايا دول المنطقة بأسرها.
بيد أنه كالعادة في مثل هذه المواقف، فإن هناك بعض الأصوات التي قد تشكك فيما سوف تسفر عنه نتائج قمة في بقيت الله الحرام.. إلا أنه من المؤكد أن عقدها في الوقت الحالي، ولقاء القادة للحوار والمناقشة في كل ما يهم الأمة وما يواجهها من أخطار وتحديات، يعد ضرورة مهمة وملحة، في ضوء مستجدات القضية الفلسيطينة وخطوات انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة قبل عام 1967م كمرحلة أولى من خريطة الطريق، وكذا الأوضاع الحالية غير المستقرة في العراق، بالإضافة إلى ظاهرة الإرهاب الأسود الذي أصاب الكثير من الدول العربية والأوروبية على حد سواء.
وسوف يسجل التاريخ للقادة في تلك القمة الطارئة أن التحدي الوحيد والمهم لمواجهة تلك التحديات هو حتمية التضامن وتفعيل التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية ورسم الإستراتيجيات والسياسات المشتركة، والاتفاق على آليات تنفيذ خطط وبرامج تلك السياسات، وتبذل الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر في هذا الإطار جهوداً كبيرة من أجل وحدة العمل المشترك، كما كان لها دور بارز في إزالة العديد من العقبات التي أدت إلى الاتفاق على عقد تلك القمة.
ولا شك أن الشعوب الإسلامية تتطلع وتأمل أن يصدر عن نتائج قمة مكة المكرمة موقف قوي وموحد يرتكز على عدد من محاور التضامن التي من أهمها:
1- إصدار قرارات سياسية قوية.. تؤكد بالإجماع على وحدة الصف في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة التي من أهمها تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة والمساندة القوية والدعم السياسي والمادي للقضية الفلسطينية، لكي تشعر إسرائيل بأن المسلمين أصبحوا قوة سياسية حقيقية، لهم رؤية مشتركة واضحة، وأهداف محددة ومعلنة، نتيجة نحو السلام، وتنبذ العنف، والعدوان، وتتمسك بالحقوق المشروعة لجميع دول المنطقة.
وكذا إصدار قرارات سياسية قوية.. تؤكد بالإجماع رؤية القادة حول الأوضاع الحالية بالعراق، وتؤكد حق الشعب العراقي في الحرية والاستقرار، وفي حقه في تحديد مستقبله خلال المرحلة المقبلة.
2- إصدار قرارات.. تستهدف التنسيق والتكامل بين الدول الإسلامية في مجالات الأمن ومحاربة الإرهاب، فقد تبين تزايد ظاهرة الإرهاب في كثير من الدول، مما يطلب ضرورة وضع مجموعة من الإستراتيجيات المشتركة مع أجهزة الأمن بهدف تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليها، وإعداد دراسة متعمقة لتحديد أسباب هذه الظاهرة واقتراح الأسلوب الأمثل لمواجهتها والقضاء عليها، ومناشدة جميع الدول للتعاون في مقاومة هذا التيار العدواني، والتأكيد على أن الإسلام يدعو إلى الأمن والسلام، ويحرم الإرهاب وترويع الآمنين، ويحرم الاعتداء على الآخرين.
3- إصدار قرارات اقتصادية.. تستهدف إحداث التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية فما تسمح بمزيد من النمو الاقتصادي وزيادة حركة التبادل التجاري في جميع الجالات الصناعية والزراعية.
تلك هي بعض الآمال التي تتطلع إليها شعوب الأمة من عقد قمة مكة المكرمة ولا سيما في الظروف والأحداث المحيطة بها، التي تتطلب الحوار الجاد بين القادة والبحث عن الحلول الممكنة إزاء جميع الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها.
وأخيراً فإن الجهود المخلصة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين ودعوته لعقد قمة في بيت الله الحرام ويشمل القادة المسلمين إنما تأتي من منطلق تأكيد الملك الصالح أنه لا عزة ولا نصر لهم، إلا بالتآلف وتوحيد الطاقات، ورسم الإستراتيجيات والسياسات المشتركة من أجل وحدة لعمل المشترك، ومواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه حاضر ومستقبل الأمة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved