Tuesday 13th December,200512129العددالثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "شعر"

ذاكرة من ورقذاكرة من ورق
شعر: د. محمد العيد الخطراوي

وسألتني مرة عن اسمها
وقد عرفت رسمه ووسمه
لكنني أنكرته
وقلت: لا أذكره..!!
فقطبت جبينها
وزوّت من عيونها
واستغربت
وقالت: غير ممكن
وقد قضينا وطرا
معا، وعشنا عمرا
ملونا، منمنما
مزررا بالزهر
الفجر فيه يبسم
والزهر فيه يفغم
كنا سعيدين به
كالعارض المنهمر
كغيمة غافية
على ذراع القمر
ونجمة ضاحكة
بعد هطول المطر
ونخلة واقفة
ترقب قطف الثمر
***
كما الفراشات بين الورد تحرسنا
عين العصافير في ممسى وإصباح
هذي تواثب في سحر مرفرفة
وتلك تصفر في شدو وتصداح
فقلت: لا أذكره..!!
قالت: واسمك يا..
قلت: لا أذكره..!!
وربما أضعته في طلق
عبر امتداد الأفق
وربما عند ازدحام الحِلَق
في فتية من قلق
فسبحنت وحوقلت
وقالت ما هذا الذي..؟
وسألت: واسم أبيك يا فتى؟
قلت: نعم أعرفه.!
عربي إن أتى مفتخرا
قال للشمس: اسجدي، أو فانحني
أنا من (قيس) وذي (قيس) مِني
لا تسل عنهم ولا تسأل عَني
منذ أسلمنا تخذنا قبلة
لم نحد عنها لدين وثني
هو من ألبسني ثوب الحيا
وهو بالآداب قد زمَّلني
فأنا هُو، وهُو في الناس أنا
رحم الله الذي علمني
***
ما بلدك؟
بلدي إن نسيته ذات يوم
فأنا ذاكر جلال شموخه
وعلى حبه فطرت، فقلبي
نابض بانسيابه ورسوخه
وعلى أرضه درجت وليدا
وأنا اليوم واحد من شيوخه
منيتي أن يكون موتي فيه
ووفاتي تختال في تاريخه
***
وسكنك؟
وسكني رواحل
تخطر وسط الحلبه
وعلَمٌ بالغلبه
أضعته من زمن
ضاع به من طلبه
كبزة مستلبه
حلت بأيدي الطلبه
وها أنا أبحث في أوراقي المبعثره
لعلني ألقى بها
بعض الوجوه المسفره
ضاحكة مستبشره
تبعث في ذاكرتي ال
غر الكرام البرره
من ساكني المدينة المنوره
ووطنك؟
وطني قمة الوجود، ومسعى
كل مجد، وملتقى كل أنس
لا مثيل له، وفيه استقرت
نبضات الحياة من أمس أمس
ومع شاعر العروبة (شوقي)
نتغنى، والقلب قيد التأسي
(وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني عليه في الخلد نفسي)
وما تريد أن تكون؟
والدتي كانت تريدني مهندسا
ووالدي كان يريدني طبيبا
وأخواتي قائدا طيار
أو تاجرا من أكبر التجار..!!
أما أخي الكبير
فضابطا يريدني يقاوم التهريب
ويرفض التعذيب
صلوا على الحبيب..!!
وأنت ما ترى؟
أما أنا فلم أنل غير أماني العاجزين
وحلم البائسين
وموت اليائسين
***
دعنا وباقي الأسئله
ففي الجواب مشكله
إذا ذكرتُ مشكله
وإن نسيت مشكله
وإن علمت مشكله
وإن جهلت مشكله
وفي خضم المسأله
وفي غضون المشكله
تبدو هناك مشكله
عالقة بالمسأله
كالحبل، أو كالسلسله
تقتلنا سبهلله
***
ويبرز السؤال
من داخل الزلزال
يبحث في السلال والقلال
وبين راسخ الجبال والتلال
ودارس الأطلال..!!
عن صحوة تهتم بالحرام والحلال
عن (سلمة الخلال)؟
ولعبة الغربال
عن عبث الأقلام في الأوراق
إذا تزوجت (سلمى) بلا صداق
وغيرت من سيرة العشاق
أو أن (عروة بن الورد) ذلك البطل
أمهرها شيئا من البقول
وزقا من عسل
وآخر معتقا مهجور
من أجود التمور
وربما تبينت أن لها نظير
مسترضعا بين بني النضير
فما لهؤلاء القوم من خلاق
إن صدقوا أو كذبوا
أو عبثوا أو زوروا
فهكذا تضطرب الأخلاق
وينتهي جمال البدر بالمحاق

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved