* لندن - أولم الألمانية - الوكالات: أعلنت الشرطة البريطانية (سكوتلند يارد) أن ثلاثة رجال كانت اعتقلتهم الاثنين الماضي في وسط إنكلترا اتهموا بدعم الإرهاب. وأوضحت الشرطة مساء الأحد أن الرجال الثلاثة يبلغون من العمر 34 و39 و42 عاماً. وقد اتهم أحدهم وهو البالغ من العمر 39 عاماً بارتكاب أعمال إرهابية لم تحدد طبيعتها. وكان المحققون ذكروا الاثنين الماضي أن هذه الاعتقالات التي قامت بها في منطقة ورسترشير شعبة مكافحة الإرهاب في الشرطة، لم تجر في إطار التحقيق حول اعتداءات لندن في السابع من تموز - يوليو أو الاعتداءات التي لم تسفر عن قتلى في الحادي والعشرين من الشهر نفسه. ومن المقرر أن يكون الرجال الثلاثة الذين لم تكشف جنسياتهم وهوياتهم وأصولهم، قد مثلوا أمس الاثنين أمام محكمة بو ستريت في لندن للاستماع إليهم. والرجال الثلاثة متهمون بالتآمر للحصول على أموال وغيرها مع علمهم أو توافر أسباب معقولة لديهم تحملهم على الاعتقاد أنها قد تستخدم لغايات إرهابية، وذلك بين الأول من كانون الثاني - يناير 2001 والرابع من تشرين الأول - أكتوبر 2005. وأوقف الرجل البالغ من العمر 39 عاماً على ذمة التحقيق أيضاً بتهمة قيادة نشاطات منظمة اشتركت في أعمال إرهابية في الثالث من تشرين الأول - أكتوبر 2005 أو قبل هذا التاريخ. وتفيد المعلومات التي وزعتها الشرطة البريطانية عند اعتقالهم في الخامس من كانون الأول - ديسمبر، أن هؤلاء الرجال ليسوا مشبوهين بالتخطيط لاعتداءات إرهابية في بريطانيا إنما فقط لأنهم ساعدوا متطرفين في الخارج. وقالت الشرطة حينذاك إنهم أوقفوا للاشتباه بتورطهم في (أعمال لها علاقة بالإرهاب الدولي)، موضحة أنه يعتقد أنهم (دبروا وأعدوا وكانوا وراء أعمال إرهابية). وفيما يتصل بالإرهاب أيضاً فقد ذكر ألماني من أصل عربي احتجزته الأمم المتحدة كإرهابي مشتبه به في أفغانستان أن مختطفيه سألوه بصفة رئيسية عن المتطرفين في بلدته (الألمانية) مما يلقي بشكوك على حجة الولايات المتحدة بأنها اختطفته بالخطأ بدلاً من مشتبه به في القاعدة يحمل نفس الاسم. ويقاضي خالد المصري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) لسجنه ظلماً وتعذيبه في قضية جذبت اهتمام العالم وأثارت انتقادات جديدة لأساليب الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. وقال مسؤولون أمريكيون إن المصري احتجز بصفة رئيسية للاشتباه في أنه لديه جواز سفر مزور ولأن له نفس الاسم الذي يحمله متشدد مطلوب. وذكر رجل بذلك الاسم في تقرير لجنة 11 سبتمبر في الولايات المتحدة باعتباره صلة مبكرة لخلية هامبورج التي قادت الهجمات على نيويورك وواشنطن في عام 2001 . ولكن المصري ومحاميه مانفريد جنديتش قال في مقابلة مع رويترز إن المحققين الأمريكيين في أفغانستان لم يسألوه أبداً عن لقاء مزعوم في قطار بين المصري الآخر وأعضاء خلية هامبورج المشار إليهم في تقرير 11 سبتمبر. وقال المصري إن هجمات 11 سبتمبر (لم تكن أبداً) هي الفكرة الرئيسية في استجوابه خلال خمسة أشهر من الأسر في العام الماضي في مقدونيا وأفغانستان. وبدلاً من ذلك سأله مستجوبوه بالتفصيل عن معارفه في بلدته نيو اولم التي تبعد مئات الأميال عن هامبورج. وكانوا يعرفون قدرا مدهشا عن أصدقائه ومعارفه وكانوا مهتمين بصفة خاصة بمعرفته برضا صيام المشتبه بأنه متشدد يقوم المحققون الألمان بالتحقيق معه منذ عام 2002 للاشتباه في دعمه لشبكة إرهابية. وقال المصري (رضا صيام كان يقود سيارة مسجلة باسم زوجتي ولا أحد آخر يعرف تلك الحقيقة) ولكن المحققين كانوا يعرفونها وسألوني لماذا أسمح له باستخدام السيارة. وأضاف المحامي جنديتش (كانوا يعرفون قدراً لا يصدق عن حياته الشخصية والأشياء المحيطة به ومن يتصل به ومن ذهب للتسوق معه ومن أعاره سيارته). (لم يكن هناك اتهام ملموس ضده.. بل كان يسأل عن أطراف ثالثة). وأدت التفاصيل حول أسر المصري واستجوابه إلى إثارة تساؤلات في ألمانيا حول دوافع اعتقاله وكيف عرف الأمريكيون هذا الكم الكبير عنه. ورفض وزير خارجية ألمانيا فالتر شتاينماير تقريراً صحفياً بأن أجهزة الأمن الألمانية أبلغت سي.آي.ايه. عن المصري ووصفه بأنه (شائن). وقالت صحيفة دير شبيجل الألمانية إن سي.آي.أيه. ربما حصلت على المعلومات من عمليات المراقبة التي تقوم بها للمتشددين في نيو اولم. ورفضت سي.اي.ايه. التعليق على قضية المصري. وتواجه الحكومة الألمانية ضغوطاً متزايدة للكشف عما إذا كان مسؤوليها الأمنيين يعرفون بمحنة المصري أثناء وجوده السجن وهي ضغوط تؤججها تصريحات المصري بأن أحد مستجوبيه في السجن كان ألمانياً يسمي نفسه (سام). وقال المصري إن الرجل كان طويلاً وأشقر يضع نظارات على عينيه وله لحية صغيرة مشذبة ويتحدث الألمانية بلهجة أهل شمال ألمانيا ورفض أن يحدد ما إذا كان يعمل مع الحكومة الألمانية. وعندما تعرض المصري الذي عاش في ألمانيا على مدى 20 عاماً للإلحاح في هذا الجانب قال إنه متأكد أن الرجل ألماني ولكن (ما إذا كان ألمانيا يعمل في سي.آي.ايه. لا أعرف). واصطحبه سام في الطائرة التي عادت به إلى أوروبا حيث أطلق سراحه في مايو - أيار من العام الماضي. وقال المصري (قال إننا سنهبط في مكان ما بأوروبا ليس بعيداً عن ألمانيا وهناك سنفترق وعلى أن أظل هادئاً ويمكنني أن أعود إلى بلادي ولا يجب أن أخاف). وألقي بالمصري بدون تفسير في ألبانيا ومن هناك عاد إلى ألمانيا.
|