* الرياض - وهيب الوهيبي: احتفى الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي مساء يوم السبت الفائت بضيفه الشيخ عبدالعزيز بن سعود البابطين الذي يزور المملكة هذه الأيام دعا فيها الى منزله بالرياض نخبة من رجال الثقافة والإعلام وأعضاء مجلس الشورى وأساتذة الجامعات وعددا من محبي الضيف كان من بينهم الأديب الشيخ عبدالله بن إدريس وحمد القاضي والدكتور عبدالرحمن السويلم والدكتور عبدالله العثيمين أعضاء مجلس الشورى، بالإضافة الى الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون الآثار والمتاحف والشيخ عبدالله الحقيل والشيخ عبداللطيف البابطين حيث دار حوار مطول تناول فيه الحضور صناعة الثقافة ودور المؤسسات الثقافية في المجتمع، وأكد الشيخ عبدالعزيز البابطين في الكلمة التي ألقاها في الأمسية ان تجربته مع الشعر بدأت مع أخيه عبداللطيف عندما كان يجتمع مع الشعراء في الأربعينيات الميلادية ليسجل معهم الشعر حيث كان يحضر تلك الجلسات ويستمع الشعر حتى أحبه، وقال: كنت أحلم وأنا صغير ان تكون لي بصمات واضحة مع الشعر العربي على رغم قلة تلك الإمكانيات آنذاك حتى هيأ الله لي القدرة على ذلك عندما كبرت فلله الحمد والمنة. وأشار البابطين في معرض حديثه الى ان ما دفعه الى تحريك الساحة الثقافية هو شعوره بأن الأمة الإسلامية والعربية وصلت الى مرحلة من التردي لا تحسد عليها بعدما كانت رائدة الحضارة والثقافية. وأوضح البابطين في معرض حديثه الى اهتمام مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري في تنمية المواهب الشابة المتميزة في الشعر حيث أقامت المؤسسة العديد من الدورات التدريبية في عروض الشعر شملت الجامعات العربية في كل من الكويت والأردن ودمشق والاسكندرية وتونس والجزائر وفاس والرباط والخرطوط والقاهرة وأخيراً في اليمن تخرج منها 5720 طالبا وطالبة وسيتبعها المزيد من الدورات في دول الخليج. مشيراً الى ان المعجم الشعري الذي تقدمه المؤسسة يضم 1941 شاعراً من الوطن العربي يتضمن عناوينهم وسيرهم الذاتية وعطاءاتهم ومؤلفاتهم مؤكداً ان هذه تأتي في توطيد الصلات والعلاقات مع شعراء الوطن العربي واعطائهم المزيد من الثقة التي حظيت بقبول واسع وردود فعل إيجابية. وأشار البابطين الى ان المؤسسة تدرس حالياً عدداً من العروض التي قدمها رجال الأعمال من السعودية والكويت بشأن انشاء قناة فضائية ثقافية تعنى بتقديم البرامج والملتقيات الثقافية في الوطن العربي مؤكداً ان القناة الفضائية سترى النور متى انتهت دراسة تلك العروض، وقال البابطين: انني ذهلت عندما كنت اتابع برنامجاً تلفزيونياً على القناة الفضائية السورية، وذكر في التقرير الاعداد الكبيرة من الكتب التي تترجم في إسبانيا كل عام مقابل الاعداد الضئيلة التي تترجم في الوطن العربي حيث وجهت بعدها الدكتور محمد الرميحي لاجراء مسح شامل للمكتبات ودور النشر العربية لاعطاء تصور كامل عن الكتب المترجمة واستطعنا بتوفيق الله ان نتعاون مع دار نشر في بيروت لترجمة كتاب علمي واحد كل شهر ونحن سائرون بحمد الله على هذا النهج مطلع كل شهر مع فريق علمي من الباحثين والمؤرخين. وأوضح البابطين انه خلال زيارته مع أسرته الى اسبانيا وتجوله في قرطبة تفاجأ بالمعلومات المغلوطة التي يقدمها المرشدون السياحيون عن الحضارة التي قدمها المسلمون في تلك الفترة مما اضطره بالتعاون مع رئيس جامعة قرطبة الى عقد دورات تدريبية للمرشدين وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة عن جهود المسلمين وحضارتهم في إسبانيا. مداخلات الحضور عبدالله بن إدريس قدم شكره العميق لما يبذله الشيخ عبدالعزيز البابطين من جهود في خدمة الثقافة العربية خاصة في مجال الشعر العربي وقال ان تلك الجهود ستقف شاهداً تاريخياً لما بذله وانفقه في سبيل العلم والمعرفة. وقال الشيخ ابن ادريس مازحاً ان الوطن العربي بحاجة الى (درزن) من أمثال الشيخ البابطين يخدمون الثقافة كما خدمها. حمد القاضي نوه بالجهود الكبيرة التي بذلها الشيخ عبدالعزيز البابطين وبعطائه الفكري والثقافي عبر مؤسساته وجوائزه الثقافية وقال: ما أجمل ان يسخر الإنسان ماله وثروته في دعم الشعر والثقافة ويخدم العمل الثقافي ويشجع الإبداع الشعري في اوساط الشباب في الوقت الذي نرى فيه وللأسف الشديد من يمول برامج تلفزيونية ومسرحية تهدم الأخلاق وتسيء الى المجتمع واقترح في هذا الصدد الى عقد ملتقى سنوي بين المؤسسات الثقافية الفردية يجتمع فيه المثقفون للتباحث فيما يخدم قضاياهم الثقافية ويدعم العمل الثقافي. د. عبدالله العثيمين أكد ان الشيخ عبدالعزيز البابطين من اسرة كريمة كان من أبرز رجالاتها الشيخ عبدالله البابطين الذي نفع الله بما ألفه في مجالي العقيدة والشريعة كما ان له فضلاً خاصاً علي من جهتين: الأولى اني أفدت مما ألفه عندما كنت اكتب رسالتي عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أما الجهة الثانية فإنه بشفاعته لدى الإمام فيصل بن تركي اعفي جدي لأمي من منصب القضاء وبمشورته استوطن جدي مدينة عنيزة وصار هو واولاده واحفاده في طليعة مدرسيها، ثم قدر الله ان يكون جداً لي، واشار الى ان الشيخ عبدالعزيز البابطين له أفضال كثيرة وسجايا عديدة منها اهتمامه بالثقافة ونشرها وانشاؤه عدداً من الجوائز منها جائزة احفاد الإمام البخاري وقيمتها مئة ألف دولار وجائزة الإبداع الشعري وجائزة الشعر العربي وتمويله مئة منحة سنوية لشعوب جمهوريات آسيا الوسطى للدراسة في جامعة الأزهر وخمس عشرة منحة لدول إفريقية الى غير ذلك من بناء المدارس والكليات في دول عربية وغير عربية بالإضافة الى انشائه مراكز طبية في الكويت وإيران وصالة افراح في الرياض لذوي الدخل المحدود، وأوضح ان ما بذله من معروف ليس غريباً ان ينال احدى عشرة شهادة تقدير واوسمة من داخل الوطن العربي وخارجه.
|